اشتغل الفنان المسرحي مالك القلاف على مجموعته القصصية بأدوات مسرحية، موظفاً"الرمز"في سرد أحداث القصص، ولم يسلم غلاف المجموعة من صورة رمزية موحية بدلالات عدة. وحملت المجموعة، الصادرة أخيراً، عنوان"ليتني تعريت للمطر". ويظهر تأثر القلاف بالمسرح جلياً، إذ كتب سبعة نصوص مسرحية، قُدم اثنان منها على خشبة المسرح، كما شارك في أدوار مسرحية، وأسهم ذلك في أن تأخذ القصص منحى الكتابة المسرحية، ولكن في شكل نصوص قصصية. ولا يخفي تأثره بالمسرح في أعماله، وجاء اختياره لفن القصة:"كونها مقروءة لدى شرائح مختلفة من القراء، تبدأ بالنقاد وتنتهي بالقارئ العادي"، بحسب القلاف، ولم يسبق له أن طبع أياً من نصوصه المسرحية على مستوى واسع، مبرراً ذلك"بعدم وجود اهتمام لدى الجمهور بقراءة نص مسرحي، وعادة ما يتوجّه الناس إلى مشاهدة العمل على خشبة المسرح"، مضيفاً أن"النقاد قليلاً ما يلتفتون إلى قراءة النص المسرحي المنشور". ووجد القلاف نفسه محاطاً بسيل من النقد، في أمسية"منتدى القصة في سيهات"، التي نظمت أخيراً، والتي أدارها القاص فاضل العمران. وطاول النقد أسلوب إخراج المجموعة، بدءاً من الغلاف والإهداء وانتهاء بتوزيع النصوص. وفيما اعتبر نقاد أن الغلاف ليس بالضرورة أن يكون معبراً عن الكتاب، وجد آخرون في عملية الإخراج"أسلوباً مسرحياً صرفاً"يعتمد على توظيف"الرمز وإحالته المتعددة"كما يرى المسرحي عبدالله الجفال، مشيراً إلى أن"اشتغال المؤلف في المسرح، انعكس ذلك على بعض القصص"، مضيفاً أن"المزج بين القصة والمسرح جعل الكاتب يتعمق كثيراً في الرمز، وسيقع القارئ في حرج حين يكتشف أن المرأة ليست مرأة، أي عدم تطابق الدلالات في النص مع الواقع، ما يعني حاجة القارئ إلى معرفة مسرحية". وثقلت المجموعة برموز اجتماعية وأخلاقية، إضافة إلى"تحمل بعض النصوص هاجس المرأة، كرمز للاستلاب ورفض للواقع السائد". يذكر أن المجموعة جاءت في 135 صفحة من القطع المتوسط، وصدرت عن دار"الكفاح والتوزيع". وقسّم المؤلف القصص إلى مجموعتين، ضمت الأولى 16 قصة قصيرة جمعها عنوان"برزخ يشكو الظمأ"، واحتوت المجموعة الثانية على قصص قصيرة جداً، جاءت تحت عنوان"نصف غواية".