ضمن أمسيات ملتقى سيهات للقصة القصيرة، اجتمع الأعضاء لاحتضان المجموعة القصصية الأولى للقاص والناقد (مالك القلاف) نقدياً. حيث كانت المجموعة بعنوان (ليتني تعريت للمطر) من إصدارات دار الكفاح للنشر والتوزيع. أدار الجلسة القاص فاضل عمران والذي وصف بعض النصوص في الكتاب بالسيريالية من جهة وإنسانية من جهة أخرى، كما لم يخف إعجابه بمقدمتها والتي كتبها الناقد المصري سمير الفيل. وامتدح عدد من الحضور غلاف الكتاب لجمال ألوانه وتصميمه، حيث ذكر عبد رب النبي السلمان "هناك زخم هائل في الفترة الأخيرة من الإصدارات وأغلبها مجموعات قصصية، إلا أن القلاف تميز بينهم جداً" . ووصف الشاعر محمد العيسى نصوص الكتاب بالرمزية والغرائبية، كما وجد بعض النصوص بالمشاغبة والمستفزة، بينما انتقد اللغة الشعرية في النصوص والتي اعتبرها فائضة إلى حد ما. واتفق مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الناقد عيد الناصر مع الأغلبية فيما يخص غلاف المجموعة، ثم تحدث عن جمالية النصوص بدءا من شفافية اللغة وانتهاءً بالقدرة على التوظيف الرمزي، ويضيف العيد "من الملاحظ ان المجموعة ركزت على نقطتين نجدهما في مجمل النصوص وهما الحس الوطني والعروبي، وأيضاً هاجس المرأة والذي كان واضحاً في اغلب النصوص كمحاولة للطرق على تابو المرأة الإجتماعي مما جعل الكاتب يعطي المرأة بعداً رائعاً". وقدم الشاعر حسين الجفال ورقة نقدية تدور حول (ثيمة الألوان) كرمز اجتمع في اغلب نصوص القلاف وهو ما يعطي القارىء فرصة التلذذ في فك هذه الألوان كدلالات رمزية، بينما تحدث المخرج المسرحي عبد الله الجفال عن قرب المسافة ما بين الواقع والمتخيل في سرد القلاف، كما وجد أن النزعة المسرحية قد طغت على الكاتب في قصة (ليتني تعريت للمطر) حيث وجود الخبث المسرحي والدلالات التي تربك القارىء وتحيل إلى محسوسات مادية قد نجح الكاتب في استخدامها. وشكر القلاف مصممة الغلاف الفوتوغرافية عقيلة السويد حيث ذكر "للرياض" فيذكر "كانت أمامي عدة خيارات ووجدت أن هذا الغلاف هو الأنسب وأعتبر نفسي محظوظاً لأني اخترته دون سواه". بينما تحدثت المصممة عقيلة السويد عن تصميمها المثير للجدل وعن سر اختيارها للألوان وعن العلاقة ما بين العنوان والتصميم قائلة "إنه ذلك الانتعاش الذي يبعثه العنوان عندما يلامس سمعك برقته وعذوبته وإحساس الألم بين جوانحه ولأنه من الصعوبة أن تستمتع وتفرح وتشعر بالحزن المنبعث من المطر إلا حين تكون حراً محلقا كالطير تحته".