مع اقتراب موعد اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الذي يوافق يوم الاثنين المقبل، وفي ظل المحاولات الدولية لمحاصرة المرض، الذي لا يزال الطب عاجزاً عن إيجاد علاج شافٍ له، يواصل مرض نقص المناعة المكتسبة انتشاره في العالم، ليبلغ عدد المصابين به، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، 33.2 مليون شخص من الجنسين حول العالم، فيما يبلغ عددهم في الشرق الأوسط نحو نصف مليون. وسجلت المنظمة 2.5 مليون إصابة حديثة، أي بما معدله 6800 إصابة يومياً، في الوقت الذي وصل فيه عدد الحالات التي فتك بها الإيدز 2.1 مليون شخص. وتظل القارة الافريقية البيئة الأكثر تسجيلاً للإصابات بالمرض، بنسبة تصل إلى 68 في المئة من المصابين في الكرة الأرضية. من جهته، قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة بهذه المناسبة، إنه وللعام الثاني على التوالي تركز الحملة العالمية لمكافحة الإيدز على دور القادة في محاربة الفيروس من خلال شعارها"أيها القياديون... أوفوا بالعهد وأوقفوا الإيدز"، كما تركز هذا العام تركيزاً خاصاً على دور المرأة بشكل خاص تحت شعار"آن للمرأة أن تقود الركب". وأضاف في تصريح صحافي بهذه المناسبة:"يحمل شعار هذا العام عدداً من المعاني والأهداف للسيطرة والحد من هذا المرض الخطر والفتاك"، مشيراً إلى أن نسب الإصابة العالمية بالإيدز قلت، بسبب تطبيق برامج مكافحة فيروس العوز المناعي البشري، والالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء والعفة والابتعاد عن العلاقات المحرمة وغير الشرعية". وأوضح أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي ومكتبه التنفيذي كانت لهما جهود وأنشطة في مجال مكافحة الإيدز، إذ ان معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول الخليج العربية هي الأقل بين دول الشرق الأوسط، إذ تتراوح بين 0.15 و1.95 لكل 100 ألف نسمة، كما أن سرعة انتشاره تعد الأبطأ، مع ملاحظة زيادة معدل انتشار الحالات الحاصلة بسبب الاتصال الجنسي فيها. وأشار الدكتور خوجة إلى أن وزارات الصحة في دول مجلس التعاون انتهجت استراتيجية لمكافحة الإيدز، وتضمنت قرارات المجلس وتوصيات هيئته التنفيذية، عدداً من الإجراءات للحد من انتشار الوباء، مثل إيقاف استيراد الدم من الخارج، المراقبة والفحص الطبي الشامل لجميع العاملين القادمين للعمل في دول المجلس ضمن برنامجها الكبير"فحص العمالة الوافدة"، إضافة إلى تكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني، خصوصاً بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، ونشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه، ومكافحته وتجنب عدواه، والإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، والدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين، وتيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، والمساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته. كما تم تيسير إجراء الفحص الطوعي بين الفئات المعرضة لخطر العدوى، مع إلزام المقدمين على الزواج بإجراء اختبارات الايدز، إضافة إلى الفحوص الأخرى للأمراض المنقولة جنسياً والأمراض الوراثية، وحماية جمهور المواطنين خصوصاً الشباب من خطر انتقال العدوى بتزويدهم بالمعارف والمعلومات، وتقديم المشورة لهم بشتى وسائل الدعاية والإعلام وبالأساليب المناسبة، والاهتمام بتقوية العلاقات الزوجية الشرعية، وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، ورعاية المصابين طبياً ونفسياً واجتماعياً، والدعوة إلى نبذ الوصم وعزلة المصابين، والوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى طفلها، وتيسير الحصول عليها ومداومة استعمالها ومراقبة المناعة المكتسبة ضدها، وتكثيف الأبحاث لاستحداث لقاح فعال ضد المرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته وممارسات طرق الحقن المأمونة، وتعميم استعمال المحاقن ذات الاستعمال المفرد، ومعالجة الأمراض المرتبطة بالايدز، مثل الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً.