تشير أول صحافية تمارس الفروسية في السعودية سمية الثقفي إلى أنها واجهت معارضة من قبل عائلتها في بداياتها إلا أن إصرارها وعشقها لهذه الرياضة كان أعطاها الضوء الأخضر لمزاولة هذه الرياضة الشيقة، وتطمح الثقفي إلى الوصول إلى العالمية ومنها للمشاركة في الاولمبياد. وتنظر الفارسة السعودية إلى حادثة زميلها عبدالله الشربتلي على أنها كانت منعطفا جديدا في مسيرتها الرياضية، وتؤكد أن لقاءها بالأمير الفارس عبدالله بن متعب يعتبر من المواقف التي لن تنساها أبدا، هي تحمل طموحاً كبيراً في مجال الصحافة وإن كانت ترى أن الفروسية أخذت منها الوقت الكثير. "الحياة"التقت الثقفي وأجرت معها هذا الحوار الذي ننقلكم إليه... متى كانت بدايتك مع عالم الفروسية ؟ - كانت البداية عبارة عن مشاهدة سباق الفروسية قبل قرابة 7 سنوات تقريبا وكنت معجبة بهذه الرياضة كثيرا بعد ذلك فكرت في ممارسة هذه الرياضة فعليا وتحقق لي ما أردت وكانت بدايتي في ركوب الخيل قبل 6 سنوات. هل كان هناك أي معارضة من قبل الأهل لممارسة الفروسية ؟ - بالطبع واجهت في بداية الأمر معارضة من الأهل، لكن إصراري وعشقي لهذه الرياضة كانا كفيلين بموافقة أهلي وبذلك أصبح هناك اقتناع تام من الأسرة كاملة. ما هي البطولات التي شاركت فيها؟ - كل مشاركاتي كانت محصورة في بطولات ننظمها داخل أندية الفروسية بمشاركة فرسان وفارسات كبار لهم مشاركات خارجية ومعروفين على مستوى العالم العربي وكان الهدف من ذلك اكتساب الخبرة. هل هناك أية مشاكل واجهتيها عند ممارستك رياضة الفروسية ؟ - أي رياضي في البداية لابد أن يواجه مشاكل عند ممارسة الرياضة التي يعشقها وانأ بدوري اخترت هذه الرياضة والكل يعرف أنها تحتاج لمدرب قدير ينمي ويساعد قدراتي ولأنها رياضة تحتاج للتدريب المكثف فهي ليست ركوب خيل فقط فهي تحتاج إلى مهارة وكان ذلك غير موجود في بداية ممارستي للفروسية، كما أن وجود الحصان الجيد الذي استطيع أن أقوم بالتدرب عليه والمشاركة به في بطولات في غاية الأهمية والفارس في بداياته يعاني من وجود الحصان المتمرس لقلة الخبرة عند الشراء ولكن مع الوقت يستطيع أن يعرف الحصان الجيد من الرديء. كيف تصفين مشاركة الفارسة السعودية حاليا في البطولات الخارجية؟ - الفارسة السعودية موجودة بصورة جيدة فهناك فارسات يمثلون المملكة في بطولات دولية وأخرهم الفارسات اللاتي يدعمهن الأمير الوليد بن طلال في الفترة الأخيرة في سباق القدرة والتحمل إذ حققن مراكز جيدة وكانت مشاركتهن ملفتة للانتباه وأتوقع أن القادم سيكون أفضل بفضل الاهتمام من الجميع . أنت صحافية وتمارسين رياضة الفروسية، كيف توفقين بين ذلك ؟ - الصحافة والرياضة عشقي منذ الصغر فالصحافة جميلة تنمي المهارات لدى الشخص وتزيد من ثقافته وأنا استفدت كثيرا من حياتي العملية في وجودي كصحفية ناهيتك عن العلاقات التي تربطني بشخصيات في جميع المجالات رغم أنها مهنة فيها من المتاعب الشيء الكثير إلا أنها أصبحت ولعاً لكل من ينطوي تحت مسمى صحافي، وبالنسبة للرياضة فهذه كانت في بداية الأمر هواية أمارسها بعد الانتهاء من ضغوط الحياة اليومية فعندما أجد الوقت المناسب لا أتوقف عن ركوب الخيل ولكن في الوقت الحاضر لا أخفيك أن الخيل أخذت الوقت الأكبر عندي من الصحافة. ألم تستغلي تواجدك كصحافية في إجراء حوارات مع فرسان لهم شأن كبير في عالم الفروسية السعودية ؟ - علاقتي ولله الحمد أكثر من جيدة بجميع الفرسان والفارسات، ومع ذلك لم أستخدم هذه العلاقة في إجراء الحوارات، لأنني في المقام الأول فارسة وأعرف الإحراج الذي يواجه زملائي الفرسان عند عمل أي حوار، كما أنني أحياناً أتحصل على خبر قد يكون سبقاً صحافياً، ولكنني لا أنشر الخبر إلا بعد الاستئذان من الفارس أو الفارسة. لو خيرت بين الصحافة والفروسية فماذا ستختارين؟ - من دون أي تردد الفروسية، فهي عشقي ولا استطيع أن ابتعد عنها أبداً. ما الأمنية التي تودين تحقيقها في مجال الفروسية والرياضة في الأيام المقبلة؟ - أتمنى أن أوفق في إجراء لقاءات صحافية لأخذ آراء الكثير من عامة الناس عن أهمية رياضة الفروسية، كونها تعتبر الرياضة الثانية بعد كرة القدم من حيث الموازنة المالية المعتمدة لها. أما بالنسبة لأمنيتي في مجال الرياضة فالأماني كثيرة، ولن أكون طماعة كثيراً وما أتمناه فعلاً هو أن أشارك في سباقات دولية، كي استفيد منها، ومن يدري ربما استطيع الوصول للأولمبياد. تمارسين رياضة الفروسية من باب حب المنافسة أم للهواية فقط؟ - أمارسها كهواية وفي الوقت نفسه أتمنى أن أصل فيها لدرجة المنافسة، فجميل أن يشارك الإنسان وينافس ويحقق بطولة وبإذن الله سأكون إحدى فارسات المملكة في القريب. عُرفت بممارستك رياضة قفز الحواجز ما السبب في ذلك؟ - أمارس رياضة قفز الحواجز منذ بداياتي في مجال الفروسية، لان فيها تحدياً للنفس وإصراراً على تحقيق رقم مميز، كما أن قفز الحواجز رياضة شيقة فيها من المغامرة الشيء الكثير، فلا بد أن يكون فيها انسجام بين الفارس وجواده كي يحقق الإبداع. من الفرسان والفارسات الذين تحرصين على متابعتهم؟ - في السعودية نظراً للاهتمام الموجود من القيادة العليا بهذه الرياضة ولله الحمد فهناك أسماء كثيرة تعتبر نجوماً وصلوا إلى العالمية، وأذكر منهم الأمير الفارس عبدالله بن متعب والفارس خالد العيد والفارس عبدالله الشربتلي، ومن الفارسات هناك أسماء لامعة مثل إيمان جاوه فهي رائعة، وأتوقع لها مستقبلاً كبيراً في مجال الفروسية، أيضاً الفارسة سارة بابان ولا أنسى الفارسة علياء الحويطي، فهؤلاء يعتبرون الأكثر تميزاً على رغم أن هناك أسماء كثيرة أخرى تستحق الثناء. ما الموقف الذي مر عليك في حياتك الرياضية وكان له دور إيجابي في مسيرتك الرياضية؟ - دائماً نشارك في بطولات داخلية وتكون لنا لقاءات مع فرسان وفارسات وشخصيات لها تأثير قوي في هذا المجال، فأذكر أنني التقيت الأمير عبدالله بن متعب في دولة الإمارات وأشاد بي، وكنت أتوقع أنني غير معروفة لديه ولكن حصل العكس فهو شخص متواضع ويقدم الفائدة دائماً لكل من يواجه، كما أنني أتذكر عندما سقط الفارس عبدالله الشربتلي في إحدى المنافسات وكاد أن يفقد حياته لكنه عاد بإصراره وعزيمته ليمارس الرياضة بشكل أفضل ويحقق الانجازات باستمرار، وهذا درس لكل فارس يمارس هذه الرياضة الأصيلة. هل لجسم الفارس دور في ركوب الخيل؟ - بكل تأكيد، فالفارس لابد أن يكون محافظاً على جسمه حتى يعطي ويستطيع أن يمارس هذه الرياضة بشكل إيجابي، ولا أعتقد أنك ستجد فارساً يملك جسماً كبيراً ويمارس هذه الرياضة، لأن فيها تعارضاً وسيكون مردوده سلبياً في النهاية. الكثير يتحدث عن أنه يجب على الفارس أن يكون مقتدراً بشكل كبير حتى يتمكن من ممارسة الفروسية، هل هذا صحيح؟ - رياضة الفروسية رياضة مكلفة بطبيعة الحال، فقيمة الجواد الذي تستطيع أن تشارك به في المنافسات لا يقل عن 500 ألف ريال سعودي، إضافة إلى الاهتمام بهذا الجواد حتى يخوض المنافسات في وضعية مريحة لتدخل البطولة وأنت تثق بالفرس الذي تملكه وان كنت أرى أن الموهبة إذا توافرت في الشخص قد يتغلب على أي تأثيرات أخرى. كيف رأيت مشاركة الفرسان السعوديين في أولمبياد بكين؟ - المشاركة في منافسة بحجم الأولمبياد شيء جيد للفارس إذا استطاع أن يحقق مركزاً متقدماً، وأعتقد أن الدهامي هو الوحيد الذي كانت مشاركته فعالة بعد أن تأهل إلى النهائيات.