أطلقت نسخة تفاعلية جديدة من «موسوعة الحياة» Encyclopedia of Life، بمشاركة «مكتبة الإسكندرية» وبالتعاون مع مؤسسة «سميثسونيان» الأميركية، على الموقع الإلكتروني eol.org. وتضمّ هذه النسخة معلومات عن قرابة 700 ألف نوع من الكائنات الحيّة تشمل حيوانات ونباتات وبكتيريا وفيروسات وطيوراً وغيرها، مصنّفة وفق صفاتها البيولوجية. وعملت المكتبة كشريك وثيق في إنشاء النسخة الثانية من «موسوعة الحياة»، إذ ساهمت بخبرتها التقنية في تدويل نظام «موسوعة الحياة» وإعادة هندسة بنيتها التحتية بطريقة تمكّن مستخدمين من ثقافات متنوّعة، من تصفحها والتفاعل مع محتواها بأكثر من لغة. وفي مرحلة أولى، جرى إطلاق النسخة الحاضرة باللغات الإنكليزية والعربية والإسبانية. وإلى جانب الدعم التقني للمشروع، تعمل «مكتبة الإسكندرية» على إثراء الموسوعة بمحتوى عربي، ما يجعلها مصدراً علمياً غنياً عن التنوّع الحيوي، خصوصاً بالنسبة الى الناطقين باللغة العربية. وأكّد الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية اهتمام هذه المؤسسة بمشروع «موسوعة الحياة»، الذي يعتبر مصدراً أساسياً للمعلومات عن الحياة على سطح الأرض. وأوضح أن إتاحة الموسوعة باللغة العربية تعتبر خطوة كبيرة في مواجهة ندرة المحتوى العلمي العربي على شبكة الإنترنت، ما يلبي حاجات كثير من العلماء والطلاب والمثقفّين العرب. تفاعلية متقدّمة وزوّدت النسخة الثانية من «موسوعة الحياة» ببرامج كومبيوتر أكثر تفاعلية، تسمح بالمساهمة فيها من طريق إضافة مقالات وصور وإدخال محتوى جديد إليها. كما تتيح التفاعل مع زوار موقعها الإلكتروني، عبر السماح بإضافة تعليقات وتقويم المحتوى وإنشاء تجمّعات لأصحاب الاهتمامات المتقاربة. في هذا السياق، أفاد إريك ماتا المدير التنفيذي للموسوعة، بأنها تمثل مصدراً علمياً وفيراً ومرناً يمكن الاستفادة منه في سياقات متنوّعة مثل التعليم المدرسي والأكاديمي، والبحث العلمي، ونشاطات الحفاظ على البيئة، والدراسات المتعلّقة بالكائنات الحيّة والعلوم عموماً. وأوضح أن المنخرطين في هذه النشاطات يستطيعون الاستفادة من محتوى الموسوعة كل واحد بطريقته الخاصة، بداية من تكوين مجموعات مختصّة مثل مجموعة «الطيور المهددة بالانقراض»، ووصولاً إلى تشكيل مجموعات أكثر بساطة مثل «أنواعي المفضلة من الأسماك». وأشار ماتا إلى أن العنصر التفاعلي الجديد المُتضمّن في «موسوعة الحياة» يساهم في تحقيق مهمتها المتمثّلة في زيادة الوعي بالطبيعة والحياة على الأرض، عبر تجميع المعلومات والمشاركة فيها، وتكوين مجموعات مختصّة في إطار مصدر رقمي مفتوح وموثوق، إضافة إلى كونه متاحاً في صورة دائمة. في هذا الصدد، أوضح الدكتور مجدي ناجي، رئيس قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في «مكتبة الإسكندرية»، أن إنشاء «موسوعة الحياة» باللغة العربية يجرى عبر ترجمة معلوماتها عن أنواع الكائنات الحيّة، مُشيراً إلى أن «مكتبة الإسكندرية» تنهض بالأمر عينه عبر مجموعة من المترجمين والعلماء المختصين في مجال التنوّع الحيوي Biodiversity. وأوضح ناجي أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المكتبة، وفّر الأدوات التكنولوجية اللازمة لضمان سير عملية الترجمة والمراجعة والنشر إلكترونياً، في شكل دقيق وفعّال. وأضاف: «لا يقتصر دور المكتبة معلوماتياً في المشروع، على الترجمة وحدها، بل يشمل أيضاً إتاحة الأدوات اللازمة للعلماء والباحثين العرب لإضافة محتوى جديد إلى هذه الموسوعة. ومن الممكن أن يكون هذا المحتوى معلومات عن أنواع الكائنات الحيّة المستوطنة في المنطقة العربية، إضافة إلى المشاركة في البحوث والمقالات والصور وغيرها. لقد أُتيحت «موسوعة الحياة» لجمهور الإنترنت للمرة الأولى في 2007، عبر إنشاء صفحة إلكترونية لكل نوع من الكائنات الحيّة على الأرض. وبعدها، شاركت جهات مثل المتاحف والمجتمعات العلمية والعلماء والمراكز البحثية، في هذا المشروع الضخم، سعياً منها لتوفير مصدر علمي موثوق به عن التنوّع الحيوي على الأرض. وحاضراً، تشمل «موسوعة الحياة» أكثر من 700 ألف نوع من الكائنات الحيّة، جُمِعت من قرابة 160 جهة مشاركة، إضافة إلى 35 مليون صفحة رقمية تتضمن نصوصاً متنوّعة عن تلك الكائنات من «مكتبة تراث التنوّع البيولوجي» و600 ألف صورة لمختلف أنواع الكائنات الحيّة.