على هامش مؤتمر «التنوع الحيوي في المنطقة العربية» الذي استضافته أخيراً، وقّعت «مكتبة الإسكندرية» اتفاق تعاون مع مؤسسة «سميثونيان» الأميركية يجري بموجبه إنشاء «موسوعة حياة» Encyclopedia of Life إقليمية في المنطقة العربية. وتمثل «موسوعة الحياة» مشروعاً دولياً يرتكز الى الجهود التطوعية، وانطلق بتمويل خاص في الولاياتالمتحدة في 2007 بهدف جمع معلومات عن جميع أنواع الكائنات الحية على الأرض؛ من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة. ويقد عدد الأنواع هذه بقرابة مليون و 900 ألف، جمعت معلومات عنها خلال عشر سنوات، وإتاحتها الموسوعة بصورة مفتوحة على الإنترنت، كي تصبح في خدمة العلماء والباحثين والطلبة والمعلمين والجمهور العام. وتتوافر حاضراً 180 ألف صفحة في تلك الموسوعة. وأوضح مدير «مكتبة الإسكندرية» إسماعيل سراج الدين ان «موسوعة الحياة العربية» تشارك فيها المكتبة بدعم من «جامعة الدول العربية» و «الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية»، مشيراً إلى العزم على إشراك العلماء والباحثين والجمهور العام في المنطقة في تكوينها. وعبّر عن سعادته لمشاركة العالم العربي في هذا المشروع الضخم، مضيفاً أنه سيتعين على الأطراف المشاركة جمع وتوثيق معلومات عن الكائنات الحية في المنطقة، وإنشاء صفحة إلكترونية لكل نوع تحتوي ما يتعلق به من صور وكتابات علمية وغيرها، إضافة إلى ترجمة ما هو متاح على الموقع الإلكتروني ل «موسوعة الحياة» إلى العربية لزيادة عدد المستفيدين في المنطقة من المعلومات. ورحّب المدير التنفيذي ل «موسوعة الحياة» جيمس إدواردز، بمشاركة العالم العربي في الموسوعة، لافتاً إلى أنها بدأت في الولاياتالمتحدة وأصبحت تنتشر حالياً في مختلف أنحاء العالم، إذ جرى تأسيس موسوعات حياة إقليمية في أستراليا والصين وهولندا، كما ستبدأ أخرى عملها في وسط أميركا وجنوب أفريقيا والعالم العربي. في كلمة أمام مؤتمر «التنوّع الحيوي في المنطقة العربية»، أوضح إدواردز ان جمهور موسوعة الحياة متنوع، إذ يضم العلماء وصناع القرار والمعلمين وطلاب المدارس والجمهور العام. وأشار إلى أن الموسوعة تركز جهودها حالياً في نشاطات عدة مترابطة: إنشاء برامج مفتوحة المصدر لتجميع المعلومات الخاصة بأنواع الكائنات الحية من مصادر مختلفة، إنشاء صفحة إلكترونية لكل نوع، رقمنة المواد الخاصة بالتنوع الحيوي وإتاحتها مجاناً وتربيطها بالصفحات الخاصة بأنواع الكائنات، إنشاء استخدامات تعليمية لموسوعة الحياة في المدارس وللباحثين. وفي سياق متصل، أوضحت مدير مجموعة صفحات أنواع الكائنات في «موسوعة الحياة» سينثيا بار أن «هناك أربعة توجهات لدى الموسوعة، تراعى حين إنشاء صفحة إلكترونية لكل نوع، أولها عقد شراكات مع قواعد البيانات الموجودة، وثانياً إتاحة أدوات تمكن من إضافة محتويات جديدة، وثالثاً بناء شبكة من المقيمين ذوي الخبرة لمراجعة وتقييم المعلومات المقدمة، ورابعاً رعاية وإنشاء موسوعات حياة إقليمية». ولفتت بار الى أن معظم معلومات «موسوعة الحياة» تُقدّم بشكل تطوعي، وأنه بُدئ أخيراً في برنامج سنوي للزمالة يقدم دعماً جزئياً لعدد قليل من العلماء الشباب للمساهمة في الموسوعة، معتبرة أن البرنامج يمثل نموذجاً لتحفيز العِلم على الإنترنت. وأكدت أن مجتمع موسوعة الحياة، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، يروج للتفاهم العالمي حول أنواع الكائنات التي تعتبر ضرورية لمستقبل التنوّع الحيوي على الكوكب الأزرق.