تستحق مباريات الجولة الثالثة أن نطلق عليها مباريات التعثر الباكر لفرق المقدمة الهلال والأهلي والنصر والاتفاق، التي عانت من خسارة ثلاث نقاط أو نقطتين في مشوارها التنافسي من فرق الدوري وفي جولته الثالثة، وهذا ما أضعف حظوظ هذه الأندية بالتواجد على هرم ترتيب الدوري السعودي، الذي انفرد به نادي الاتحاد بنقاطه التسع، مسجلاً العلامة الكاملة التي ينفرد بها وحيداً بفوزه في المباريات الثلاث، تاركاً القريبين على بعد نقطتين أو ثلاث، وهذا ما يعطي الفرصة لهذه الفرق ببذل أقصى درجات العمل لأجل حصد النقاط الثلاث، وتقليص الفارق معه. والحال هذه تنطبق على فرق المؤخرة التي تعاني من خطر الهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى، ومع أن الوقت يبدو باكراً للتلميح صوب الأندية القريبة من المغادرة، إلا أن أندية الوطني والحزم والرائد وأبهاء ونجران هي الأوفر حظاً في المنافسة على الهبوط لأندية الدرجة الأولى مع نهاية الدوري، نظير ما بذلته وقدمته في الجولات الثلاث الماضية، الى جانب عدم توافر مقومات النجاح في تجاوز خطر الهبوط، ومغادرة دوري المحترفين السعودي. الرتم دون المستوى أخفق لاعبو فرق أندية الدوري السعودي في التغلب والسيطرة على فترة"الاختلاف"التي عاشها اللاعبون جميعاً، من حيث سرعة التأقلم مع مواعيد النوم والتغذية والراحة عقب انقضاء شهر رمضان الفضيل، الذي يمتلك خصوصية سنوية تختلف من شخص لآخر، خصوصاً أن اللاعبين ومن خلفهم الأجهزة الطبية حاولوا جاهدين عمل مواقيت تخص التغذية اليومية منذ ذهاب شهر رمضان، أشرف عليها اختصاصيو التغذية في الأندية، حتى ان الغالبية العظمى من الأندية سعت جاهدة لوضع معسكرات مغلقة أو مفتوحة أثناء هذه الفترة الانتقالية والفترة التي تليها، خصوصاً أن عودة المباريات جاءت سريعة عقب انتهاء شهر رمضان. غزارة التهديف لا تعني غزارة التهديف في مباريات الجولة الثالثة، أن الأمور تسير في نصابها السليم، وأن الشق الهجومي هو السلاح الأمثل لمثل هذه الفترات التي يعيش فيها اللاعب حالة"اللا توازن"، وقد يحتاج مدة قد تصل لعشرة أيام حتى يعود لوضعيته الطبيعية، التي كان عليها قبل أن يصوم ويسافر ويقلل من الماء والطعام، ويعتبر الهداف الأجنبي هو المسيطر على القائمة التهديفية بوجود البرازيلي مهاجم الشباب بأربعة أهداف، يليه أيضاً وبالرصيد ذاته الهداف المغربي في فريق الاتحاد هشام بوشروان، ثم المصري عماد متعب والغاني البرنس تاغو، وهذا مؤشر يوحي برغبة الهداف الأجنبي في خطف اللقب لمصلحته في دوري المحترفين وبنسخته الأولى، وينتظر أن تكون الفرصة مواتية للهدافين السعوديين ناصر الشمراني وسعد الحارثي ومالك معاذ والحسن اليامي وصالح بشير بمطاردة الهدافين الأجانب في الجولات المقبلة. انتفاضه جنوبية قد تكون مباراة نجران مع ضيفه الهلال من أهم المباريات المستفادة من المباريات الست في هذه الجولة، حينما تغلب أبناء الجنوب على أنفسهم وتمكنوا من الإطاحة بالفريق الأزرق، نتيجة للجهد المضاعف الذي بذلوه طوال شوطي المباراة، وثقتهم الكبيرة بهز شباك الدعيع، وهذا ما جعلهم يتجاوزون الهدف الباكر الذي مني به مرماهم مع الدقيقة ال3، والذي كان بمثابة الجرعة القوية التي ساعدتهم في العودة السريعة لأجواء المباراة، وتهديد الدعيع بالعديد من الكرات الخطرة، إلى أن وصولوا لمبتغاهم بخطف أغلى ثلاث نقاط قد تكون لها مردودات إيجابية للفترة المقبلة، والتي ستكون فيها النقطة ذات أهمية كبيرة في حسم بقائهم، والتمركز في المنطقة الدافئة. نقص"الليث"ولّد الأفضلية على رغم الغيابات المؤثرة في فريق الشباب، إلا أن استراتيجية اللعب السهلة مكّنت الفريق من بسط سيطرته على الفريق الوحداوي، وان كان لديه بعض الغيابات هو الآخر، إلا أن لاعبي"الليث"بسطوا سيطرتهم الميدانية بفضل سلاسة الأداء وتبادل الأدوار وتكاملها بشكل انسيابي، ويعتبر الفريق الشبابي صاحب أفضل أداء بين فرق الدوري في هذه الجولة، يليه فريق الاتحاد الذي اكتفى بتقديم شوط ثان مميز أمام ضيفه الحزم ترجمه الى فوز بثلاثية نظيفة. حضرت الإثارة وغاب الأداء في مباراة الاتفاق والنصر التي انتهت بالتعادل الإيجابي حضرت الإثارة في آخر دقائق المباراة نتيجة لتوقف المباراة بسبب شغب جماهير الناديين، وعلى رغم التوقعات التي رشحت المباراة كقمة لمباريات هذه الجولة، إلا أن حساسيتها وأهميتها كلفتا لاعبي الناديين التفريط في تقديم الأداء الرفيع، خصوصاً ان الفريقين يضمان العديد من الأسماء المميزة، وقد يكون الهدفان في هذه المباراة هما اللافتان للنظر، إضافة إلى ما حدث في آخر دقائق المباراة وعقب نهايتها من شد وجذب وخروج للجماهير عن التشجيع المثالي.