اقتصر أداء جميع الأندية المتنافسة في دوري المحترفين السعودي خلال الجولة الرابعة على البحث عن تحقيق الفوز وتحقيق النقاط الثلاث من دون الوقوع في مغامرات هجومية قد تجلب المصاعب لو تم التركيز في فتح الملعب بالطرق الهجومية، ومنح المنافس مساحات قد تستغل بكرات مرتدة، لذلك كانت جميع المباريات دون المستوى الفني المقنع، حتى ولو استثنينا بعض الدقائق في هذه المباريات التي وضحت فيها الجرأة الهجومية لكنها سرعان ما انطفأت نظير التعليمات والتبديلات العناصرية التي رسمها كل مدرب من جهته، وأرغمت هذه التدخلات لاعبي الفرق على التركيز صوب تحقيق النتيجة، ومن ثم اللجوء للتقوقع الدفاعي بأكثر عدد من اللاعبين، حتى إن الفرق التي واجهت فرقاً أقل إمكانات وخبرة لجأت لهذه الطرق خوفاً من حدوث مفاجأة جديدة كما حدث من فريق نجران في الجولة الماضية ومباغتته لفريق الهلال في آخر رمق من المباراة بتحقيق هدف الفوز الثمين والمفاجئ. غيابات مربكة للمدربين غياب بعض اللاعبين المؤثرين عن مباريات هذه الجولة عقّد حسابات المدربين وأدى إلى وقوعهم في ارتباك واضح بسبب ضعف مردود اللاعب البديل، وضعف وجود الأوراق الرابحة أو المؤثرة على دكة البدلاء، ولعل ما حدث في فريق الهلال من غياب أبرز محترفيه طارق التايب والمدافع رونالد، إضافة للسويدي ويلهامسون مع عمر الغامدي أربك حسابات المدرب كوزمين، وجعله مضطراً لإحداث العديد من التبديلات على تشكيل الفريق لعل وعسى أن يجدي نفعاً بالخروج بنتيجة إيجابية تعيد لملمة الصفوف من جديد عقب خسارة مباراة نجران المفاجئة، واستطاع الفريق"الأزرق"استغلال الاندفاع الهجومي الباكر وغير المبرر من لاعبي الوطني، الذين تناسوا فارق الخبرة والإمكانات مع منافسهم، وتلقوا الخسارة في الشوط الأول، وقد ذاق مدرب الاتحاد كالديرون من النفس كأس كوزمين حينما أحتار في سدّ الثغرة الدفاعية التي أحدثها غياب رضا تكر وأسامة المولد بدواعي الإصابة، والأمر نفسه أنطبق على مدرب الاتفاق توني الذي غير من أسلوب وطريقة لعب فريقه في ظل غياب هداف الفريق البرنس تاغو. ثبات في"الليث" احتاج فريق الشباب ربع ساعة من الشوط الأول في مباراته أمام فريق الاتفاق حتى يحول السيطرة والهيمنة لمصلحته عقب أن كان ضيفه أكثر استحواذاً على منطقة المناورة، وأكثر وصولاً للمناطق الخطرة في بعض الكرات الخطرة التي رسمها صانع ألعابه المغربي صلاح الدين في ظل تواجد صالح بشير وحيداً في المقدمة، وتأتي صحوة الشباب في الوقت المتبقي من الشوط الأول، وفي الشوط الثاني نتيجة لفارق المهارة والسرعة التي يمتلكها لاعبو الوسط والهجوم في الفريق، إضافة لسلامة التمرير القصير التي تميز الفريق عن بقيه فرق الدوري السعودي، وعلى رغم اكتفاء لاعبي الشباب بهدف وحيد من الهداف ناصر الشمراني، إلا أن غياب صانع ألعاب الفريق البرازيلي كماتشو قلل من فرص تحقيق مزيد من الأهداف في ظل المساحات التي حاول ناصر الشمراني والمهاجم كلاوديني استغلالها معتمدين في ذلك على السرعة والمهارة اللتين ترجح كفتهم على مدافعي الاتفاق، وهذه السيطرة الميدانية أرغمت مدرب الاتفاق على إجراء تبديلات في منطقة الوسط وهو متأخر في المباراة كي يخفف من الضغط الذي يعاني منه لاعبوه مع مرور الوقت، خصوصاً ولاعبو الشباب مستمرون على إيقاع واحد في المباراة لم يتأثر أو يختل مع مرور الوقت، وهذا ما أبطل أي خطورة يحاول إحداثها لاعبو الاتفاق وتمكنوا من إنهاء هذه المباراة بتقدمهم بهدف وحيد وأداء فني يفوق منافسهم. اقتناع أهلاوي بشوط واحد لم يجد لاعبو الأهلي صعوبة تذكر في كسب مباراتهم أمام نجران بفضل حال التركيز الذي كان عليه لاعبو الأهلي ميدانياً، وهذا ما جعل كفتهم الأرجح طوال دقائق المباراة، حتى وإن توقف التهديف عند هدفي الشوط الأول، إلا أن مدرب الفريق ميلادوف يبدو مقتنعاً من نتيجة الشوط الأول، خصوصاً وعينه الأخرى كانت على المباراة المقبلة التي سيواجه فيها فريق الهلال في الرياض، وبحث في الشوط الثاني وهو يلمس حال التوهان داخل صفوف منافسة نجران على إراحة العديد من ركائز الفريق للمباراة المقبلة. ماذا يريد كالديرون متى ما تم التجاوز عن الغيابات الإجبارية التي عانى منها مدرب الاتحاد كالديرون وهو يخسر خدمات أهم أوراقه في منطقة الدفاع رضا تكر وأسامة المولد والظهير الأيسر صالح الصقري، وكذلك الظهير الأيمن، إلا أنه يلام كثيراً على إقدامه على إجراء العديد من التغييرات في تشكيلة فريقه لمباراة النصر، ومع هذه التغييرات قام بتغيير أسلوب وطريقة اللعب التي كان عليها الفريق في المباريات الثلاث الماضية، حتى إن إبعاده للهداف أبوشروان ولاعب الارتكاز أحمد حديد لم يكن مقنعاً وغير مجدي في هذه المباراة القوية، التي كان فيها العبء الأكبر على اللاعب محمد نور، الذي حاول بمفرده من دون أن يكون لهذا المجهود الكبير دور في جماعية الفريق، وكاد أن يخسر الفريق نتيجة المباراة بفضل هذه المنهجية التي يسير عليها كالديرون وسعيه في إشراك كل بدلاء الفريق على حساب الانسجام والتفاهم للفريق، وقد تكون مباراة النصر آخر المؤشرات للمدرب في أن يعدل من أسلوبه ويتبع الطريقة التي تناسب الأدوات المتوفرة في الفريق من دون أن"يخترع"منظومة تدريبية على الفريق الاتحادي الباحث عن تحقيق الانتصارات والمواصلة نحو صدارة الفرق المحلية. ثغرة الوحدة في دفاعه القوة الهجومية في فريق الوحدة وإجادة لاعبي الوسط في القيام بالدور الدفاعي والهجومي لم تجدِ نفعاً في ظل الاتكالية وسوء التمركز الذي يعانيه خط الدفاع الوحداوي، حتى والمدرب بوكير يزرع ثلاثي مكون من طارق المولد وماجد المولد وسليمان أميدو، إلا أن هذه الثلاثي يسقط في هفوات أحرجت مرمى الفريق كان آخرها من فريق أبها الذي تمكن من تسجيل هدفين، وأضاع العديد من الفرص، فالمحياني والعكروت والهزاني والموسى أخوان والمر كوكبة جيدة من اللاعبين تحتاج فقط لقوة دفاعية تسهل عليها التفرغ للشق الهجومي وتسجيل الأهداف.