مما لاشك فيه ان لشخص الأمير سلطان بن عبد العزيز عمقاً في التفكير واستراتيجية في التنفيذ لجميع ما يقوم به من اعمال، أو ما يتخذه من قرارات أسهمت إسهاماً فعالاً في تقديم الدعم والمساندة للمواطن في هذا الوطن الغالي وفي شتى المجالات. لعل من أَجَّل تلك الاعمال"مؤسسة سلطان الخيرية"، التي تعد صرحاً من صروح العطاء وجهداً من جهود البناء المعني اساساً بحاجات شريحة مهمة من شرائح المجتمع في حاجة الى الرعاية والتأهيل لاعادة صهرها في بوتقة المجتمع، وهذا ما عمدت له المؤسسة في خططها الهادفة الى مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم من خلال ما توفره من رعاية صحية. كل ذلك أتى حرصاً وتأكيداً منه على العاملين في المؤسسة ان تكون نموذجاً فريداً في تقديم الخدمات الانسانية المميزة، واضعاً نصب عينيه الانسان، كونه طاقة فاعلة في المجتمع، متى ما توافرت له مقومات الانتاج، والتي يمكن حصرها في ثلاثة محاور اساسية هي الصحة، والتعليم والتقنية الحديثة وفق معايير انسانية ومنهجية واضحة ومتكاملة. عمد ولي العهد على تدعيم اسس العمل التطوعي في هذه المؤسسة منذ إنشائها في شعبان 1415، وبكونها تعد نموذجاً قائماً وملموساً في تقديم الخدمات الانسانية المميزة، فهي من حيث المنظور العملي كيان قائم ومتفرد في تقديم ما هو افضل واحدث في مجال الخدمات الانسانية الصحية منها، وعلى احدث التقنيات المتوافرة في العالم، وكما هو معروف ان هذا النوع من الخدمات يُعد من اعظم الاعمال التطوعية لما يقدمه من ملاحظة وعناية فائقة، لا يمكن ان تتوافر لكثير ممن هم في امس الحاجة اليها من فئة اصحاب الإعاقات والمسنين. من هذا المفهوم للعمل التطوعي لا يمكن ان نغفل دور الدعم المعنوي والنفسي الذي تقدمه المؤسسة، إن عمل مؤسسة سلطان الخيرية يُعد دعماً لانسانية الانسان اينما كان. إضافة الى ذلك فوجود مؤسسة بهذا الحجم من المساحة والدقة في التنظيم وجهد القائمين على تنفيذ خطط المؤسسة، بجانب الاشراف المباشر من الامير سلطان بن عبدالعزيز والدعم المادي منه للخطط الداعمة لمسيرتها كافة لتتضح ملامحها في العمل الانساني جملة وتفصيلاً، فوجود المؤسسة يضيف صرحاً من صروح النهضة التي تشهدها المملكة في كل مراحل التطور والتقدم التي مرت وتمر بها المملكة ككيان قائم، يُعنى بالانسانية لمجرد الانسانية من دون النظر الى المكان او البيئة التي ينتمي اليها ذلك الانسان. وبما ان نتائج الاعمال لا تحسب بما مر عليها من الزمان وإنما بما تم إنجازه خلال تلك الحقبة الزمنية وعن كم الفائدة المقدمة، بذلك تكون مؤسسة سلطان الخيرية حققت الكثير في ذلك المجال، وهذا ما أكدته الاحصاءات التي تبين ما قدمته المؤسسة من خدمات منذ إنشائها، وما ستقدمه في خططها المستقبلية. إن الاشراف المستمر والمباشر من ولي العهد ينم عن مدى حرصه على الدقة في التنفيذ والسرعة في الاداء لرفع وتخفيف حالات الألم والمعاناة الجسمية والمعنوية لهذه الفئة المعنية بالرعاية والاهتمام ليأتي عمل المؤسسة دافعاً ذاتياً لهم ليمارسوا حياتهم كما غيرهم من افراد المجتمع. ان الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة سلطان الخيرية يُعد احد روافد الرعاية الصحية المتخصصة في المجتمع وعلى اعلى المستويات والمساندة لجهود الدولة في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين. إن لولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز شخصية متفردة في عطائها، مميزة في سماتها، تستحق الفخر لرجل الإخلاص، مع إدراك الجميع حجم المسؤوليات لدىه بحكم ما يشغله من مناصب مهمة في الدولة، إلا أن هناك شواهد لا تحتاج الى دليل على ما يقدمه من اخلاص في العمل وحب في العطاء لهذا الوطن، لتأتي ترجمة هذا المفهوم للإخلاص بإطار عملي إنساني هدفه الانسان أينما كان. [email protected]