يوم بعد آخر تثبت لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم أنها غائبة أو هي مغيبة عن الكثير من التجاوزات التي تحدث في الملاعب السعودية، وإنها بقراراتها "إن صدرت" ستزيد من احتقان الشارع الرياضي وغضب الأندية وتذمر اللاعبين وانتقادات الإعلام لها، ويحدث هذا لأنها حتى الآن لم تستطع فرض سلطتها بالطريقة التي تجعلها تؤدي مهمتها على أكمل وجه، ومن ثم خلق شخصية لها وعيون ترى من خلالها كل تجاوز يصدر من اللاعب والجماهير ويشوه المنافسة. على ماذا تستند في قراراتها؟.. ووجودها بوضعها الحالي سيزيد احتقان الشارع الرياضي ترى أي "انضباط" التي تغض الطرف عن لقطة أعادها التلفزيون بوضوح مرات عدة ولا تحتاج الى أي تبرير أو محاولة تمويه وتملص من المسؤولية، أي "انضباط" تلك التي تقول إنها لم تسمع صوت الجماهير لذلك لم تصدر العقاب اللازم عندما لوحت بالنقود في مدرجات الأهلي ونجران، لتدارك اللجنة الموقرة هذا الأمر ببيان فيما بعد ربما لا يطبق وإذا طبق حتما سيكون بطريقة متفاوتة؟ أي لجنة "ضبط" للتصرفات الخارجة عن النص، واللاعب يقوم بدهس اللاعب في الفريق الخصم بشكل مقزز على بطنه وتعتبر ذلك حدثا عاديا لا يمكن التوقف عنده أو مناقشته واتخاذ القرار المناسب بشأنه حتى لا يتكرر؟، إنها لجنة ضعيفة وتفتقد لقوة القرار وعدم التأثر بالعواطف! والسؤال على ماذا تعمد في إصدار قراراتها، حسب التوجيهات، ام حسب الفراغ لديها، ام ردة الفعل الإعلامية والجماهيرية، ام مزاج الرئيس والأعضاء، ام الخوف من هذا والاستقواء على ذاك؟ الذي يعرفه الجميع أن قراراتها تصدر ضد التصرفات التي لا يراها الحكم أو التي لم يتخذ القرار الصارم بشأنها، بينما هي في بعض الحالات تعتمد على تقارير الحكام والاكتفاء بالعقوبات التي اتخذوها أثناء المباراة، وهذا يذكرنا بالمثل العامي "كنك يا أبو زيد ما غزيت"، وهنا يحق لنا التساؤل: ألا يخجل الرئيس والأعضاء عندما تمر حادثة مؤذية في ملاعبنا دون أن تتخذ "الانضباط" القرار الرادع بشأنها؟ أين هم عن دهس مدافع أسامة المولد لأحد لاعبي الفيصلي في مباراة الفريقين الأخيرة؟ ثم خشونة زميله المهاجم الجزائري عبدالملك زيايه، وتهجم لاعب النصر الاسترالي ماكين على حكم مباراة فريقه مع الفتح، وهل ذلك يمر عبر بند "اتركوهم هذه المرة "؟ كيف أوقفت قائد النصر حسين عبد الغني ولاعب وسط الاتحاد سعود كريري ولاعب وسط الشباب عبدالملك الخيبري لمدة متفاوتة وغضت الطرف عن مثل هذه الأحداث في مباريات معينة؟، ليت اللجنة الموقرة تخبرنا عن ما هي المعايير لديها، وهل رئيسها وأعضاؤها يشاهدون ما لا نشاهده، ولا يرون ما يراه الجميع؟ ترقب الشارع الرياضي قرارات صارمة بعد لقاء جدة والإحساء، وظن الكثير انها ستبسط يد العدل بعقوبات تتلاءم وحجم الأخطاء، وإذ بالحوادث المشار إليها تمر أمام اللجنة دون ان تحرك ساكنا!! ويبدو انه من خلال استعراض لأسماء بعض الأعضاء فإنهم وضعوا في المكان غير المناسب لهم وأن وجودهم لا يعني سوى إضافة اعباء على اتحاد الكرة دون أن يكون لهم دور ايجابي في الحد من العنف، وردع المخطئ، وتحقيق أدنى درجة من المساواة بين الأندية، ونظن أن الشواهد كثيرة والأدلة دامغة. أسامة المولد نجا من عقاب «الانضباط» تصرف زياية أمام الفيصلي مر مرور الكرام