تدافع المئات أمام بوابة الجمعية الخيرية في مدينة حائل صباح أمس، للحصول على المعونات التي أمر بتوزيعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمتضررين من موجة البرد التي تأثرت بها السعودية أخيراً، ما أدى إلى إغلاق الجمعية أبوابها بحسب شهود عيان. وعبّر عدد من المعوزين عن استيائهم من سوء التنظيم في توزيع المعونات، واعتبروا أن المساعدات تذهب إلى أشخاص لا يستحقونها. وأكد حامد الذي كان موجوداً أمام الجمعية ل"الحياة"وحدوث تلاعب في توزيع الإعانات. وقال:"عدد كبير من الأسر تتكون من 10 أفراد لم تحصل إلا على بطانية أو بطانيتين". أما حمود فذكر أنه ينتظر منذ يومين للحصول على معونات"لكن حتى الآن لم يأت انتظاري بأي نتيجة". وأشار فهيد إلى أن أسرته مكونة من 10 أشخاص، لكنه لم يحصل إلا على ثلاث بطانيات من الجمعية. ولفت حسين الشمري الذي يعول سبعة أبناء إلى أن الجمعية رفضت إعطاءه معونات لأن اسمه ليس مدرجاً في قوائمها، وأضاف:"ليس لدي تقاعد أو عمل أستفيد منه، ولم توضع آلية دقيقة لتنظيم وضع من هم خارج سجلات الجمعية". واشتكت أم صالح 53 عاماً من عدم مقدرتها على الذهاب إلى موقع التوزيع لتسلم المعونات بسبب عجزها، مطالبةً بزيادة عدد اللجان وتوجيه بعضها إلى توزيع المعونات على العاجزين في منازلهم. وفي محافظة بقعاء 90 كيلومتراً شرق مدينة حائل أصيبت سيدة بكسر في الفخذ بعد سقوطها المفاجئ أثناء توجهها لأخذ نصيبها من المعونات التي توزعها جمعية البر الخيرية في المحافظة. وتم نقلها عبر الهلال الأحمر إلى مستشفى بقعاء العام الذي حولها بدوره إلى مستشفى الملك خالد في حائل. كما أصيب متعاونين مع الجمعية في توزيع الإعانة إذ جرح أحدهما يده بسكين أثناء فتح غلاف الملابس، بينما أصيب الآخر بإغماء نتيجة جهوده في التوزيع. ورأى الباحث الاجتماعي عبدالله المفرح أن الوسط الخيري يذهل من الأرقام المخيفة التي توضح واقع الفقر على رغم كثرة وتزايد عدد الجمعيات الخيرية ومؤسسات الوقف الخيرية، ولم يخفف الصدقات والتكافل الاجتماعي والزكاة من تلك الأرقام التي تصدرها الجمعيات كل عام. وأشار إلى أن السبب يعود بشكل كبير إلى سوء التنظيم وانتشار الفساد إلى جانب اعتماد الفقراء على المعونات فقط.