تجمهر المئات من أهالي قرى محافظة الليث أمام بوابات الجمعية الخيرية في محافظة الليث والقرى التابعة لها طول هذا الأسبوع، للحصول على المعونات التي أمر بتوزيعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للمتضررين من موجة البرد التي تأثرت بها مناطق ومحافظات المملكة مؤخراِ، ما أدِى إلى حرج مديري ورؤساء الجمعيات في محافظة الليث وجعلهم يقفلون أبواب الجمعيات لعدم وصول المعونات. وعبر عدد من المعوزين عن حسرتهم واستيائهم من حرمان فقراء محافظة الليث من المعونات الخيرية. ولفت حسين الفهمي الذي تحدث بحسرة شديدة وغصة أن الجمعية ب (جدم) لا تسطيع إعطاءه معونات لعدم توفرها، مشيراً إلى أنه ليس لديه عمل أو تقاعد يستفيد منه، ولم توضع آلية دقيقة لتنظيم وضع من هم خارج سجلات الضمان الاجتماعي على الرغم أنني أعول أيتاماً وعددهم ستة أولاد بالإضافة إلى زوجتي. وأوضح الشيخ مساعد سعيد الفهمي إمام القرية أن أهالي بيرين وجمة ما زالوا ينتظرون الحصول على المعونات التي هم بحاجة ماسة لها. وأكد المواطن هليل عبدالرحمن اليزيدي الذي يسكن تحت ظل شجرة بقرية بيرين على أنه لديه أملاً أن تصل المعونات إلى جمعية جدم في أسرع وقت هو لا سيما إلى اسرته المكونة من (7) أشخاص، وهم في أمس الحاجة إلى (بطانية)، مناشداً هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بمحافظة جدة بتوزيع بطانيات عاجلاً الوقوف على وضعهم. واشتكت (المسنة) سافرة بادي الفهمي (85) عاماً والتي تسكن بجوار مركز جدم من عدم مقدرتها على الذهاب إلى موقع الجمعية بسبب عجزها، مطالبة يزيادة دعم جمعية جدم الخيرية وتوجيه بعض الخيرين إلى توزيع المعونات على العاجزين في منازلهم بجدم. وقال مدير جمعية البر بمحافظة الليث ناجي محمد بلاوي الزبيدي لقد توقعت أن تكون جمعية الليث أول الجمعيات الخيرية التي سيتم دعمها بالمكرمة الملكية وذلك لعوز أهلها وحاجتهم الماسة. وأكد: الزبيدي ل"الرياض": على أن هناك اخطاء في تنظيم الإعانات، حيث ان هناك عدداً كبيراً من الأسر يتجاوز عدد أفرادهم العشرة لم تحصل إلا على بطانية أو بطانيتين والبعض ما زال يسكن في الصنادق وفي البيوت الحجرية. واوضح جمعان البجالي شيخ قبيلة بجالة من قرية ضهيا وشال بمركز غميقة في محافظات الليث والتي تبعد حوالي ( 55كيلومتراً شرق محافظة الليث) أن عدداً كبيراً من اهالي قرى بجالة وقرية المستنقع وقرية ضهيا وشال تجمعوا امام منزل الشيخ في القرية، من اجل توزيع الإعانة وقد سبب هذا حرجاً كبيراً لعدم توفر ما يتم توزيعه من المعونات وذلك لعدم إدراج جمعيات محافظة الليث في برنامج المعونات، بينما ادرجت جميع المناطق القريبة من مكةالمكرمة. وبيَّن ضيف الله سعد الفهمي رئيس جمعية جدم بمحافظة الليث ان الوسط الخيري يذهل من الأرقام المخيفة التي توضح واقع معاناة الأهالي في قرى محافظة الليث على رغم كثرة عدد الجمعيات الخيرية ومؤسسات الوقف الخيرية فيها، ولم تتمكن الصدقات والتكافل الاجتماعي والزكاة من تقليل الأرقام التي تصدرها الجمعيات كل عام. وأشار الشيخ ضيف الله إلى أن السبب يعود بشكل كبير إلى عدم وجود نشاط اقتصادي بقرى الليث وعدم توفر البنية التحتية فيها مثل الطرق والهاتف والصحة والمجمعات السكنية والمراكز التجارية، بالإضافة إلى الكهرباء التي ليس لها وجود في قرى مركز جدم، واعتماد الفقراء فيها على الفحم والحطب والأغنام والضمان الاجتماعي والمعونات الخيرية، موضحاً ان البرد في الليث ليس كما هو في شمال المملكة ولكن الحاجة في قرى الليث المستمرة هي اقوى من الحاجة الواقعية لأنها مستمرة مع الأهالي طوال العام.. "جاهزون لتقديم المساعدة" وأكد رئيس مركز جدم بمحافظة الليث مستورة عبدالرحمن العيافي استعداد طاقم الجمعية بالمركز من موظفين وسيارات وإمكانات مختلفة لتقديم المساعدة في عمليات توزيع المعونات في حالة وصولها. وقال ل"الرياض": آمل من المسؤولين في الجمعيات الخيرية وهيئة الإغاثة بجدة دعم الفقراء في قرى مركز جدم من توزيع معونات الشتاء العينية على المحتاجين وتقديم كل ما بوسعهم لتسهيل وتسريع وصول وتوزيع المعونات وضمان وصولها إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن لأن أهالي قرى جدم البعض يسكن في صنادق وبيوت الشعر وغير ذلك.