تفاعلت الأوساط الرياضية السعودية مع القفزة التهديفية الرائعة للمهاجمين المحليين والمنافسة القوية على تصدر قائمة الهدافين في أقوى دوري عربي، بعد انقضاء الجولة ال13 من الاستحقاق المحلي الكبير وانحصار الصراع التهديفي بين ستة مهاجمين سعوديين، وسط غياب كامل للهداف الأجنبي الذي سيطر على اللقب في الأعوام الخمسة الماضية، ما عدا عام 2006 الذي نجح من خلاله هداف الوحدة عيسى المحياني في كسر الاحتكار الأجنبي للقب الهداف عندما حققه عن جدارة واستحقاق برصيد 16 هدفاً. وشهدت الجولات الكروية الأخيرة من الدوري السعودي حضوراً لافتاً للمهاجم المحلي في الأندية كافة، وكان له نصيب الأسد في إحراز الأهداف وهز الشباك وقيادة فريقه لتحقيق الانتصارات وحصد النقاط التي دعمت موقفه جيداً في سلم الترتيب، سواءً في المنافسة على مراكز المقدمة أم الهروب من مواقع المؤخرة. واعتلى هداف الوحدة عيسى المحياني صدارة الهدافين بتسجيله هدفه الثامن هذا الموسم في مرمى الحزم خلال المواجهة الدورية الأخيرة في الرس، ليؤكد عزمه مجدداً على تحقيق اللقب الغالي للمرة الثانية في مشواره الرياضي، ولحق به في اليوم التالي رفيق دربه القديم في"الفرسان"هداف الشباب الجديد ناصر الشمراني الذي أحرز هدفه الثامن في شباك الطائي، ليتساوى مع المحياني في صدارة الهدافين، ويشعل التنافس باكراً لحصد اللقب للمرة الأولى في حياته الكروية. وضمت قائمة الوصافة في صراع الهدافين المحتدم هذه الأيام في الدوري السعودي أسماء أربعة مهاجمين من أبرز وأميز اللاعبين في الملاعب المحلية والآسيوية، في مقدمهم قائد المنتخب السعودي هداف الهلال اللامع ياسر القحطاني، وهداف النصر البارع سعد الحارثي، وقائد الاتحاد محمد نور، وقائد نجران الحسن اليامي، إذ سجل كل منهم ستة أهداف، ودخلوا ضمن القائمة المرشحة لتحقيق لقب هداف الدوري السعودي في الموسم الرياض الحالي. وما زالت الفرصة متاحة لبقية المهاجمين في الأندية السعودية الأخرى لدخول ساحة المنافسة على لقب الهداف، وان كانت الأنظار ستتجه بقوة في الأسابيع المقبلة صوب المهاجم الدولي مالك معاذ، الذي تأثر تهديفياً هذا الموسم بتأثر نتائج فريقه في الدوري السعودي، قبل أن يعود أخيراً إلى عالم الانتصارات بعد مسلسل التعادلات عقب كسبه مواجهة الاتفاق في الدمام، وستراقب العيون أيضاً تحركات هداف"فارس الدهناء"صالح بشير الذي صام عن التهديف في آخر اللقاءات، وهناك هداف المنتخب الأولمبي ونادي القادسية يوسف السالم، الذي قاد فريقه لتحقيق أول انتصار في الدوري على نجران في النزال الكروي الأخير، ومن الأسماء المرشحة لتسجيل حضور جيد في قائمة الهدافين أيضاً مهاجم الوحدة علاء الكويكبي ومهاجم النصر محمد الشهراني ومهاجم الحزم صفوان المولد، والقائمة تطول من المهاجمين الوطنيين في الأندية السعودية. وعلى النقيض تماماً من عودة المهاجمين السعوديين إلى واجهة التهديف جاءت منافسة الهدافين الأجانب ضعيفة وغير فعالة، بعد الغياب التام عن القائمة في مراكزها الأولى بعد انتهاء الجولة ال13 من المسابقة، إذ ظهرت المشاركة التهديفية على استحياء وكانت دون المستوى المطلوب ودون طموحات مسيري الأندية، الذين دفعوا مئات الآلاف من الدولارات للتعاقد مع هؤلاء المهاجمين الأجانب الذين تصدر قائمتهم مهاجم الاتحاد البرازيلي ديبينهو قبل رحيله بتأشيرة خروج نهائي، ومن أبرز البعيدين عن المنافسة على لقب الهداف مهاجم الاتفاق الغاني البرنس توغو والمغربي صلاح الدين عقال وسنغالي الطائي حمادي سيسيه، خلاف المهاجمين الأجانب الذين فشلوا مع أنديتهم في الدور الأول من مسابقة الدوري السعودي وتم إلغاء عقودهم والتعاقد مع بدلاء، ويأتي من أبرزهم مهاجم الاتحاد البرازيلي ألفيس وابن جلدته في الأهلي بيانو وكنغولي الهلالي ليلو وغاني الحزم غودين أترام صاحب آخر لقب هداف في الموسم الرياضي الماضي، ومعه الكويتي فهد الرشيدي وغيرهم من الهدافين الذين يطمح مسيرو الأندية إلى أن يكونوا دعامة قوية وحقيقية لفرقهم، وأن يقودوها إلى تحقيق الانتصارات وحصد المزيد من النقاط، وألا يستمر غيابهم عن قائمة الهدافين بعد توقف الخدمة موقتاً في الأسابيع الماضية، وذلك من خلال بحثهم بالتأكيد عن مصلحة فرقهم وتحسّن مراكزها في جدول الترتيب.