الهداف عملة نادرة في دول العالم كافة، وتدفع من أجله الأندية الكبيرة والشهيرة ملايين الدولارات، لضمه إلى صفوفها، وفي نادي الوحدة السعودي ظهرت موهبة هداف بارع ومهاجم لامع هو عيسى المحياني، الذي بزغ نجمه في فريق شباب النادي، ونجح خلال فترة قصيرة في أن يصبح هداف الفريق الأول في أول موسم كروي له في الملاعب السعودية، ليتم اختياره سريعاً إلى قائمة"الأخضر"الشاب بعدما أبهر جماهير ناديه ومتابعي دوري شباب الممتاز، ومن يومها بدأ المحياني مشواره الحقيقي وقصته الإبداعية مع عالم النجومية، إذ استطاع خطف الأنظار في الدورات والاستحقاقات التي شارك فيها"الأخضر"الشاب، وحاز على عدد من الألقاب الشخصية، في مقدمها هداف بطولة كأس آسيا للشباب التي أقيمت في قطر عام 2002، وحقق لقبها"الأخضر"آنذاك عن جدارة واستحقاق، ونيله لقباً قارياً ثانياً، في العام ذاته، عندما حصل على جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية لشهر تشرين الأول أكتوبر 2002، ووجوده في قائمة أفضل عشرة لاعبين صاعدين في آسيا ذلك العام. ووصل هداف الوحدة الشاب ذو ال24 ربيعاً مشواره الناجح مع ناديه"فرسان مكة"، وقاد الفريق في المواسم الثلاثة الأخيرة إلى الكثير من الانتصارات الرائعة، التي جعلت الوحدة يخطو خطوات واسعة نحو المنافسة الدائمة على مراكز المقدمة، بدلاً من مراكز القاع، وهو ما جعل جماهير الوحدة الكبيرة تحلم من جديد بعودة"الفرسان"إلى ساحة الأمجاد والبطولات، بعد فترة غياب طويلة دامت 40 عاماً ولاحت بوادر وعلامات ذلك الحلم الجميل في الموسم الكروي الفائت، عندما وصل الفريق الوحداوي إلى الدور نصف النهائي في مسابقة كأس ولي العهد، قبل أن يخرج من أمام فريق الهلال. ولم تقتصر إنجازات المحياني وألقابه الخاصة على صعيد المنتخبات السعودية بفئاتها السنية فقط، وإنما استمرت حتى مع ناديه الوحدة، الذي حصد من خلاله لقباً شخصياً غالياً، تمثل في حصوله على لقب هداف الدوري السعودي في الموسم الكروي الماضي، بعد إحرازه 16 هدفاً من 12 مباراة شارك فيها مع"الفرسان"، متوجاً جهده الرائع وأداءه المميز واهتمامه الكبير بتطوير موهبته بهذا الإنجاز، الذي كسر به احتكار المهاجمين الأجانب للقب هداف الدوري السعودي لأربع سنوات سابقة، وهو ما لاقى تفاعلاً من النقاد والرياضيين بمختلف ميولهم، كون المحياني يمثل ثروة وطنية مهمة، ستفيد الكرة السعودية في مشاركاتها واستحقاقاتها المستقبلية. ويتطلع المحياني، الذي جدد عقده مع ناديه الوحدة لمدة ثلاثة أعوام مقبلة، إلى مواصلة الأداء الفني الراقي والعطاء الرائع، حتى يسهم مع بقية زملائه اللاعبين في تحقيق آمال وأحلام الجماهير الوحداوية الوفية، ببطولة غالية تروي عطشهم وتنهي معاناة الانتظار الطويلة، ويرد الجميل للوحداويين الذين وقفوا معه وساندوه ودعموه وكرموه مرات عدة في مناسبات رياضية مختلفة، آخرها حفلة التكريم الكبيرة التي أقامتها إدارة التونسي للاحتفاء بالهداف الموهوب، بمناسبة تحقيقه لقب هداف الدوري السعودي في الموسم الكروي الماضي.