أرسل جاك صبري شماس أحد أدباء الشام المسيحيين رسالة إلى أستاذ الفقه في جامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عبر الجوال قال فيها:"كانت رسالتك لي في عيد الفطر المبارك حافزاً لهذه القصيدة المتواضعة التي أنثرها بين راحتيك الكريمتين". يا قيسُ أرَّقني الشَّجَى وسُهَادُ كيفَ المنامُ وكيفَ سُرَّ فؤادُ؟ جفَّتْ دمائي في العروق وأقْفَرَتْ وذوى على غُصْنِ الفؤاد رشادُ كيف استطاع الثغرُ رَشْفَ مناهلٍ؟ والقدسُ طوَّق جيدَها الأوغادُ وشموخ بابلَ ينحني متوجِّعاً عَصَفَتْ بِشُمِّ نخيله الأضدادُ والجامعُ الأقصى تشظَّى باللَّظى وتئنُّ في أحشائه الأوتادُ ماذا أسطِّرُ يا شقيقي في الحمى الوجدُ أيبسَ والهوى ووِدادُ والعمرُ أَنْبلُهُ مآثرُ رحلةٍ يرقى بها الأجدادُ والأحفادُ مِن رحْمِ والِدةٍ إلى رَحْمِ الثرى يمضي الوليد إلى الثرى وَيُبَادُ لا ترتقي أُمَمٌ يسوسُ زمامَها حِقدٌ بغير رُعاتِها تنقادُ لو وحْدَةٌ جَمَعتْ عواصمَ أمَّتي ما كبَّلَتْ شَمْلَ الهوى الأصفادُ قيسٌ شقيقي: لا تَلُمْني إنْ ذَوَى حقلُ القريضِ أوالسنا الوقادُ والشرُّ يَنْمُو في حدائقِ ماكِرٍ وتجيشُ في شَفَةِ الغوى الأحقادُ والسيفُ أصبحَ حِلْيَةً في متْجرٍ ويَزِيْنُ مَظهرَه الجميلَ غِمَادُ آثرتُ باديةَ الحجاز فهلَّلَتْ شفةُ البوادي النخلُ والأجوادُ ونَشَقْتُ في الأحساءِ نَسْمَ مآثرٍ شمَّاءَ خلَّدَ ذكرَها الأجداد ولِمَنْ أصوغُ الشعرَ نَشوانَ الهوى قد شابَ ما بين الضلوعِ فؤادُ مارفَّ هَدْبِي في مضاربِ عَبْلةٍ أو شاغلتني بُثْنَةٌ وسُعادُ سكنَ النخيلُ بمقلتي وبمهجتي ونما ببستانِ القلوبِ وِدادُ لولا الرجاءُ وضِحكَةٌ من مُزنَةٍ حلَّ العزاءُ وقهوةٌ وحِدادُ إن كنتُ هيمانًا بخابور الشَّذى قلبي تغازلُ وَجْدَهُ بغدادُ قيسٌ: أناجي الأمسَ في عليائِهِ والقاذفاتُ كأنَّهُنَّ جيادُ جَذِلٌ أَزُفُّ البِشْرَ مهما أعْوَلَتْ ريحُ الخطوب وعثرةٌ وبَعَادُ وأَجَلُّ بَذْلٍ في الجهاد دَمُ الفِدى وَيُجَلُّ في سِفر الشموخِ جهادُ والفجرُ أقبلَ بالمسرَّة والنَّدى والنَّصرُ تَلْثُمُ ثَغْرَهُ الأعيادُ سورية - الحسكة