توقعت"الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة"، أن"تبدأ درجات الحرارة في التأقلم، ومن ثم في الارتفاع التدريجي على غالبية المناطق، بدءاً من مناطق غرب السعودية". وأضافت في بيان بثته صباح أمس، أن"الفرصة مهيأة لتكون السحب الممطرة على منطقة مكةالمكرمة، وحتى الأجزاء الجنوبية من منطقة المدينةالمنورة مساء يوم الخميس أمس، مع نشاط منخفض البحر الأحمر، والمصحوب بكتلة هوائية دافئة ورطبة، تتفاعل تدريجياً مع أخدود هوائي بارد متعمق في طبقات الجو العليا، وتتحول الرياح السطحية إلى جنوبية وجنوبية غربية، وتكون درجات الحرارة الصغرى اعتباراً من صباح يوم السبت غداً من خمس إلى تسع درجات مئوية على مناطق وسط المملكة وشرقها، ومن صفر مئوي إلى ست درجات مئوية على مناطق شمال السعودية، ومن سبع إلى عشر درجات مئوية على مرتفعات عسير والباحة والطائف. كما تتهيأ الفرصة يوم الأحد المقبل، لهطول أمطار، قد تصحب بزوابع رعدية على مناطق غرب السعودية ووسطها، والأجزاء الشمالية للمنطقة الشرقية". ودعت"الرئاسة"، في حال تكون الظواهر الجوية الضباب، وهطول الأمطار، والصقيع سواءً في المناطق الجنوبية، أو في المناطق الشمالية، إلى"أخذ الحيطة والحذر". أربع درجات تحت الصفر في الخفجي وواصلت درجات الحرارة تحطيم أرقام قياسية، سجلتها على مدى ال40 عاماً الماضية، بعد أن تدنت درجة الحرارة فيها إلى أربع درجات مئوية دون الصفر، بحسب مقياس مرصد عمليات الخفجي المشتركة، الذي سجل العام 1969، أدنى درجة حرارة بلغت درجتين تحت الصفر، بيد أن هذا الرقم تحطم الأسبوع الماضي، عندما سجل المرصد ثلاث درجات تحت الصفر، وحتى هذا الرقم، لم يصمد بعد أن تخطت الحرارة حاجز الدرجات الأربع تحت الصفر أمس. فيما توقع أحد المختصين في المرصد، أن"يتواصل التدني في درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل"، مستدركاً انه"ستعود بعد ذلك إلى مستوياتها السابقة، وسيميل الجو إلى الاعتدال". وشهدت أسواق الخفجي انتعاشاً كبيراً، وبخاصة في بيع وسائل التدفئة الكهربائية. فيما قامت اللجنة الاجتماعية في جمعية الخفجي الخيرية، بحصر ميداني لعدد من الحالات المسجلة لديها، لدعمهم ب50 مدفأة كهربائية ومئة بطانية لمواجهة موجة البرد القارسة التي تمر بها محافظة الخفجي. وبدأت اللجنة عملها أمس، وتواصله اليوم، كما تعتزم توزيع مساعدات عينية أخرى لهذه الأسر. كما قدمت الجمعية مساعدات مالية في بداية فصل الشتاء لغالبية هذه الأسر. وعلى الصعيد الصحي، أوضح مدير مستشفى الخفجي العام والمراكز الصحية سعد محمد الدوسري، انه"مع بدء موجة البرد التي تشهدها المحافظة، تمت إعادة توزيع خطة العمل بالطوارئ، لمواجهة أي إقبال كبير من المراجعين، إذ يبلغ المعدل اليومي للمراجعين 350 مراجعاً، ويصل في بعض الأوقات إلى أكثر من 400 مراجع، فيما بلغ عدد المراجعين لطوارئ مستشفى الخفجي خلال العام الماضي، 114 ألف مراجع. ودعت إدارة الدفاع المدني في الخفجي، المواطنين إلى"توخي الحذر من وسائل التدفئة، وعدم استخدام الفحم والحطب داخل المساكن، وكذلك عدم تحميل التوصيلات الكهربائية أكثر من طاقاتها، واستخدام توصيلات كهربائية جيدة، تتناسب مع الأحمال المقررة لها". ووزعت إدارة الدفاع المدني مطويات توعية، عن كيفية استخدام وسائل التدفئة الصحيحة، مشيرة إلى انه"لم تسجل أي حوادث إلى الآن". وفي منطقة عسير، انعدمت الرؤية خلال اليومين الماضيين، إذ غطى الضباب الطرق الرئيسة في المنطقة، كما هطلت الأمطار بغزارة، مصحوبة بزخات من برد، وامتلأت غرف الطوارئ بالمراجعين في المستشفيات، ممن أصيبوا بنزلات البرد. وأكد مصدر في قسم الطوارئ في مستشفى عسير المركزي، أن"غالبية من تأثروا بالبرد هم من صغار السن، بعد أن انخفضت درجات الحرارة في شكل ملحوظ في المنطقة". كما تسبب الضباب في تأخر الموظفين عن ساعات الدوام، وتركز الضباب على مدينة أبها، وامتداد الطريق الذي يربط منطقتي عسير ونجران، وبخاصة عند نقطة"عين اللوي". وأوضح علي محمد الشهراني، الذي يعمل في إدارة التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة، أنه يستغرق في وصوله إلى عمله من مقر سكنه في مدينة أبها، أكثر من الساعتين، فيما لم يستغرق ذهابه للعمل قبل هذه الأيام الممطرة سوى 45 دقيقة. وأشار إلى أن السبب هو"الضباب الذي تنعدم فيه الرؤية إلى قرابة المترين فقط"، موضحاً أن الطريق"شهد حوادث مرورية بسيطة". وأشار الأهالي إلى أن موجة البرد التي تمر فيها المنطقة"لم تتكرر منذ زمن". وأكد التسعيني سعيد محمد القحطاني، أن"هذا البرد لم نره منذ زمن طويل"، مشيراً إلى"تأثير هذا البرد القارس حتى على الحيوانات". وقال:"لم أُخرج أغنامي من الغرف التي جهزت لها، طوال اليوم، خوفاً عليها من الموت والأمراض التي تسببها البرودة الشديدة". وطالب أبناءه بالمحافظة على أحفاده، وتجهيزهم بالملابس الواقية من البرد، حتى لو استلزم الأمر إبقاءهم في المنازل، وعدم ذهابهم إلى المدارس. صقيع يضرب شمال الطائف وتعرضت المراكز والهجر الواقعة شمال الطائف إلى مُنخفض جوي لم يسبق له مثيل، إذ قاربت درجات الحرارة الصفر المئوي، ما جعل الإقبال يرتفع على وسائل التدفئة بشتى أنواعها، الآلية والتقليدية. وحذّر مدير مراكز الدفاع المدني شمال الطائف الرائد غالب خلف الفعر، من"استخدام بعض وسائل التدفئة الخطرة، مثل الفحم والحطب"، مشيراً إلى أن"هذه المواد تهدد بإحداث حرائق إلى جانب إحراقها لمادة الأكسجين في الهواء، وإفرازها غازي ثاني وأول أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى إصابة مستنشقها بغيبوبة، ومن ثم الوفاة، إضافةً إلى استخدام التدفئة بواسطة دفايات الكيروسين أو الدفايات الكهربائية الحرارية الجافة، التي تؤدي أيضاً إلى حرق الأوكسجين، إلى جانب ما قد تسببه من حوادث حريق بفعل انسكاب المواد القابلة للاشتعال أو ارتفاع درجة حرارة المدفأة، ومن ثم تؤدي إلى حرق الأجزاء القماشية مثل السجاد والستائر والملابس". وأشار الفعر إلى"اشتراطات وقائية لاستخدام وسائل الفحم والحطب للتدفئة، تقوم على ضرورة إشعالها في منطقة مفتوحة، وليس داخل حجرة مغلقة، ووضعها في حجرة جيدة التهوية، وضرورة إطفائها وإخراجها من الحجرات المخصصة للنوم أثناء فترة النوم". كما أشار إلى"أخطار مصاحبة لوسائل التدفئة، تتعلق بتشغيل أكثر من جهاز أو مدفأة من مأخذ واحد، الأمر الذي يخلف عبئاً عالياً على التوصيلات الكهربائية، ما يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة، أو حدوث التماس كهربائي، يتسبب في حوادث بشرية وخسائر مالية لا تُحمد عقباها". وأكد على ضرورة التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، والتوقف عن بعض الممارسات الخاطئة خلال فصل الشتاء، مثل زيادة نسبة التسخين في مؤشر السخانات المنزلية، الذي قد يؤدي إلى انفجار السخان، والالتزام بدرجة حرارة 60 درجة مئوية لمؤشرات السخانات، إلى جانب تفقد صمام عبور المياه والتوصيلات الكهربائية". فيما أكد المقدم محمد سعيد القحطاني، أحد منسوبي الدفاع المدني في عسير، على ضرورة"عدم الخروج في الأودية خلال الأجواء الممطرة، وكذلك الاهتمام بتوصيلات المدافئ، وعدم تركها مشتعلة، إذا لم يوجد أحد بالقرب منها".