بدا من الاستقبال الودي الذي لاقاه الرئيس الأميركي جورج بوش من مضيفه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى وصوله بعد ظهر أمس إلى الرياض في أول زيارة له للسعودية، أن قادة المملكة يرغبون في تأكيد الصداقة مع الولاياتالمتحدة حتى ولو اختلفت وجهات النظر، وبدا أيضاً أن الملك عبدالله يريد من ضيفه الرئيس بوش أن يستمع إليه وسط أجواء هادئة وحميمة لعل الرئيس يتفهم حقائق الأمور في المنطقة ويتعرف على سبل معالجتها بالحوار. والمحادثات الرسمية الأميركية ? السعودية بدأت مساء أمس في الرياض بعد عشاء تكريمي أقامه الملك عبدالله للرئيس بوش والوفد المرافق له، ولكن لا شك أن اليومين الذين سيقضيهما الرئيس الأميركي أمس واليوم في ضيافة الملك السعودي في مزرعته في الجنادرية سيعطيا فرصة لرئيس القوة الأعظم في العالم ولعاهل الدولة العربية والاسلامية الأهم في المنطقة ليتناولا كل القضايا والمواضيع التي تهم بلديهما بشكل أكثر حميمية وود من طاولات المحادثات الرسمية الباردة، ويأمل السعوديون أن يقنعوا ضيفهم الرئيس الأميركي بأن يخفف من غلوائه تجاه إيران وأن يقنعوه بأن تحقيق وعده باقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين يحتاج الى موقف أميركي حازم تجاه اسرائيل، خصوصاً في مسألتي وقف الاستيطان والمماطلة في المفاوضات مع الفلسطينيين، كما يأمل السعوديون أن يقنعوا الرئيس الأميركي بدعم الخطة العربية لإنهاء الأزمة اللبنانية وسد الفراغ الرئاسي. ووصل الرئيس الأميركي للعاصمة السعودية بعد نحو ساعتين من مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لها. وغادر الرئيس الفرنسي ساركوزي الرياض بعد أن اطمأن أن علاقات الشراكة الاستراتيجية لبلاده مع السعودية مستمرة وأنها ستمنح فرنسا عقوداً ضخمة قد تصل قيمتها الى اربعين بليون يورو في الأشهر القليلة المقبلة. وصرح الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته الرياض الى الدوحة مشيراً بالصداقة الفرنسية ? السعودية بأن عقوداً ضخمة ستوقع بين المملكة وشركات فرنسية في المجالين المدني والعسكري، وبدا واضحاً من حديث ساركوزي في مجلس الشورى السعودي ومن بعد ذلك للصحافيين الفرنسيين المرافقين له انه مقتنع تماماً بالمواقف التي عرضها عليه السعوديون في الرياض عن القضايا التي طرحت سواء على صعيد التأكيد السعودي على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أم على صعيد سبل معالجة الملف النووي الايراني بالوسائل السلمية، أم على صعيد ضرورة دعم الخطة العربية لحل الأزمة اللبنانية.