بمستوى فني متوسط وأداء متذبذب من شوط إلى آخر، أدت ثمانية فرق مبارياتها الدورية في الجولة ال14، إضافة إلى مباراة خامسة مقدمة من الجولة ال21 جمعت الوحدة بضيفه الاتحاد، وظهور هذه الأندية بوضعية فنية عكس المأمول منها جاء نتيجة للتوقفات المتعددة في هذا الموسم، التي وصلت إلى أربعة إلى الآن، وهذه التوقفات ألقت بظلالها السالبة على استعدادات الأندية وعلى مخططات مدربيها الذين عانوا كثيراً من تداخل في الجولات، سواء المقدمة أم المؤجلة في مبارياتهم، ناهيك عن النقص العددي جراء انضمام لاعبي المنتخب الأولمبي للمعسكر الإعدادي للبطولة الخليجية. "الفورمة"إلى أين؟ دخول لاعبي الأندية المباريات المحلية وهم خارج"الفورمة"المثالية أثر بشكل كبير في تحركاتهم وتفاعلهم مع سير المباريات، وهذا ما أدى إلى أن نشاهد"رتم"المباريات في وضعية متوسطة في غالبية الأوقات، عجز معه اللاعبون عن تنفيذ واجبات تكتيكية تتطلب الاستعانة بالنفس الآخر والمهم مع مضي ثلثي المباراة، ولذلك وصل معدل التمرير الخاطئ في هذه المباريات إلى مستوى سيئ، يعي المختصون والمدربون أنه ناتج من غياب"الفورمة"المثالية والمطلوبة لمباريات تنافسية في دوري نقاط، يبحث فيه الكل عن تحقيق النقاط الثلاث كاملة. لعب مفتوح ولياقة غائبة لم يحسن بعض المدربين التعامل الجيد مع الظروف المحيطة بفرقهم، وانتهجوا بعض خطط اللعب التي لا تلائم وضعية لاعبيهم الفنية واللياقية، لذلك شاهدنا الكثير من المساحات في وسط الملعب نتيجة اللعب العشوائي والاندفاع نحو الأمام للبحث عن نتيجة الفوز، من دون الالتفات إلى عواقب الاندفاع، وأصبحت المساحات الفارغة متوافرة بشكل كبير نتيجة غياب الرقابة الفردية الصارمة في وسط الملعب أو على المهاجمين، وغيبت هذه السلبيات دور اللعب الجماعي وتقارب الخطوط في كل فريق. وتر النقاط الثلاث حاول مسؤولو الأندية التخفيف من حدة الانتقادات التي قد تطاول فرقهم إثر المستويات المتواضعة التي قدمتها خلال مباريات هذه الجولة، وذهبوا للحديث عن أهمية النقاط الثلاث على حساب المستوى في دوري النقاط، على رغم اقتناعهم التام بأن فرقهم عجزت عن تقديم مستويات فنية مرضية، مع وفرة النجوم المحلية والأجنبية في صفوف فرقهم. صراع المقدمة غياب المستوى الفني الذي ينتظره عشاق الدوري السعودي لم يخف حدة التنافس النقطي على المراكز الأولى، الذي بدأ ينحصر في أندية الاتحاد والهلال والشباب، فهذه الأندية أثبتت جدارتها وأحقيتها بالمنافسة على لقب بطل الدوري، نظير الإمكانات البشرية والمهارية التي ستمنحها مواصلة المشوار بقوة إلى آخر محطات الدوري، إضافة إلى امتلاكها الخبرة والتمرس في مثل هذه الظروف، وقد يلحق بركب المقدمة نادي الاتفاق لوضعيته الجيدة في سلم الترتيب، خصوصاً أن الفريق لديه عدد من المباريات المؤجلة جراء مشاركته في البطولة الخليجية للأندية. الغلبة للجماهير تفوقت الجماهير على لاعبي الأندية خلال مباريات الجولة ال14، فالجماهير واصلت حضورها المميز في مدرجات الملاعب، ما أضفى نوعاً من الإثارة والجمالية على المباريات، بعكس ما يحدث على المستطيل الأخضر من لاعبي الأندية من خلال المستويات الفنية المتدنية التي يقدمونها، خصوصاً أن أهم عوامل التفوق لهم كلاعبين حاضرة وبقوة في هذا الوجود الجماهيري اللافت، ولم يكن اللاعبون في الموعد للتفاعل مع هذه الجماهير في تقديم ما يرضي طموحها. حسنة الهدافين وضع المهاجمون المحليون نظراءهم الأجانب في موقف محرج وهم يواصلون خلال هذه الجولة رفع معدلهم التهديفي إلى مستوى مميز، جعل لائحة الشرف لهدافي الدوري تخلو من العنصر الأجنبي، في سابقة جديدة للدوري السعودي، على رغم أن كثيراً من هذه الأهداف لم يكن نتيجة جمل تكتيكية أو مهارة فردية تحسب لمسجليها.