كما توقّع الخبراء والفنيون، جاءت مباريات الجولة ال13 بمستوى فني يفوق سابقاتها، التي تأثرت كثيراً بتوقف الدوري، جراء مشاركة المنتخب في الدورة العربية، ووضح ارتفاع معدل الانسجام بين اللاعبين داخل الملعب، وهو ما قلص الأخطاء والهفوات التكتيكية بدرجة كبيرة، وعلى رغم وجود مباراة القمة في هذه الجولة التي تجمع الندين التقليديين الهلال والنصر ونيلها ترشيح المحللين للأفضلية لهذه الجولة، إلا أنها تنازلت في مستواها الفني وفي إثارتها لمصلحة مباراة الأهلي والاتفاق، التي كانت أكثر إثارة وندية من الجانبين، وحفلت بالعديد من الأحداث التي جعلتها تنال أفضل مباراة في هذه الجولة، من بين خمس مباريات لُعبت. عودة قوية للأهلي كانت عودة فريق الأهلي لنغمة الفوز ذات نكهة خاصة، حينما جاءت على حساب فريق الاتفاق صاحب الضيافة، وهو الفريق المرشح بقوة للوجود في مقدمة ترتيب الأندية في دوري هذا العام، وجاء فوز الفريق"الأخضر"مستحقاً، ولاعبوه يسيطرون على المباراة من البداية إلى النهاية، بفضل الرغبة والتصميم الذي كان عليه اللاعبون، وسعيهم المثالي إلى تحقيق الفوز على فريق الاتفاق، وفي هذا التوقيت وقبل فترة التوقف، جاء ذلك محفزاً للأهلي، حتى تكون عودته لمباريات الدوري مرة أخرى مع أكثر قوة وتصميماً لتحسين وضعيته في سلم الترتيب، التي لا تتلاءم مع فريق بحجم الأهلي، خصوصاً وهو مقبل كذلك على مشاركة في غاية الصعوبة على الصعيد الآسيوي. الشباب يسير بثقة فوز الشباب على الطائي جاء متوقعاً بفضل الأداء التصاعدي للفريق وبفضل جماعية الأداء التي تميز هذا الفريق عن غيره من الأندية المحلية، ونقاط مباراة الطائي هذه جاءت في منعطف مهم وحاسم للفريق نحو سعيه الكبير لتقليص الفارق النقطي بينه وبين المتصدر فريق الاتحاد إلى ثلاث نقاط، مع نظرته الأخرى صوب فريقي الهلال والوحدة اللذان يمتلكان مباريات مؤجلة قد توسع الفارق النقطي لعدد كبير، يصعب معه الوصول لهما، وعلى رغم عدم الاستفادة من العناصر الأجنبية في الفريق إلا أن لاعبيه المحليين وانسجامهم وتعاونهم عوض هذا الغياب المهم لدعامة قوية كما يحصل مع بقيه الفرق. الوحدة وخطوة للأمام الفريق الوحداوي حقق ثلاث نقاط في غاية الأهمية لمسيرته التنافسية في الدوري، حينما أطاح بمستضيفه فريق الحزم الذي يصعب التغلب عليه حينما يلعب على ملعبه في الرس، وكانت أهمية الفوز تتعلق بوضعية الفريق التي لا تقبل مزيداً من التفريط في نقاط مقبلة، كي تكون له كلمة في المنافسة على مراكز المقدمة في ظل وجود أكثر من ناد في دائرة المنافسة التي تشتعل مع توالي مباريات الدوري. فوز القادسية ب6 نقاط يعتبر أنصار فريق القادسية الجولة ال13 فألاً كبيراً على فريقهم، حينما تمكنوا من تحقيق فوزهم الأول في الدوري على منافسهم في تذيل الترتيب فريق نجران، ويعتبر هذا الفوز ب6 نقاط، لأنه جاء على حساب منافس على مراكز المؤخرة في سلم الترتيب، وسيكون لهذا الفوز مردود معنوي كبير لجميع أجهزة الفريق من مدربين وإداريين ولاعبين كي يكتسبوا بعض الثقة المفقودة من خلال الجولات ال12 الماضية التي كان فيها الفريق خارج الفورمة، وظل النحس يلازمه لدرجة جعلته يمتلك نقطتين من أصل 36 نقطة. دربي غير خالفت مباراة الهلال والنصر جميع التوقعات وظهرت بمستوى فني متوسط على غير عادة اللقاءات التنافسية التي تظهر فيها الإثارة والندية بشكل كبير وتحفل بالعديد من الأهداف نتيجة الانفلات التكتيكي المصاحب لمثل هذه المباريات، وطغى الحذر على أجواء المباراة على رغم الحوافز الباكرة الذي أحدثها الهدف الهلالي، إضافة لتعديل النتيجة من قبل النصر في الشوط الأول، ناهيك عن حالة الاستبعاد بالبطاقة الحمراء للمدافع النصراوي، إلا أن التعادل كان عادلاً لمثل هذه المباراة. التهديف المحلي خلافاً للنتائج الإيجابية التي حققتها أندية الأهلي والشباب والوحدة والقادسية كان ارتفاع معدل التهديف لدى المهاجمين المحليين مميزاً لدرجة أوصلت ناصر الشمراني وعيسى المحياني لتصدر قائمة الترتيب، بل ويقف خلفهم محمد نور والحسن اليامي وسعد الحارثي، ويأتي عقبهم ياسر القحطاني ومحمد الشهراني، وهذا ما يجعل القائمة الأولية خالية من وجود العنصر الأجنبي.