ألقت المشكلات الكبيرة التي مرّ بها نادي الوحدة في السنوات الماضية بظلالها على مسيرة النادي ونتائجه الكروية، وتسببت في تدهور أداء الفريق وتراجعه عن مصاف الأندية التي تنافس بقوة على حصد الألقاب والبطولات، وأسهمت في هبوطه إلى دوري أندية الدرجة الأولى أكثر من مرة، وأصبحت هي الشغل الشاغل للوحداويين، والقضية الشائكة التي تتجدد في كل وقت وحين، واتفق الجميع أنه لا وحدة في نادي الوحدة، ولا أمل في اختفاء هذه الظاهرة الغريبة التي تشتعل مع أي اختلاف في وجهات النظر وتصل إلى حد الخطوط الحمر. وظهرت قضية الاختلاف الكبير بين إدارة جمال تونسي وعضو الشرف مناحي الدعجاني، كأقوى القضايا التي طفت على السطح الوحداوي في العامين الماضيين، وما صاحبها من تراكمات سلبية أدت إلى انقسام البيت الوحداوي إلى قسمين، قسم يؤيد هنا، وقسم يؤيد هناك، ما جعل محبي النادي وعشاقه في حيرة من أمرهم، على رغم أن المشكلة التي فجّرت الأوضاع لم تكن بالصعبة المستحيل حلها، وكان بالإمكان تداركها في وقت باكر لو وجدت العقلاء الصادقين في محبتهم للنادي، ولكن للأسف فإن رجالات الوحدة انجرفوا خلف التيار وأصبح هنالك تكتلان، الأول موال للتونسي والثاني لعضو الشرف الدعجاني. وانعكس الوضع تماماً بين الجماهير الوحداوية التي تصنف من أفضل الجماهير السعودية كثافة ووفاء وصبراً، إذ تأثرت بالحروب الدائرة بين إدارة التونسي والدعجاني الذي يلقى دعماً كبيراً من أسرة الوحدة في الرياض وعدد من الشرفيين في العاصمة المقدسة ما تسبب في انفصال بعض الجماهير الوحداوية عن رابطة المشجعين وتكوينهم رابطة مستقلة سموها رابطة الوحدة الجديدة، وتشهد مباريات الفريق في الشرائع وجود الرابطتين اللتين تهتفان للاعبي"الفرسان"، ما شد انتباه بقية الجماهير الوحداوية وشوش عليهم وأشغل بالهم أثناء اللقاءات الكروية. واستمرت الحال كما هي حتى مباراة الحزم الأخيرة التي شاهد خلالها الحضور المشكلة التي دارت بين رابطة الجماهير المنشقة عن رابطة الجماهير الوحداوية والجهات الأمنية في الملعب، وما حدث من فوضى نتيجة توجيه هذه الجماهير إلى مكان محدد، ما دعاها إلى تقديم شكوى عاجلة إلى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وإلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، تتظلم فيها مما حدث لها في لقاء الحزم وتطالب المسؤولين بالإنصاف، مؤكدة أنها تمثل رابطة الوحدة الجديدة التي تختلف كلية عن رابطة المشجعين المعروفة والشهيرة التي يترأسها كبير المشجعين عاطي الموركي من قرابة الثلاثين عاماً. وبعد انتقال المشكلات الوحداوية من حيز الشرفيين وإدارة النادي وتفشيها بين الجماهير في المدرجات يبرز تساؤل عريض من الرياضيين في الوسط الرياضي مضمونه: إلى متى هذه الاختلافات والقضايا الساخنة؟ ومن هو المتسبب في غرس مفهوم المشكلات والتصريحات النارية بين رجالات النادي ومحبيه، التي لم يجنِ منها الفريق الوحداوي أية نتائج إيجابية في الأعوام الماضية، بل على العكس تماماً كانت سبباً مباشراً في ابتعاده عن منصات التتويج أكثر من 40 عاماً، وسط موجة تفاؤل عريضة تسيطر على عشاق الأحمر بزوال هذه الأزمة وانقشاع الغمة في الأيام المقبلة، وأن يشهد النادي التفافة صادقة في هذه المرحلة المهمة بالتحديد التي يشارك فيها"الفرسان"للمرة الأولى في بطولة خارجية تتمثل في دوري أبطال العرب، إضافة إلى بقية الاستحقاقات الكروية المحلية في الموسم الحالي.