عادت الأوضاع الوحداوية للاشتعال مجدداً، وعادت معها المستويات الأدائية الضعيفة والنتائج المخيبة للآمال في الدوري السعودي، بعد الإهمال الكبير الذي يلقها الفريق الكروي والانشغال الإداري بمتابعة رابطة المشجعين الجديدة، وملاحقتها بالشكاوى داخل مكةالمكرمة وخارجها، ما أثر سلباً في مسيرة الفريق ومشواره، وزاد من قلق جماهيره وعشاقه في هذه المرحلة المهمة بالتحديد. ولم ينجح المدرب الهولندي الجديد فيرسلاين في توظيف قدرات لاعبيه بالشكل المرضي لمحبيه، منذ تسلمه دفة الأمور الفنية خلفاً للمدرب الألماني ثيوبوكير، إذ عانى الفريق من تذبذب كبير في أدائه الفني، وتراجع مخيف في مستويات بعض لاعبيه، الذين كانوا من نجوم الفريق في الموسم الكروي الماضي، وتلقى على اثر ذلك بعض الخسائر القاسية والثقيلة ابتداءً من فترة الإعداد، التي كان أشدها وأكثرها إيلاماً سداسية الشباب في دورة"شبكة راديو وتلفزيون العرب"الودية في معسكر تونس، ورباعية الاتفاق في الدمام قبل السفر إلى جيبوتي لمواجهة فريق السكة الحديد في ذهاب دوري أبطال العرب. وواصل الفريق الوحداوي نتائجه غير المقنعة وخسائره في الدوري السعودي، على رغم انتصاره في البداية على القادسية والحزم، عندما تلقى هزيمته الثانية في الدوري من فريق الشباب بهدفين في مقابل هدف وحيد في بداية الأسبوع الجاري، لترسم الخسارة أكثر من علامة استفهام حول مشوار الفريق في الاستحقاقات المقبلة، بعدما ارتكب المدرب فيرسلاين جملة من الأخطاء الفادحة التي حولت دفاعه إلى ثغرات واضحة، وكادت تتسبب في خسارة مؤلمة ل?"الفرسان"لو أحسن مهاجمو"الليث"استغلال فرص التسجيل المهدرة، اذ لعب ببعض اللاعبين في غير مراكزهم، وقدم المدافع الكاميروني ابراهيم نجيكا لمركز المحور، وأشرك بجانبه اللاعب الجديد سعد الزهراني، الذي عرفته الجماهير الرياضية بإمكاناته وقدراته الهجومية مع فريقي النصر والفيصلي وحتى المنتخب السعودي، ما شكل ساتراً دفاعياً مضروباً أمام الدفاع الوحداوي، قبل أن يتنبه إلى خطئه الكبير ويبادر إلى علاجه سريعاً في الشوط الأول، مستفيداً من وجود مساعد المدرب الوطني القدير حاتم خيمي بجواره على دكة الاحتياط. وما زاد من مشكلات الوحداويين ومستوياتهم الباهتة، المردود الأدائي الضعيف الذي قدمه المحترفان الأجنبيان الكاميروني ابراهيم نجيكا والغاني عبدالله جونيور اللذان كانا عاديين جداً ووضح على تحركاتهما البطء الشديد والثقل، ما جعلهما يفشلان في تقديم الإضافة القوية لدفاع ووسط الوحدة، وهو ما أثار استياء الوحداويين وزاد من قلقهم، خصوصاً أن النادي أبعد السنغالي داود انداي والصربي فلاديمير بحجة التعاقد مع بديلين مميزين يدعمان مشوار الفريق في استحقاقاته الكروية المحلية والخارجية. وتبقى أم المشكلات الوحداوية والأزمة الحقيقية التي يمر بها النادي هذه الأيام هي ما يسمى برابطة الجماهير الجديدة، التي انشقت من رابطة المشجع الكبير عاطي الموركي وكونت تكتلاً جماهيرياً لافتاً، أحدث ضجة كبيرة في لقاء الحزم في الشرائع مع مكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة، ولاحق الفريق في لقائه مع الاتفاق والشباب بغرض التشجيع والوقوف معه، وقوبل برد فعل غاضب من إدارة الكرة الوحداوية، التي اتهمت بعض أعضاء الشرف بدعم هذا التكتل الجماهيري، ليأتي الرد من الجهة الأخرى ويتأزم الوضع تماماً بين الأطراف المتنازعة، وتصل الحال إلى حد التشنج بين رابطة الجماهير المعروفة ورابطة الجماهير الجديدة، ما يُنذر بحدوث كارثة جماهيرية كبيرة قبل موقعة الإياب مع فريق السكة الحديد الجيبوتي السبت المقبل في الشرائع، وذلك عطفاً على ما يتردد بين الجهتين وحال الاحتقان الذي قارب الانفجار. وأعلن رئيس نادي الوحدة جمال تونسي عن دخول الجماهير الوحداوية خصوصاً والسعودية عموماً إلى مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع مجاناً ليلة لقاء السكة الحديد الجيبوتي في دور الإياب من دوري أبطال العرب، وذلك احتفاء باليوم الوطني، ولتمكين الجماهير الرياضية من مشاهدة"الفرسان"في أول مباراة خارجية لهم في مكةالمكرمة، ما يؤكد أن اللقاء سيشهد زحفاً جماهيرياً يملأ مدرجات الملعب ويدعم الفرسان الذين كسبوا مواجهة الذهاب مع السكة الحديد في جيبوتي بثمانية أهداف من دون رد.