فور نشر"الحياة"الظروف الصعبة لأسرة أبي عبدالله في عددها الصادر بتاريخ 1/9/2007، تحت عنوان"شابة ينهش السرطان جسدها المشلول... والفقر يزيد مآسيها"، تتابعت الاتصالات من مختلف أنحاء البلاد من فاعلي خير يرغبون في مد يد العون لهذه الأسرة، كل بحسب استطاعته. إلا أن اتصالاً من المكتب الخاص لولي العهد كان مختلفاً، سواء في سرعة التفاعل أو في تفهّم ظروف أسرة أحبطها المرض وأوجعها العوز. يقول أبو عبدالله، الذي يرعى زوجة أصابتها أمراض شتى، ليس أقلها العجز الحركي:?"فوجئت بالاتصال الذي ورد على هاتفي يطلب مني معلومات شخصية عني، وأخبرني المتصل أنه من المكتب الخاص للأمير سلطان بن عبدالعزيز، وبعد إعطائهم المعلومات للتحقّق منها جبر الأمير سلطان مصابي بعد تبرعه بمبلغ مالي، استطعت من خلاله شراء منزل لأسرتي واستقدام خادمة ترعى شؤوننا". ويوضح:?"لم أصدق عيني بعد تسلّمي شيكاً بمبلغ نصف مليون ريال تبرع به سلطان الخير"، مؤكداً أنه قرر شراء منزل واستقدام خادمة تقوم على شؤون زوجته وطفلته. ولا يخفي أبو عبدالله أنه لم ينم تلك الليلة من الفرح، بعد أن كان يسهر الليالي تلو الليالي من الحزن والهم،"كنت وصلت إلى مرحلة قريبة من اليأس، وتكاثرت الهموم علي مع الخوف على زوجتي وأسرتي"، مستدركاً أنه ظل مؤمناً ومتمسكاً بالأمل، وكان يتوقع أن يكون هناك تفاعل مع ما نشرته"الحياة"، إلا أن التفاعل كان أكثر مما حلم به. وبصوت متحشرج، تقول أم عبدالله:?"لا أحد يعلم مقدار الهم الذي انزاح عن صدورنا بعد هذا التبرع من الأمير الكريم، الذي مسح دموعنا وفرج كروبنا، وأنا أدعو له في كل صلاة بأن ييسر الله أمره"، مشيرة إلى أن هذا التفاعل السريع حوّل مجرى حياتها، وأسهم في تحسين ظروفهم المالية أيضاً. وتلفت أم عبدالله إلى أن الاتصالات التي وردت من فاعلي الخير كانت بالعشرات،"حتى إن طفلة اتصلت بنا وقالت سأضع عيدية لابنتك الصغيرة حتى تفرح مثلنا، كما قامت إحدى الجهات التجارية بتسديد قيمة إيجار المنزل وشراء حاجيات رمضان، ما أثر كثيراً في رفع معنوياتنا وحبنا للحياة بعد أن مللناها".