أكثر من مليوني وافد من جنسيات مختلفة يقيمون بين مكةوجدة والطائف تشكل الجالية الإسلامية منهم نحو 80 في المئة، وهم يشاركون السعوديين صيام شهر رمضان الكريم على اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وبلدانهم، ولم تقف اللغة عائقاً في تآلفهم وتوادهم مع بعضهم بعضاً. متحابين في الله موحدين له. بدأت تلك الجاليات تلتقي بعضها بعضاً من خلال موائد الإفطار المشتركة التي تحرص بعض الجاليات على إقامتها في منازلهم، والبعض الآخر من خلال البرامج التي تنفذها سفاراتهم وقنصلياتهم الموجودة في السعودية. تاج الدين، هندي مقيم في جدة لم يفتقد شيئاً من العادات والتقاليد في بلده سوى اجتماعه مع الأصدقاء، يقول:"ما تتميز به السعودية في تقديرها للصائمين تقليص ساعات العمل اليومية من ثماني ساعات إلى ست ساعات، وهذا غير موجود في بلدان إسلامية أخرى، ما يعطي رمضان خصوصية وميزة مختلفة هنا عن بقية البلدان الأخرى، إضافة إلى أن المطاعم في بعض البلدان الإسلامية تعمل طوال اليوم، نظراً لاختلاف الديانات، وهذا ما يفقد رمضان روحانيته في تلك البلدان". ويرى تاج الدين أن"من أهم ما يميز رمضان في السعودية أيضاً، هو:"وجود الأماكن المقدسة ما يسهل زيارتها خلال الشهر الكريم أكثر من مرة". وحول نوعية إفطاره، قال تاج الدين:"الرز إلى جانب بعض الأطباق الهندية التي توجد بشكل رئيس على مائدة الإفطار والتي أحرص غالباً على إعدادها بنفسي، إضافة إلى بعض الأطباق العربية مثل"أم علي". أما إبراهيم لويس فيليبيني الجنسية فيحرص على وجود السمبوسك والشوربة على مائدته يومياً، إضافة إلى بعض الحلويات والفواكه، والتي غالباً ما يشاركه فيها مجموعة من الأهل والأصدقاء، مشيراً إلى سهولة صيام شهر رمضان في السعودية مقارنة بصيامه في الفيليبين، وذلك لأن هذا النسك يؤديه عامة الناس هنا ما يجعل له طابعاً روحانياً عميقاً. كما يهتم إبراهيم بإعداد وجبة الإفطار في المنزل ولا يلجأ إلى المطاعم إلا في أضيق الحدود. وعن رأيه في المائدة الرمضانية السعودية، أشار لويس إلى أن التميس والبرياني والرز البخاري من أشهى المأكولات التي رآها على الموائد السعودية وأنه يفضّل تناول بعض منها بشكل شبه يومي. ويرى عبدالكريم عالم بنغلاديشي الجنسية ويقيم بمفرده في جدة أن شهر رمضان هو الشهر الذي يحرص فيه على الاجتماع مع أصدقائه من أبناء جلدته لتناول وجبة الإفطار، التي يفضل إعدادها في منزله، مشيراً إلى"أنه يشعر بقدسية هذا الشهر في السعودية بشكل أكبر منه في بلده، إضافة إلى أن ليالي رمضان يميزها السهر ما يتيح له ولأصدقائه فرصة التسوّق والقيام بالمهمات بشكل كامل، نظراً لطول الوقت بين صلاة التراويح ووقت السحور، على عكس بنغلاديش التي تغلق فيها الأسواق والمحال في وقت باكر"، على ما يقول عالم. ويصف التركي بهجت كريم أجواء رمضان في بلاده بقوله:"إنهم يبدأون إفطارهم بتناول التمر والذي يكاد لا يوجد سوى في شهر رمضان، إضافة إلى تناول الزيتون وأنواع عدة من الجبن قبل البدء بالإفطار، كما تقوم المخابز بإعداد فطائر خاصة في رمضان تسمى البيدا والتي تباع بسعر أغلى من الخبز العادي"، موضحاً" أن أجواء الصيام في السعودية لا تخلو من الروحانية إلا أنه يفتقد المسحراتي الذي عادة ما يتواجد في الأحياء لإيقاظ الناس قبل موعد السحور بقليل". وذكر كريم"أنه يحب أن يتناول الكبسة السعودية يومياً على مائدة الإفطار والتي تقوم زوجته بإعدادها بشكل جيد وذلك لاختلاطها ببعض الجيران السعوديين والذين عادة ما يقدمون لنا أنواعاً مختلفة من الأطباق السعودية"، مشيراً إلى أنه"يحرص دائماً على الاجتماع مع الأقارب المقيمين معه في السعودية على وجبة الإفطار".