لن يستغرب الزائر لمدينة جدة في رمضان، مشهد اصطفاف الناس أمام محال الوجبات الشعبية، رغبة في الحصول على طبق فول، أو نصف كيلو من السمبوسة، قبيل رفع أذان المغرب. يتكرر المنظر ذاته يومياً في هذا الشهر، إذ تبدأ طوابير الراغبين في شراء الأكلات السابقة في التكدس من بعد صلاة العصر، طمعاً في الحصول على وجبة رمضانية طازجة. يقول عبدالملك سعيد العامل في محال"القرموشي":?"تتزايد معدلات إقبال المواطنين والمقيمين على شراء الفول وخبز التميس لإفطار رمضان بنحو 4 أضعاف عما كانت عليه في الأيام الاعتيادية من السنة". ويضيف:?"نبيع خلال الوقت بين العصر والمغرب، ما يزيد على 8 جرات من الفول، فيما لا تتجاوز مبيعاتنا في الأوقات الأخرى من العام الخمس جرات في نصف يوم". وعن سبب الإقبال الشديد من السعوديين على الإفطار على طبق الفول يقول سعيد:?"طبق الفول وجبة أساسية في سفر الإفطار الرمضاني، وهي عادة قديمة عند أهالي الحجاز ولا يُختلف على أهمية وجوده سواء عند الغني أم الفقير"، مشيراً إلى أن الطلب"يقل بعد أذان المغرب إلى فجر اليوم التالي، إذ لا نبيع في هذا الوقت أكثر من جرتين". ويتفق مع سعيد، ربيع مبروك عامل في محل فول، بقوله:"الفول والسمبوسة من الأطعمة التي تطلب بشكل كبير في أيام رمضان، خصوصاً ان السعوديين اعتادوا على وجودهما على سفرة فطورهم". ويتابع:?"أيضاً العصائر يكثر الإقبال على شرائها وبأنواعها كافة". ويشير إلى أن الفترة المسائية من الساعة 10 إلى ساعات الفجر،"يقتصر الطلب فيها على أطباق الحمص والطعمية، ونادراً ما يطلب الفول فيها". وأمام الزحام على المحال المختصة، الذي ينتهي في بعض الأحيان إلى مشادات لفظية وبدنية بين الزبائن، يحرص القائمون على محال الوجبات الشعبية على مخاطبة الدوريات الأمنية، للاسهام في درء الاشتباكات، التي تكثر مع قرب موعد الأذان، كما يشير مبروك. ويؤكد عبدالملك سعيد:?"نستعين برجال الأمن لتنظيم السير والحركة أمام المحل، وكذلك للمساعدة في فض الخلافات في حال وقوعها". ومع تصدر مطاعم المأكولات الشعبية قائمة الإفطار من حيث إقبال الإفراد على الشراء منها في رمضان، تنفرد المطاعم المتخصصة في تقديم وجبات دسمة بالإقبال المسائي، إذ تفضل كثير من الأسر السعودية عموماً، الشبان خصوصاً تناول وجبة السحور خارج المنزل برفقة الأصدقاء. يقول مدير متنزه النخيل محمد عشماوي:?"يخرج الناس في العادة، لتناول وجبات السحور في المتنزهات أو عند الأصدقاء، ما يجعل نسبة الإقبال على المطاعم مضاعفة". وأوضح:?"هنالك إقبال على تناول وجبتي السحور والإفطار، ولكن الأفراد لا يحبذون تناول الثانية خارج المنزل إن أمكنهم ذلك، في حين يحرصون على تناول الأولى وسط المقربين".