يفضل عدد كبير من متعهدي نقل الشعير إفراغ حمولتهم في مدن قريبة من الموانئ، ما يسبب مشكلة كبيرة لمربي الماشية في شمال السعودية، إذ أدى نقص كميات الشعير المعروضة في مناطقهم إلى ظهور سوق سوداء رفعت سعر كيس الشعير إلى 40 ريالاً بدلاً من السعر المقرر وهو 27 ريالاً للكيس الواحد. أمام هذا الوضع، طالب أصحاب المواشي في مناطق شمال السعودية الجهات المختصة بالتدخل عاجلاً لحل ما أسموه"أزمة نقص الشعير"في مناطقهم، إضافة إلى إيقاف السوق السوداء. وأشار عدد من مربي الماشية أن هذه الأزمة تتكرر كل عام وسط غياب الدور الرقابي في متابعة الأسعار، مؤكدين أن ارتفاع سعر الشعير سيؤدي إلى رفع أسعار الماشية. وشدد عايد ثميل وهو أحد مربي الماشية في منطقة الحدود الشمالية على أن سبب ارتفاع أسعار الشعير هو أن عدداً من التجار المتعهدين بتأمين الشعير للمنطقة يبيعون الكميات التي معهم في حفر الباطن لقربها من الميناء في الدمام. وأضاف أن عدم توافر الشعير في المنطقة هذه الأيام تسبب في نشاط سوق سوداء وارتفاع الأسعار، ما أوقع الكثير من مربي الماشية والمستهلكين في خسائر كبيرة، إضافة إلى تسببه في ارتفاع أسعار الأغنام والإبل، خصوصاً مع دخول شهر رمضان الذي يزيد فيه الطلب على المواشي. وأشار عيسى المطيري مربي ماشية في حفر الباطن إلى أن أسعار الشعير وصلت إلى 40 ريالاً في الأيام القليلة الماضية، نتيجة الإقبال المتزايد من أصحاب المواشي عليه، والذين يوجدون بكثرة حينما تصل شاحنة التوزيع إلى المحافظة. وذكر فهد العنزي أحد تجار الشعير في المنطقة الشمالية أن مساواة بيع الشعير في جميع المناطق، جعل بعض التجار يتخذها ذريعة وفرصة للبيع في المدن القريبة من الموانئ، ما يوفر عليه تكاليف النقل ومصاريف الطريق ليبيع بالسعر ذاته في المناطق البعيدة. من جهته، أكد مصدر مسؤول في وزارة التجارة ل?"الحياة"، أن الوزارة تدرس أسباب شح الشعير في تلك المناطق، تمهيداً لإيجاد الحلول المناسبة لتأمينه فيها. وأضاف أن تجار الشعير ليسوا مرتبطين بمناطق معينة لبيعها، مؤكداً أن على التجار التقيد بالأسعار المعمول بها من الجهات المختصة، وأن من يخالفها يحال إلى إمارة المنطقة للتحقيق معه. وطالب المواطنين بإبلاغ الجهات الرسمية عن أي تاجر يتلاعب بالأسعار كي تتخذ الإجراءات بحقه.