إن كان هذا القول صحيحاً بشأن الأمراض المختلفة، فإنه بلا شك أكثر صحة بالنسبة لأمراض السرطان، وهو أكثر ضرورة في مجال السرطان منه في أي مجال آخر. ولعل من أكثر المواضيع أهمية لمكافحة هذا المرض يتركز في إعطاء الأصحاء جرعات"توعوية"تساعد على فهم العمل الأساس لمكافحة هذا المرض، فتقوم بحماية الأسر والعائلات مما قد تتعرض له مستقبلاً. ولقد أظهرت الدراسات بشكل قاطع أنه من الأفضل العمل على الكشف الباكر عن أمراض السرطان لمكافحته، بدلاً من مواجهته بعد ظهوره للعيان، واكتشاف المرض وعندئذٍ ينتهي دور الوقاية إلى العلاج، ولقد أحسنت الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان صنعاً باتباعها الكشف الباكر ركيزة أساسية لمكافحة هذا الداء والعمل على توعية الأسر والأفراد على أهمية المبادرة إلى الفحص الباكر، لاسيما واختلاف المسببات لهذا المرض، من معروف ومن مجهول، وإطلاقها مركزاً يُعد ريادياً في المملكة في الكشف الباكر عن هذا المرض. وبنظرة سريعة إلى الدراسات العلمية المتخصصة في مجال الأورام سنجد أن نسبة الشفاء تزيد على 90 في المئة عند الكشف الباكر عن الورم، وتتناقص هذه النسبة بشكل مطرد بحسب مرحلة الورم عند المريض واستشرائه في جسده. الهدف هنا ليس التخويف بل هو التثقيف، ولخير الإنسان أن يسعى للاطمئنان من أن يترك نفسه وهو لا يدري أن هناك مرضاً ما ينخر في جسده، وإذا كانت الوقاية خير من العلاج، فإن الاكتشاف الباكر خير وسيلة للتخلص من هذا الداء العضال إذا لم يكن الابتعاد والوقاية ممكنين. أخيراً أحب أن أذكّر أن إطلاق مركز عبداللطيف للكشف الباكر عن أمراض السرطان التابع للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان مجاناً لعامة المواطنين، يُعد فرصة عظيمة للوقاية من السرطان ومكافحته في مراحله الأولى، ويضع الكرة في ملعب الأفراد والعائلات للحرص على الوقاية من هذا الداء، وفي اعتقادي أن الفحص الباكر قد يكون أثمن الهدايا التي يمكن تقديمها لعائلاتنا ولأحبابنا، وصدق المثل القائل:"درهم وقاية خير من قنطار علاج". أنس بن عبدالله القصير- الرياض [email protected]