اتفقت عدد من التربويات والأكاديميات السعوديات على أن"الأهداف المرجوة من التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية لم تتحقق حتى الآن". وشددن على أهمية"التدريب المسبق لمعلمي ومعلمات المرحلة الأولية، إذ لم يكن هناك أي تدريب للمشرفات التربويات ومعلمات المرحلة الأولية"، مشيرات إلى أن ما يقمن به لم يكن سوى"اجتهادات شخصية". واعتبرن التدريب المكثف"شرط أساسي قبل البدء بأية خطوة لتعميم التجربة على بقية المراحل الدراسية". ولفتن إلى أن إلغاء مركزية اختبارات الثانوية العامة"خففت الضغط وأزالت القلق عن الطلاب وأهاليهم". وأكدت مديرة الإدارة النسائية لتطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم الدكتورة منيرة الصلال"أهمية تدريب المعلم على قياس مهارات وقدرات واتجاهات الطالب والمتابعة المستمرة لمدى نموها إلى جانب مراعاة الفروق الفردية لتلك المهارات من أجل نجاح عملية التقويم المستمر". وقالت ل?"الحياة":"سيثمر ذلك عن إيجابيات عدة، إذ ستكون مخرجات التعليم ذات كفاءة عالية، ولدى كل طالب مهارات تناسب قدراته ليتعامل مع الحياة بكفاءة، مستنداً على حصيلة علمية جيدة". وأضافت:"إذا استطعنا تقويم اتجاهاته الايجابية سنقضي على الاتجاهات السلبية التي ستظهر لديه". وزادت:"عميلة التقويم المستمر تعتمد على متابعة الطلبة والارتقاء بهم، إضافة إلى دور العوامل المساعدة للمعلم والجهات الأخرى التي تدعم دوره، وذلك بعد أن لمسنا جميعاً سلبيات الاختبارات النظرية، خصوصاً على المرحلة الأولية في الابتدائية". وأشارت المشرفة التربوية على المرحلة الابتدائية سارة إبراهيم إلى معاناة المشرفات التربويات على المرحلة الأولية منذ تم تطبيق نظام التقويم المستمر. تقول:"نعاني منذ 5 أعوام من التقويم المستمر الذي لم تدرب عليه المعلمات ولا المشرفات التدريب الكافي، واختص التدريب بالرجال لذا كان هناك اجتهادات من المشرفات في القراءة والاطلاع على نظام التقويم المستمر". وتابعت:"انعدام التدريب، جعل لكل مشرفة رأي خاص بالتقويم طبقته عندما بدأن المباشرة الميدانية في توصيل المعلومات للمعلمات في المدارس". ولفتت سارة في حديثها ل?"الحياة"، إلى أن"نظام التقويم المستمر في حاجة إلى دعائم لتطبيقه بالمعنى الصحيح، إذ يحتاج إلى تدريب كافي للكوادر، خصوصاً أن هناك معمعة كبيرة لدى المعلمات في فهم المعنى والهدف من النظام". وأكدت أن"الواقع الميداني داخل المدارس لا يناسب التقويم المستمر، ولا تزال هناك أمور عدة، تعيق نجاحه، أبرزها عدد الطالبات الكبير وطول المناهج مما يصعب على المعلمة القدرة على التقويم بصورة سليم". واستطردت:"التقويم يعتمد كثيراً على الأهالي ومتابعتهم لأبنائهم، وهذا ما نفتقده، إذ إنهم تخلوا عن هذه المسؤولية مع غياب الاختبارات"، مشيرةً إلى أهمية وجود فصول علاجية في المدارس"وجود الفصول العلاجية تمكن الطالب من تجاوز المرحلة ودراسة المادة التي لم ينجز قدراتها على حدة". وأوضحت:"الحديث عن تعميم التقويم المستمر على بقية المراحل الدراسية لا زال باكراً، إذ لم يثبت نجاحه على المرحلة الابتدائية، وتعميمه على بقية المراحل يحتاج إلى تأهيل جيد للمعلمات، إضافة إلى مراعاة عدد الطالبات في الفصل الواحد والمناهج الدراسية". ولفتت إلى"حاجة الطالبات إلى اختبار لقياس القدرات في نهاية كل مرحلة من أجل الاهتمام بتحصيلهن العلمي في حال تعميم التقويم على المراحل الدراسية كافة". وشاركتها الرأي، مديرة إحدى المدارس الابتدائية فائزة اليوسف، بقولها:"إن تعميم التقويم المستمر على جميع المراحل غير مجدي، فطالبة الثانوية العامة تحتاج إلى تقويم دقيق يعكس مستواها". واستدركت:"إلا أنه يتناسب مع بعض المواد مثل القرآن الكريم والقراءة". وأضافت:"وأعتبره سلاحاً ذو حدين، نجح في إزالة قلق الاختبار، لكنه أفرز سلبيات عدة تتمثل في الظلم والعناء وعدم القدرة على التحصيل الجيد، فلا ينظر إلى تميز الطلاب والطالبات". وامتدحت اليوسف إلغاء مركزية اختبارات الثانوية العامة، قائلة:"إلغاء مركزية الاختبارات ينعكس على نفسية الطالبة مما يزيل عنها القلق فيجعلها تقدم الاختبار بشكل أفضل، ما يعني انعكاساً إيجابياً على المعدل الدراسي".