أنهى نحو 60 غواصاً سعودياً بينهم 18 غواصة، عملهم التطوعي، لتنظيف قاع البحر الأحمر من النفايات العالقة به، وذلك من خلال برنامج مخصص تحت مظلة الهيئة الإقليمية للمحافظة على نظافة مياه البحر الأحمر وخليج عدن. وراح الغواصون والغواصات على مدى ثلاثة أيام متواصلة، يجوبون قاع البحر الأحمر في مواقع متفرقة، لالتقاط النفايات، التي كان لها تأثير سلبي على البيئة البحرية والثروة الحيوانية في أعماق البحر. وحول هذه التجربة تحدثت، المشرفة على فريق التطوع، مدربة الغوص سارة البغدادي قائلة:"إن هذا العمل يشارك فيه مجموعة من الغواصين والغواصات، المؤهلين من الكوادر السعودية، بعد أن تحصلوا على كورسات تدريبية مكثفة، وممن يمتلكون ثقافة جيدة في فن الغوص داخل أعماق البحر"، مشيرة إلى أن نسبة العمل التطوعي لهذا العام تجاوزت السبعين في المئة في عملية النجاح وهذا مؤشر جيد للمحافظة على البيئة مستقبلاً. من جهته، يقول المتطوع محمد شاهين: إنها ليست المرة الأولى التي يشارك من خلالها في تنظيف مياه البحر الحمر، متمنياً في المستقبل أن يجد هذا العمل اهتماماً أكبر لتفعيله على مستوى كبير من محبي وعشاق رياضة الغوص. وترى ندى المرهون"إحدى الغواصات السعوديات المتطوعات في فريق العمل"أن العمل التطوعي في أي مجال يخدم جميع المخلوقات، وهو بحد ذاته عمل إنساني في منتهى النبل"، وتؤكد أن هذا العمل تم من خلال ثلاث غطسات على مدى ثلاثة أيام داخل أعماق البحر". وتؤكد أنها شاهدت وفريق العمل، كميات كبيرة من النفايات التي تتسبب في عرقلة وتأخر نمو المراجين التي تستخدمها الحيوانات البحرية كمساكن لها، وتذكر أنه"بحسب المعلومات التي يؤكدها خبراء الجيولوجيا البحرية ومن خلال اطلاعنا المستمر على جغرافية أعماق البحر أن المرجان البحري يزداد نموه كل سنة"سنتيمتراً واحداً"وعند تراكم هذه النفايات بشكل مستمر، فإنها تحد من عملية النمو وبالتالي تؤثر على الثروة الحيوانية وقد تؤدي إلى انقراضها"، غير أنها لا ترى ما يمنع أن تمارس المرأة السعودية هذا النوع من الرياضة مادام أن ما تقوم به لا يتنافى مع القيم والأخلاق الحميدة. من جانبها، قالت الغواصة أروى عاشور، إن ما قامت به هو جزء من واجبها الوطني والإنساني الذي يعود على البيئة والمجتمع السعودي عموماً، وله مدلول على حضارة الإنسان السعودي الذي يحثه دينه على الاهتمام بالنظافة، والمحافظة على البيئة الصحية. بدورها أكدت الغواصة وفاء منصوري، أن هذا العمل التطوعي يحتاج إلى اهتمام أكبر، مؤكدة أن لا ضير من مشاركة المرأة السعودية في مثل هذه البرامج، طالما أن هناك خدمة تقدمها لمجتمعها. أما أروى الفضلي التي تعد أصغر غواصة سعودية مشاركة في هذا العمل التطوعي، فتؤكد أنها المرة الأولى التي تشارك في مثل هذا العمل بعد أن وجدت فيه عملاً إنسانياً ووطنياً رائعاً له أثره الإيجابي على البيئة وثقافة المجتمع. وتحدثت مدربة رياضة الغوص السعودية غادة الفضلي عن نتائج العمل التطوعي بقولها: إن"هذا البرنامج حقق نسبة نجاح عالية، بعد أن قام المشاركون وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، برفع كميات كبيرة من النفايات في قاع البحر. موجهة شكرها وتقديرها للهيئة الإقليمية لتنظيف مياه البحر الأحمر وخليج عدن على اهتمامها ووقوفها خلف هذا العمل الإنساني. ويرى المدرب السعودي لرياضة الغوص محمد كتوعة أن الجميل في هذا العمل التطوعي أنه يترك بصمة في نفوس المشاركين فيه كونهم يعملون من أجل المحافظة على سلامة البيئة ورقي صورة المواقع السياحية والثروات الطبيعية والحيوانية، ويشير إلى أن رياضة الغوص لا تزال في إطار الهواية ولم تجد حتى الآن الاهتمام من قبل المسؤولين لتفعيلها وتطويرها بشكل جيد. ويضيف مدرب الغوص السعودي ثامر حابس: إن هذا العمل التطوعي ليس من الضروري أن يقتصر على هواة رياضة الغوص، بل من المفترض أن يتم تدريب جميع فئات المجتمع من خلال إدراج هذا النوع من الرياضات في مقررات المواد الدراسية، مروراً بجميع المراحل التعليمية، والأندية الرياضية لخدمة المجتمع والبيئة، وأبدى استغرابه من عدم تقبل البعض لممارسة الفتيات السعوديات لهذا النوع من الرياضة والذي يترك أثراً إنسانياً واجتماعياً يعكس وعي الفرد السعودي.