مها مكي، فتاة سعودية تملك الكثير من الطموحات وسيرتها حافلة بالإنجازات الشخصية رغم أنها لا تزال في مقتبل العمر. واستطاعت مها أن تحقق صيتا إعلاميا ممتازا في فترة وجيزة من خلال هوايتها واحترافها للغوص بأنواعه المختلفة والتنفس تحت الماء. وهي أول سعودية ترفع علم التوحيد في أعماق البحر الأحمر كما أنها أول عارضة أزياء سعودية. وهي عضوة بمنظمة أمنستي للعفو الدولية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، وخريجة إدارة إعمال في جامعة الملك عبدالعزيز. من أين جاءتك فكرة الغوص وأين كانت البداية؟ كان الغرض الأساسي ينحصر في تعلم رياضة جديدة لأشغل وقت الفراغ في فترة من حياتي. وفكرت في رياضة الغوص لأن شعور المغامرة والإحساس بالإثارة لا يوصف في كسر روتين الحياة. وكانت البداية في جدة التي تتمتع بسواحل خلابة وشعب مرجانية جميلة. هل يوجد أي فرد من العائلة يمارس الغوص، أم أنت الوحيدة؟ لست الغواصة الوحيدة، إذ تمارس أختي هذه الرياضة من فترة لأخرى. ما الأشياء التي اكتشفتها بالغوص وهل لديك طموح بالتعمق فيه؟ اكتشفت أنها رياضة ممتعة للغاية، حيث أعطتني فرصة لمشاهدة العالم الجميل والعجيب تحت الماء. وحاليا أمارس الغوص لمجرد الترفيه. أين تجدين نفسك بين هواياتك المتعددة: الغوص أم التزلج على الجليد أم الكتابة؟ كل حسب وقته، وأمارس رياضة الغوص في البحر بكثرة خلال فترة الصيف، بينما أمارس رياضة التزلج على الجليد أثناء سفري للخارج مع أهلي في فترة الشتاء ضمن حبي لممارسة أنواع الرياضات المختلفة. أما هواية الكتابة فهي تعد تجربة جديدة عندما أجد نفسي في منزل أهلي بجدة. كيف ترين إقبال الفتيات على رياضة الغوص؟ لاحظت في الفترة الأخيرة تزايد إقبال الفتيات على تعلم هذه الرياضة مع حماس كبير لاكتشاف عالم البحار، خصوصا بعد افتتاح مراكز خاصة بالسيدات لتعليم الغوص. هل مر بك أي موقف طريف خلال الغوص؟ هناك موقف لن أنساه أثارني من الضحك أثناء إحدى الغطسات التي قمت بها في سواحل جدة، وكان لون طلاء الأظافر يلمع تحت الماء، وجاءت سمكة النيمو المحببة لدي تحاول أن تأكل المنكير معتقدة أنه طعام شهي. هل توجد أي فوائد للغوص؟ نعم بكل تأكيد وأهمها المتعة والترفيه، بجانب عدة مزايا أخرى من بينها الاسترخاء وتحريك الخلايا الجلدية والعظمية نتيجة لتميز مياه البحار بالماجنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم. وهناك بالطبع مشاهدة قاع البحر بكل ما فيه من عجائب وأسماك وشعب مرجانية ملونة. ورغم تلك الفوائد، فإن متعة رياضة الغوص لا تخلو من مخاطر قد يتعرض لها الغطاس خاصة إذا لم يلتزم بكافة معايير الأمان قبل أن يشرع في النزول إلى مياه البحر. هل لديك أي نشاط تجاري بحكم دراستك الجامعية؟ لقد تخرجت في قسم إدارة الأعمال وعملت في القطاع الخاص قبل أن أتفرغ للعمل الخاص بي. وأفكر حاليا في تنفيذ مشروع جديد رغم أن الوقت لا يزال مبكرا. وأتمنى أن تكون كل أعمالي وأفكاري رصيدا لهذا الوطن الغالي. هل استفدت من خبرة والدتك بحكم أنها كانت مصممة مجوهرات؟ كانت والدتي حنان عيسى، يرحمها الله، هي الشمعة التي أضاءت حياتي. وهي من روائع خلق الرحمن وإنني مدينة لها بكل ما وصلت إليه. وتعلمت منها أروع التصميمات وأفخمها، وتشكيلة مجوهراتها جعلتني لا أفكر في اقتناء غيرها. وأخيرا ماذا عن نشاطك التطوعي والمواقف الإنسانية التي صادفتك في هذا المشوار؟ ساهمت في حملة تنظيف سواحل جدة ضمن فريق عمل جاب مناطق متفرقة لالتقاط النفايات التي لها أثر سلبي على البيئة البحرية، وكان هذا العمل التطوعي في منتهى النبل وما قمت به هو من واجبي الوطني والديني الذي يحث المسلم على الاهتمام بالنظافة. وحتى الآن لم أصادف قصة إنسانية أو أي موقف مؤثر، وقد يحدث ذلك في المستقبل القريب .