طالبت"الهيئة السعودية لحقوق الإنسان"المؤسسات الحكومية والأهلية بالالتزام بقوانين العمل والعمال، والحفاظ على سلامة العاملين من الأخطار التي تحدق بهم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وبخاصة العاملين في الأماكن المكشوفة مثل عمال النظافة والبناء والمراقبين المتجولين. وألمح المتحدث الرسمي في"الهيئة"الدكتور زهير الحارثي إلى ضرورة"أن تصدر وزارة العمل تعميماً خاصاً يمنع منعاً باتاً العمل في المناطق المكشوفة في ساعات الظهيرة، كما هو معمول به في دول خليجية"، مضيفاً أن"صدور مثل هذا النظام سيصب في تعزيز الخطوات التي تقوم بها الجهات كافة من أجل إرساء حقوق الإنسان"، موضحاً أن"القرار سيمنع الاجتهادات في تفسير مواد نظام العمل". وأشار إلى أن"مجلس الهيئة ناقش ضرورة الاهتمام بحقوق العمال وحمايتهم من الانتهاكات التي تواجههم أثناء تأديتهم عملهم"، مضيفاً أنه"بعد مراجعة قوانين العمل والمواد التي تنص عليها، للتأكد من ملاءمتها لوضع العمل ولطبيعة المملكة الجغرافية والمناخية، وبالرجوع إلى المادة رقم 122 من نظام العمل، وتنص"على أن يتخذ صاحب العمل الاحتياطات اللازمة لحماية العمال من الأخطار والأمراض الناجمة عن العمل والآلات المستخدمة ووقاية العامل وسلامته، وأن يعلن في مكان ظاهر في المنشأة التعليمات الخاصة بسلامة العمل والعمال باللغة التي يفهمهما العمال عند الاقتضاء، وعدم جواز تحميل العمال أو اقتطاع من أجورهم أي مبلغ لقاء توفير هذه الحماية"، نرى أن هذه المادة توضح إلزام صاحب العمل بضرورة مراعاة جميع ما يحيط بالعامل من المخاطر سواء صحية أو معنوية". وأضاف الحارثي"نحن في هذه الفترة الفلكية التي تصل درجات الحرارة فيها إلى ارتفاعات قصوى، فإننا نتطلع إلى أن تعي المؤسسات مسؤولياتها تجاه العمال، وعدم تكليفهم بأعمال من شأنها تعريض صحتهم للخطر". كما أوضح مصدر طبي"المخاطر التي تنطوي على التعرض لفترات طويلة لحرارة الشمس"، مضيفاً أنها"كثيرة وخطرة، وقد تتسبب في صداع دائم واسمرار في مناطق الرقبة والوجه واليدين، وضربات الشمس وحالات الإغماء التي نسمع عنها في شكل يومي، وتحدث للعاملين في المناطق المكشوفة"، مشيراً إلى أن"من الأمراض التي يكون سببها الرئيس التعرض المباشر ولفترات طويلة للشمس، سرطان الجلد وحروق الشمس". وينصح الأطباء بتلافي التعرض للشمس لفترات طويلة، خوفاً من الإصابات ب"ضربة الشمس". وأوضحت رئيسة قسم جراحة الأطفال في مستشفى القوات المسلحة الدكتورة إنعام ربوعي ل"الحياة"، أن"أكثر من يتضرر تحت أشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، هم الأشخاص غير المعتادين على الجو الحار، الذين يُعدون الأكثر عرضةً للإصابة من غيرهم"، مشيرة إلى العوامل التي تساعد على الإصابة، وهي"أي مرض يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وأمراض الجهاز الهضمي، وزيادة الوزن، والإكثار من شرب المنبهات التي تحوي الكافيين، وتناول الكحول، وعدم تناول قسط وافٍ من النوم والراحة". وفيما يخص تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية على جلد الإنسان، بينت ربوعي أن هذه الأشعة"غير مرئية، وتُعد جزءاً من الطاقة التي تستمد من الشمس، ولها أثر ضار على الجسم، فهي تحرق الجلد، وتسبب السرطان". وفي ما يخص الإصابة الجلدية الناجمة عن تأثير أشعة الشمس، أوضحت أنها"تعتمد على عوامل عدة، هي في شكل رئيس: العمر، فالأطفال هم الأكثر قابلية للإصابة، بسبب جلدهم الناعم، ونوع الجلد، كما أن ذوي الجلد الأشقر والأبيض والعيون الزرقاء، أكثر قابلية للتأثر بأشعة الشمس، من الآسيويين وذوي البشرة السمراء، أما الجلد القاتم، فيقاوم تأثيرات الشمس أكثر من الفاتح، ويبلغ التأثير المؤذي للأشعة فوق البنفسجية ذروته في وقت الظهيرة بين العاشرة صباحاً والرابعة مساءً". وأوضحت طرق علاج ضربة الشمس، والمتمثلة في"سرعة إبعاد المصاب عن أماكن الحرارة، وخلع ملابسه، ووضعه على ظهره، ورفع رأسه قليلاً، وإذا كان المصاب في وعيه، يعطى ماء مثلج، وإذا كان فاقداً للوعي، فيرش على جسمه ماء بارد، ثم يعرض الجسم لمروحة، حتى يتبخر الماء بسرعة، وينقل المصاب فوراً للمستشفى". أصحاب البشرة البيضاء والأطفال أكثر المُتضررين لا يقبل مقياس الحرارة هذه الأيام التدني تحت 40 درجة مئوية، ولا يتردد في الاقتراب وملامسة مؤشر ال50 مئوية، وربما تخطيه أحياناً، في محاولة لتحطيم أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة. واستقبلت أجواء المناطق السعودية موجات حر شديدة، أضفت أجواءً لاهبة في المنطقة، ستستمر أسابيع، هي الأعلى حرارة خلال أيام السنة، وأسهمت في إشعار الكثيرين بالملل والسأم، كما أثرت على الصحة العامة، وبخاصة أن ارتفاع درجة الحرارة تزامن مع ازدياد نسبة الرطوبة. ولفتت رئيسة قسم جراحة الأطفال في مستشفى القوات المسلحة الدكتورة إنعام ربوعي إلى أن"للون البشرة أهميته في تحديد نسبة حدوث ضربة الشمس، فذوو البشرة غير الملونة، الذين لم يتعودوا على التعرض للشمس، تكون نسبة إصابتهم عالية، وتقل هذه النسبة بين الملونين وقاطني المناطق الاستوائية وشديدة الحرارة، فيما ترتفع نسبة الحدوث بين المسنين، وضعيفي البنية، وذوي السمنة المفرطة، ومن يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض البول السكري، وهبوط القلب، وغيرها من الأمراض، إضافة إلى الأطفال والأشخاص الذين لديهم استعداد، وبخاصة ذوي البشرة الفاتحة اللون، إذ انهم أكثر استعداداً للتأثير المؤذي للشمس". وأوضحت أن أعراض أمراض الحر"تتجسد في ثلاث مراحل، هي: التقلصات الحرارية، وتحصل بسبب فقدان كميات بسيطة نسبياً من السوائل والأملاح، ويشكو فيها المصاب من آلام وتقلصات في عضلاته الهيكلية، والعرض الثاني هو الإعياء الحراري، ويحصل بسبب فقدان كميات أكبر من السوائل والأملاح، ويشكو فيها المصاب من إعياء شديد وتقلصات عضلية، ولكن حرارة جسمه تبقى طبيعية، وآخر العوارض ضربة الشمس أو الصدمة الحرارية، وهي حالات متقدمة، بسبب فقدان كميات كبيرة جداً من السوائل والأملاح، إضافة إلى ارتفاع حرارة الجسم، وهي تُعد من أخطر الحالات، إذ قد تؤدي إلى أزمة قلبية، أو فشل كلوي، أو جلطة دماغية، ومن ثم قد تؤدي إلى الوفاة، ما لم يتم علاجها بصورة صحيحة وسريعة"، موضحة أن"المشكلة قد تحدث بصورة مفاجئة في جسم سليم، يسبقها توقف في عملية التعرق، بسبب خلل في العملية، وربما نتيجة جفاف من جراء إنهاك حراري". وعن?الأعراض والدلائل المرضية، أوضحت أن"جلد المصاب يكون جافاً وحاراً، ويميل إلى الاحمرار، كما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وتصل إلى 42 أو 43، وربما أكثر".