أوضح مدير عام الشؤون الطبية في شركة «بوبا» العربية -الشركة المتخصصة الأولى في التأمين الصحي في المملكة- الدكتور هاني جوخدار، أنه يجب على الحجاج توخي الحذر والاستعانة بالأدوات التي تقي من درجات الحرارة العالية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، موجهاً اهتماماً خاصاً لكبار السن والأطفال، كما يتوجب العناية بالأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة؛ حيث من السهل أن يصابوا بالجفاف، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للأمراض المتعلقة بحرارة الجو. وشدد الدكتور جوخدار على ضرورة أن يداوم الحجاج على شرب الماء والاستعانة بالمصادر الطبيعية للأملاح. مشيراً إلى أن أفضل وقت لتناول السوائل هو قبل الإحساس بالظمأ، فشعور الشخص بالظمأ يعني أنه يعاني من الجفاف الذي تكون له نتائج سلبية على الفرد. وهناك أمراض ذات علاقة بارتفاع الحرارة؛ بدءاً بالتقلصات الحرارية والإنهاك الحراري وحتى ضربة الشمس. ويضيف «تحدث ضربة الشمس عندما تتوفر العوامل المؤدية لها مثل زيادة درجة حرارة الجسم عن 40,6 درجة مئوية، أو حدوث فشل في التنظيم الحراري داخل الجسم، حيث يكتسب الجسم بسببه كثيراً من الحرارة، ويتعرض لهذه الحالة عادةً كبار السن والأطفال والأشخاص ذوو الوزن الزائد». وبيّن أنه يمكن معرفة ضربة الشمس من خلال عدة أعراض، منها أن تكون البشرة حمراء وجافة، وتسارع نبضات القلب، والشعور بالدوار، وتسارع التنفس، بالإضافة إلى الجفاف الذي قد يؤدي للإصابة بالغثيان والقيء مع انخفاض ضغط الدم، والتشوش الذهني، ونقص التعرق. أيضاً قد تجعل منشطات الجهاز العصبي الإنسان عرضة لضربة الشمس. وعن الوقاية من ضربة الشمس، قال «يمكن الوقاية عبر ارتداء ملابس فضفاضة قطنية تسمح للعرق بالتبخر، وتبريد الجسم، وذلك بعد فك الإحرام، ومحاولة البقاء في الأماكن المغلقة خلال ساعات النهار أو حجب أشعة الشمس المباشرة وعدم التعرض لها قدر الإمكان. وفي حال إصابة أحدهم بضربة الشمس، يجب الإسراع بتقديم الإسعافات الأولية لإنقاذه، وفي مقدمتها خفض درجة حرارة الجسم على الفور، ونقل المريض إلى مكان بارد داخل مبنى أو على الأقل في الظل، وإزالة الملابس عنه لتعزيز فقدان الحرارة، مما يطلق عليه التبريد السلبي. كما ينبغي تسليط الماء البارد على جسم المصاب أو وضعه في حوض مملوء بالماء البارد دون استخدام الثلج. ويجب عدم استخدام المياه الباردة جداً لأن ذلك سوف يسبب تضيق الأوعية ومنع فقدان الحرارة من الجسم، كما يتوجب إعطاء المصاب كثيراً من السوائل أو حقنه بالسوائل عن طريق الوريد لتعويض ما فقده. وأخيراً، يجب تقديم هذه الإسعافات الأولية والمصاب في وضع الإفاقة للتأكد من أن مجرى الهواء يظل مفتوحاً.