حتى زمن قريب، كان الفول علامة مسجلة للمصريين، إذ يُعد وجبة رئيسة، وبخاصة في أوساط البسطاء، بيد أن السنوات الأخيرة شهدت كسراً لاحتكار المصريين لهذه الوجبة، بعد أن أصبحت من الوجبات الرئيسة التي تتصدر مائدة الإفطار في منطقة الخليج، يرافقها خبز"التميس"الأفغاني. ويشكل هذا الثنائي وجبة مرغوبة وبشدة على المائدة المحلية، كما اكتسب خبز التميس شهرة أكبر من الفول، إذ أصبح وفي فترة وجيزة من الوجبات المطلوبة بصورة كبيرة، ولم يفد الخبز الأفغاني القديم إلى المنطقة مبكراً، إذ لا يتجاوز وصوله إلى ذائقة المجتمع المحلي العقدين، وظهر أولاً في مناطق غرب المملكة ووسطها، وسرعان ما انتشر في باقي المناطق. وعلى رغم أنه من الوجبات الرئيسة في أفغانستان، إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة من طريق أبناء هذه الجالية المنتشرة في أرجاء المملكة، ليزاحم بذلك الخبز العربي المعروف في منطقة الخليج ب"الخبز الهولي"، الذي تربع ولسنوات طويلة على عرش الوجبات الرئيسة، وفي الموائد المحلية، ولا يزال الأكثر طلباً، على رغم خروج أنواع كثيرة من الخبز، ومنها"التميس الأفغاني". وتتخصص جنسيتان في صنع"التميس"و"الهولي"، ف"الأخير"تصنعه عمالة هندية، أما التميس، فيجيد إعداده الأفغان. ويذكر الخبار الأفغاني بستان علي أن"الطلب على هذا النوع من الخبز كبير جداً، ويبدأ منذ افتتاح التنور بعد صلاة الفجر مباشرة، ويمتد إلى ساعات الليل الأولى"، موضحاً أن هذا النوع من الخبز"يتميز بطعمه الخاص، وحجمه الذي يفوق الخبز العربي، وسعره المناسب للجميع"، مضيفاً"هناك نوعان منه الخبز العادي الأبيض، وآخر يسمى خبز السكر، وكلاهما مطلوب، ويفضل الأطفال خبز السكر، لطعمه الحلو ومذاقه المميز، واستحدثنا نوعاً جديداً، وهو خبز الجبن، ونسعى لإدخال أنواع أخرى، لتلبية طلبات الزبائن". ويعمل بستان منذ أكثر من ست سنوات في مخبز في إحدى قرى الأحساء، ويتذكر إقبال الناس على هذا النوع من الخبز"لا يمكن أن أصف مدى تقبل الناس لهذه الوجبة الأفغانية، التي لا يمكن أن تغيب عن المائدة هناك، بل تُعد من أطباق كرم الضيافة، ويتعامل معها الناس بخصوصية، واستطاع هذا الخبز الانتشار في أماكن كثيرة حول العالم، ففي الإمارات على سبيل المثال، مخابز كثيرة ل"التميس"، ونادراً ما تجد مخبزاً عربياً". ويعتبر عبدالله الحجاب نفسه من"مدمني خبز التميس"، فهو يفتتح به يومه، ويقول:"قبل أن أصعد حافلة العمل، أحرص على شراء خبز التميس، خصوصاً خبز السكر، لأنه يعطي الجسم طاقة وقوة ونشاطاً".