المسارعة التي أقدمت عليها غالبية الأندية المحلية في إقامة معسكراتها التدريبية خارج حدود الوطن، وبالذات في تونس الخضراء، كانت بمثابة المفاجأة غير المتوقعة ممن لا يملكون المعلومة الدقيقة عن الصعوبات التي يواجهها مسيرو الأندية حيال رغبتهم أو مجرد تفكيرهم في إقامة معسكر تدريبي داخلي، تكون المثالية والشمول شعاره، وتنصب فائدته على استعداد فرقهم للمنافسات المحلية المتوقع قوتها هذا الموسم. وحينما يتم التطرق للاستعداد المثالي في هذه الفترة الساخنة من كل موسم، فإن الأنظار تتجه دوماً صوب المنشآت التي تزخر بها أهم مصايف بلادنا في المدن الرياضية في الطائف وأبها والباحة. ولن ينسى الرياضيون أن هذه المدن الصيفية، خصوصاً مدينة الملك فهد في الطائف أسهمت في السابق في تجهيز منتخباتنا الوطنية، إضافة إلى الكثير من الأندية المحلية والخليجية، وأبدعت كثيراً في استضافة العديد من البطولات الكروية، حتى إنها شملت بعض الألعاب المختلفة. هذا التميز الذي نالته هذه المدن الرياضية، قابله تصميم من مسؤولي الأندية على البحث عن المعسكرات الخارجية"مجبرين"على رغم ما تكلفه هذه المعسكرات من مبالغ باهظة على موازناتهم، شريطة ألا يجازفوا بإقامة معسكر داخلي قد لا تتوافر فيه مقومات نجاح المعسكر"الكامل". على رغم معرفة الرياضيين وغير الرياضيين أن نجاح أي معسكر يعتمد على عناصر عدة يأتي في طليعتها وجود ملاعب جاهزة، صالة حديد وسكن تتوافر فيه سبل الراحة، إضافة إلى توافر مرافق مهمة كالمسبح وصالة جاكوزي، وهذه الأمور متوافرة وبقوة داخل هذه المدن الرياضية في ظل دعم سخي خصص لها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وموازنة ضخمة صرفت لأجل صيانة مرافقها. إلا أن الذي لا يعلمه الكثيرون أن توافر هذه التجهيزات، لا يعني نجاح المعسكر التدريبي الداخلي، خصوصاً في ظل عجز مسؤولي الأندية عن تحقيق رغبات الأجهزة التدريبية، التي تبرمج مواعيد المباريات الودية المطلوبة، كي تختبر من خلالها الجاهزية التي وصل لها اللاعبون، ومدى استيعابهم للخطط والمنهجية التكتيكية المرسومة لهم. وهذه العقبة الكبيرة أمام الأندية حدثت في ظل غياب التحفيز من المشرفين على هذه المدن الرياضية، وغياب تخطيطهم الزمني لهذه الفترة الصيفية التي كانت تستوجب منهم دعم سياحة هذه المناطق بتوجيه دعواتها المسبقة للأندية، للاستفادة من هذه المنشآت قدر المستطاع، والتنسيق مع مسؤولي الأندية لإقامة مباريات ودية تعم بفائدتها على الأندية وتترك إيجابيتها على جلب المصطافين لهذه المناطق الصيفية. هذه المبادرة المنتظرة من المشرفين على هذه المدن الرياضية، ربما تسهم في أن ينسى الشبابيون ما تعرضوا له من عوائق و"بهذلة"خلال معسكرهم التدريبي في المدينة الرياضية في الباحة قبل مواسم عدة، والسكن الشبيه"بالصندقه"الذي وفر لهم. [email protected]