"أياديه بيضاء... قلبه أبيض... سلطان الخير... أمير الإنسانية"... هكذا يقال لولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ولو قُدِر لي لقلت أكثر وأكثر من هذا، حتى تزدحم الكلمات، وتصطف الحروف، وتتباهى العبارات لبعضها البعض. تؤكد الدولة في بلادي فجر كل يوم بأنها أب من فقدت أباها، وأخ من فقدت أخاها، وأسرة من فقدت أسرتها، وراعية من فقدت زوجها وعائلها... الدولة في بلادي ليست مجرد مكاتب وبروتوكولات وآليات ولوائح وقوانين، تسعى لتنفيذ الخطط والتخطيط لمستقبل البلاد ورفعتها، الدولة في بلادي راعية تتفقد أحوال الرعية وتطوف عليهم أينما كانوا لتسمع منهم وتقدم رعايتها لهم عن قرب، وتتعرف على أحوال الناس بكل تفاصيلها، وتقدم لهم ما يؤهلهم للانخراط في الحياة مرة أخرى، الدولة في بلادي إنسان كبير ينضح إنسانية ونبلاً وكرماً، تشعر بها في بسمة أطفال كانت تتقاذفهم الرياح إلى المجهول، أو تحسها في أصوات نساء"يلححن"بالدعاء لهم، وكن قد يئسن من أن تنصفهم الدنيا، تشم رائحتها في دعاء مسن يسكن أطراف المدن، وتراها في انخراط سجين في البناء والتعمير بعزيمة وولاء، قل ما يشاهده المرء في مناطق أخرى، يستمتع بحريته عبر مكرمة الدولة، ذلك هو سر جمال بلادي وروعتها، وهو سر تلاحم الشعب والقيادة من اجل استمرار بناء هذا الوطن ورفعته. وأنا أطالع تغطية صحيفة"الحياة"لزيارة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى منطقة عسير، أوقفتني قصة"فتاة خميس مشيط"سميرة مريط، التي واجهت ظروفاً صعبة إثر تورطها في قتل شاب ابتزها مراراً، مهدداً بفضحها عند زوجها، وبعد مساعٍ قبلية متعثرة عند أهل القتيل للتنازل عن الحق الخاص، بما فيها تدخل الزوج طليقها حالياً، توسط الأمير سلطان للإفراج عنها، وقبل أهل القتيل شفاعته، وعند خروجها من السجن قبل نحو أربعة أشهر، انفصل عنها زوجها، بعد أن وقف مع سلامة دوافعها طوال فترة احتجازها، الأمر الذي أدى إلى تدهور وضعها المادي هي ووالدتها، وعاشت ظروفاً اجتماعية ومادية ونفسية سيئة جداً، وكما لو أن الأمير سلطان ذهب خصيصاً للوقوف على أحوالها، بعد أن كان سبباً في خروجها من السجن، وجه بأن يصرف لها نصف مليون ريال سعودي لتواجه بها ظروفها بالغة التعقيد، فتغنيها عن السؤال، وتحفظ لها كرامتها، إضافة إلى أن المبلغ سيدعمها معنوياً لدى المجتمع، ليعيد دمجها ضمن نسيجه الاجتماعي الطبيعي، فتُقبل على الحياة من جديد، وتشعر بوجود الدولة ورجالاتها في كل مكان، حتى وإن كانت في أبعد المناطق عن العاصمة. سميرة مريط التي تباهت بأنها تشعر بالغبطة والسرور والحنان لتوالي وقفات الأمير سلطان معها، قائلة:"أشعر بحنان الأب لهذه الوقفة غير المستغربة على من اشتهر بجوده وعطائه الإنساني اللا محدود"، تؤكد أن الأمير سلطان ليس ولي عهد فقط، وإنما هو أب وأخ وراعٍ وصاحب أكبر قلب إنساني. مواقف الأمير سلطان الإنسانية تتحدث بها الأوساط الإقليمية والعالمية قبل المحلية، ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، التي تقف صرحاً إنسانياً شامخاً في وجه محن ومصائب الدهر في مقدم المؤسسات العاملة في مجال الخدمات الإنسانية محلياً وإقليمياً ودولياً، خير شاهد على عطاء ولي العهد الإنساني اللا محدود، والنماذج والشواهد الإنسانية التي تتخلل زيارات ولي العهد إلى داخل وخارج البلاد تؤكد إنسانيته وكرمه غير المعهود وغير المحدود، لذلك يحق لأمثال سميرة مريط، وجميع نساء بلادي، أن يفخرن بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، كما يحق لهن الافتخار بالانتماء لهذه البلاد وشعبها الأبي المتكافل. - الرياض