يبدو العراق مرشحاً لبلوغ الدور ربع النهائي من نهائيات كأس آسيا 2007 في كرة القدم، إذ يكفيه التعادل في مواجهته مع عمان اليوم في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى في الدور الأول، في حين تواجه أستراليا، التي رشحها النقاد لإحراز اللقب في مشاركتها الأولى، خطر الخروج بخفي حنين عندما تواجه تايلاند صاحبة الأرض. وتقام المباراتان في توقيت واحد، فيلتقي المنتخبان العربيان على ملعب سوباشالاساي في ضاحية بانكوك، في حين يتواجه المنتخبان الأسترالي والتايلاندي على ملعب راجامانغالا في وسط العاصمة التايلاندية. ويتصدر العراق الترتيب برصيد أربع نقاط متقدماً على تايلاند التي تملك الرصيد نفسه في مقابل نقطة واحدة لكل من أسترالياوعمان. ولا يُعمل في هذه البطولة بنظام فارق الأهداف في حال تعادل فريقين بالنقاط بل بالمواجهة المباشرة بينهما. وفي الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، تلتقي اليوم فيتنام مع اليابان، وقطر مع الإمارات في توقيت واحد. وتتصدر اليابانوفيتنام المجموعة برصيد أربع نقاط لكل منهما، وتأتي قطر ثالثة بنقطتين، والإمارات رابعة من دون أي نقطة. العراق - عمان يدخل المنتخب العراقي مواجهته مع عمان منتشياً بفوزه الرائع على أستراليا 3-1 الذي رفع معنويات لاعبيه بشكل كبير. ويدرك أفراد منتخب الرافدين أن التعادل يكفيهم لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الرابعة على التوالي، لكنهم سيلعبون من أجل الفوز وضمان المركز الأول في المجموعة والبقاء في بانكوك. كما أن ضمان صدارة المجموعة سيجنبهم على الأرجح مواجهة متصدر المجموعة الثانية الذي سيكون معظم الظن المنتخب الياباني حامل اللقب في النسختين الأخيرتين. وارتقى أداء المنتخب العراقي في مباراته الثانية ضد أستراليا، خصوصاً بفضل تألق الثلاثي الشهير صانع الألعاب نشأت أكرم والقناص يونس محمود والهاجم الآخر هوار ملا محمد. وكان أكرم صال وجال في مواجهة أستراليا وسجل هدفاً من ركلة حرة مباشرة ومرر الكرة التي جاء منها الهدف الثاني بكرة ماكرة خدعت الدفاع الاسترالي، في حين سجل هوار هدفاً رائعاً وكاد يسجل من كرة لولبية سددها بحرفنة كبيرة، في حين أتعبت تحركات يونس الدفاع الأسترالي، ما جعله يرتكب الأخطاء في الدقائق الأخيرة التي شهدت الهدف الثالث للعراق. ويقيناً لو أن المنتخب العراقي يواصل تقديم الأداء ذاته، فإن ذلك سيمكنه من الذهاب بعيداً في هذه البطولة، علماً بأن أفضل نتيجة له في البطولة كانت بلوغه نصف النهائي عام 1972 قبل أن يخسر أمام الكويت 2-3. في المقابل، يدخل المنتخب العماني المباراة ولا بديل له سوى الفوز الذي قد لا يكفيه أيضاً إلا في حال تعادل أو فوز تايلاند على أستراليا. وهناك احتمال أن تتساوى المنتخبات الأربعة في الرصيد نفسه أي أربع نقاط في حال فوز أسترليا على تايلاندوعمان على العراق، وعندئذ ستكون هناك حسابات معقدة. أستراليا - تايلاند دقت ساعة الحقيقة أمام المنتخب الأسترالي الذي رشحه كثيرون ليكون ضيفاً ثقيلاً على البطولة، ولكي ينتزع اللقب بسهولة في مشاركته الأولى فيها، لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، وبدا المنتخب الأسترالي متواضعاً في مباراتيه الأوليين، إذ عانى الأمرين واحتاج إلى هدف في الوقت بدل الضائع لانتزاع التعادل من عمان، في حين سقط سقوطاً كبيراً أمام العراق 1-3 في المباراة الثانية. ولا بديل لأستراليا سوى الفوز لبلوغ ربع النهائي لكن مهمتها لن تكون سهلة أمام أصحاب الأرض الذين سيحظون بمؤازرة كبيرة في ملعب راجامانغالا الذي يتسع ل60 ألف متفرج. واعتبر مدرب منتخب أستراليا غراهام أرنولد، أن الأداء السيئ لفريقه يعود بالدرجة الأولى إلى عدم الاستعداد الكافي الذي خضع له اللاعبون المحترفون، وكشف:"المحترفون أخذوا قسطاً من الراحة بعد انتهاء الدوري في أوروبا وليسوا بالتالي في كامل جاهزيتهم البدنية، هذه ليست أعذاراً بل الحقيقة". وتابع:"جئنا إلى آسيا وأيقنا بأن مواجهة منتخبات هذه القارة ليست سهلة على الإطلاق وهذه حقيقة دامغة أيضاً". وانتقد أرنولد بعض لاعبيه الذين لا يقومون بواجبهم كما يجب بعد المباراة ضد العراق قبل أن يوضح موقفه قائلاً:"كان كلامي قاسياً بحق اللاعبين لأنني أردت أن أضعهم أمام مسؤولياتهم". وسيعاني المنتخب الأسترالي من غياب مدافعه الخبير لوكاس نيل الذي طرد في الدقيقة الأخيرة ضد العراق لاحتجاجه على قرارات الحكم. ولا شك أن خروج منتخب أستراليا من الدور الأول سيعني إقالة أرنولد من منصبه، علما أن الاتحاد الأسترالي سعى في الآونة الأخيرة للتعاقد مع مدرب عالمي دون أن يصيب نجاحا. أما المنتخب التايلاندي فيعتمد في الأساس على سرعة تحركات لاعبيه وعلى الهجمات المرتدة السريعة لمفاجأة المنتخبات المنافسة. قطر - الإمارات كان منتخب قطر انتزع تعادلين صعبين، أولاً مع حامل اللقب في النسختين الماضيتين حين انبرى مهاجمه سيباستيان سوريا إلى تنفيذ ركلة حرة على حدود المنطقة قبل دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي فوضع الكرة بنجاح في الزاوية اليسرى للمرمى، وثانياً حين تهيأت كرة عالية أمام المرمى الفيتنامي فطار لها سوريا نفسه ووضعها في المرمى قبيل ربع ساعة من النهاية. الأكيد أن المنتخب القطري أظهر أنه يملك دفاعاً منظماً يصعب اختراقه، وبدا ذلك واضحاً أمام سرعة اليابانيينوالفيتناميين، لكن"العنابي"كشف أيضا عن قدرات هجومية خصوصاً في الدقائق العشرين الأخيرة من مباراته مع فيتنام التي حصل فيها على عدد من الفرص. ويدرك مدرب منتخب قطر البوسني جمال الدين موسوفيتش، الذي يعرف إمكانات لاعبيه جيداً كونه يشرف عليهم منذ نحو ثلاثة أعوام، أن عليه التخلي عن حذره الدفاعي هذه المرة في مواجهة منتخب يلعب بأسلوب قريب إلى أسلوب منتخبه ولديه فكرة كافية عن نقاط قوته وضعفه. وقال موسوفيتش:"إن المباراة ضد الإمارات ستكون صعبة على رغم خروجها من دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل بعد خسارتها أمام فيتنامواليابان"، مضيفاً"قد يعتمد المنتخب الإماراتي على عدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا حتى الآن والذين سيسعون إلى إثبات وجودهم في المباراة الأخيرة". وأعرب موسوفيتش"عن ارتياحه لما قدمه منتخبه في مباراتي اليابانوفيتنام على رغم عدم الفوز فيهما"، مشيراً إلى أنه"لعب بأربعة مهاجمين في لقاء فيتنام وسنحت للاعبيه العديد من الفرص التي كانت كفيلة بالفوز والاقتراب بشدة من التأهل إلى دور ربع النهائي قبل المواجهة الأخيرة". في المقابل، يخوض المنتخب الإماراتي مباراته الأخيرة من دون ضغوط بعد خروجه من الدور الأول، لكنه سيحاول العودة بفوز على"جاره"الخليجي أفضل من تلقي ثلاث هزائم تشكل عبئاً عليه في مشاركته الآسيوية المقبلة. وأكد مدرب الإمارات الفرنسي برونو ميتسو أنه"جاهز للمحاسبة"، آملا بأن"تشكل البطولة درساً للاعبين للاستحقاقات المقبلة". اليابان - فيتنام كانت فيتنام في طريقها إلى حجز بطاقة التأهل إلى ربع النهائي مبكراً عندما فازت على الإمارات 2- صفر وتقدمت على قطر 1- صفر حتى ربع الساعة الأخير تقريباً، لكن وضح أن لاعبيها قدموا كل ما عندهم وأن قواهم لم تساعدهم في المواصلة بإيقاع مرتفع وسريع جداً حتى نهاية المواجهة مع قطر، فتلقوا هدف التعادل وأفلت مرماهم من هدف الخسارة أيضاً، فتأجل حلمهم بالتأهل إلى الجولة الثالثة والأخيرة. ولكن المهمة في المباراة الأخيرة ستكون الأصعب على أصحاب الأرض ضد اليابانيين الساعين إلى لقب ثالث على التوالي ورابع في تاريخهم بعد عام 1992، والذين استعادوا توازنهم أمام الإمارات حين قدموا شوطاً أول رائعا سجلوا فيه ثلاثة أهداف وأهدروا عدداً كبيراً من الفرص. مدرب فيتنام النمساوي الفريد ريدل يأمل بأن يظهر فريقه بمستوى جيد أمام اليابان، معتبراً أن فرصته لا تزال كبيرة في التأهل. لكن مدرب اليابان البوسني ايفيكا أوسيم لن يفوّت الفرصة لقيادة منتخبه إلى فوز يرفع فيه معنويات لاعبيه قبل الادوار الأكثر صعوبة، لكنه يدرك أيضاً أن الفوز يعني تصدر منتخب اليابان مجموعته وبقاءه في هانوي لاستقبال ثاني المجموعة الأولى في ربع النهائي، ما يجنبه مشقة السفر إلى بانكوك لإكمال المهمة، وهو ما ينتظره المنتخب القطري في حال فوزه بدوره على نظيره الإماراتي. ويملك المنتخب الياباني مجموعة قوية من اللاعبين في مقدمهم صانع الألعاب المحترف في غلاسغو رينجرز الأسكتلندي شونسوكي ناكامورا، الذي يكون مصدر معظم الكرات الخطرة، والمهاجم القناص ناوهيرو تاكاهارا، فضلاً عن نجم الوسط الخطير ياسوهيتو إيندو والمدافع الصلب يوجي ناكازاوا. يذكر أن اليابان توجت بطلة عام 1992 في طوكيو و2000 في بيروت بفوزها على السعودية بالذات بنتيجة واحدة 1- صفر، وعام 2004 في بكين بتغلبها على أصحاب الأرض 3-1.+