في زمن الانفتاح الإعلامي لا بد من أن نفرق بين ما يقال وما لا يقال، وبين الجرأة في الطرح ونشر الغسيل، وهذا الأخير مصطلح عامي أو شعبي لمن يتحدث عن مشكلات داخلية في وسائل إعلام خارجية، ويطلع الغريب على تفاصيل لا يجب أن يعرفها ولا يُعنَى بها غيرنا، وهي عملية ممقوتة في كل العالم إلا عندنا للأسف في وسطنا الرياضي الذي يضم بين أرجائه بعض ممن دخلوا من الأبواب الخلفية! وممن يفرقون بين أندية الوطن من اجل خدمة ناديهم المحبب بهدف منحه امتيازات خاصة ولو كانت على حساب لوي أعناق القوانين لضمان مشاركة خارجية، واستثناءات متنوعة من اجل تسجيل لاعبين خارج فترات تسجيل المحترفين! والادعاء بأن ناديهم مستهدف، ولا نعلم من الذي استهدفه إذا كانت أندية الوطن جميعها في يد القيادة الرياضية الحكيمة التي تتعامل مع الجميع بحيادية وإنصاف. نعود لنشر الغسيل تحت بند الجرأة في الطرح وما شاهدناه قبل أيام من برامج لفضائية خليجية تستضيف إعلاميين سعوديين لتفتح ملفات داخلية وخاصة بالرياضة والأندية السعودية، على رغم أن أندية ومنتخب ومسابقات البلد الذي تتبع له الفضائية حافلة بالإشكالات الرياضية التي تستحق أن توليها اهتمامها. هذه الفضائية تركت كل المواضيع لتتحدث عن الهلال وتصوره سبباً لمشكلات الدوري السعودي، وتحمله كل مشكلات الرياضة السعودية ولا نستبعد أن تفتح في الأيام المقبلة ملفاً جديداً يناقش علاقة الهلال بتأخر المسابقات الآسيوية عن نظيراتها في أوروبا وافريقيا! وتسببه ايضاً في تأخر اللاعبين العرب في الاحتراف في أوروبا وقد نشاهد حلقة أخرى عن تسبب الهلال في فوز اسبانيا بكأس أوروبا الصيف المنصرم! والمشكلة العظمى أن القناة تستضيف شخصيات بعضها يعد من رموز التعصب ليبث أفكاره المريضة وأوهامه التي تعيش معه من دون حسيب أو رقيب، وتحت بند الحرية والجرأة. علماً بان ما يطرح ليراه العالم ينال من بعض القرارات الرسمية التي تصدر عن القيادة الرياضية التي وضعت المنتخب السعودي سفيراً آسيوياً دائماً في كأس العالم. فهل تعتقد هذه الفضائية أن أطروحاتها ستكون مقبولة؟ وهل تعتقد أن المشاهد السعودي ساذج لتمرر عليه أفكار المتعصبين الذين تستضيفهم وتمنحهم ساعات لبث تعصبهم وتأليبهم الرأي العام على الهلال بدعوى التحليل والنقد والطرح الجريء! [email protected]