أثار حوار مؤسس الهلال (رئيس ثلاثة أندية ممتازة هي: الشباب والهلال والأهلي)، المؤرخ وشيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد، غضب البعض في الشارع الرياضي، لاسيما من يهمهم محاربة التعصب، على رغم أنهم من اخترعه وتناقله ودافع عنه! حراس القيّم ومن يهمهم تربية الأجيال المقبلة، لم نر أحداً منهم عندما صرح رئيس ناد على شاشة إحدى الفضائيات برغبته ومصلحته في تدمير ناد جار وشقيق، حتى إن مقدم البرنامج تحرج وقال له لا يجوز! وهؤلاء أيضاً لم نسمع لهم صوتاً، عندما كان الحكام يرمون بأوصاف غير لائقة. ولكنهم وبكل انتقائية يتحدثون عن ابن سعيد الرجل الوقور، الذي دفع من جيبه الخاص في أحد الأيام مبلغ 300 ريال، لسداد إيجار مبنى نادي النصر، عندما كان هذا المبلغ يساوي 300 ألف في وقتنا الحالي، لا يمكن أن يؤخذ تاريخه ويمسح لمجرد تصريح قابل لتأويلات عدة، أبو مساعد يكفيه ما ناله من تكريم من أعلى سلطة رياضية في السعودية الأمير سلطان بن فهد، الذي منحه وسام الرئاسة العامة لرعاية الشباب، تقديراً لجهوده الجليلة وتضحياته الكبيرة، ووفاء وعرفاناً لما قدمه للحركة الرياضية. من عاش في بيئة سعودية أو عربية، يعلم أن أي والد يهدد أبناءه (تهديد فقط) بالذبح والضرب، ليقوّمهم أو ينهرهم عن فعل شيء يراه خطأً. من منا لم يتعرض في طفولته للتهديد والوعيد، بل والضرب أحياناً، عندما يجنح بتصرفاته وأفكاره أو يقصر في واجباته؟ لن أدافع عن شيخ الرياضيين لأنه أكبر من ذلك، ولكنني أثبت أن التصريح يقبل كل التفسيرات، وكل يفسره من خلال رؤيته، فإذا كانت سوداء فستكون مظلمة، وما كتبه البعض عن شيخ جليل أثرى الرياضة السعودية عينة، بسيطة مما تحمله النفوس المريضة. أما من يتعامل مع الرجل الذي أسس ناديي الشباب والهلال، ثم ترأس الأهلي، وكاد يترأس نادي الرياض، ودعم النصر المنافس اللدود والتقليدي برؤية بيضاء ناصعة، فلا بد من أن يبحث في أسباب ودوافع ما قاله أبو مساعد صاحب الأيادي البيضاء على الرياضة السعودية، وأحد جيل الرواد والمؤسسين. أخيراً ومن باب شر البلية ما يضحك، كتب أحدهم أن الاطفال الصغار ممن يشجعون النصر يعيشون في حال من الرعب، خوفاً من آبائهم الهلاليين، الذين سيباشرون عقب تصريح ابن سعيد ب«نحرهم»! نعم أب ينحر ابنه من أجل الهلال أو النصر أو الاتحاد. هكذا يفكرون ويروّجون بكل بساطة، من أجل الإساءة للرموز. الأطفال يا هذا وبكل براءة يلاحقون الفريق البطل، الذي يجعلهم يتفاخرون بين أقرانهم بالانتصارات والبطولات، بل إنهم وعلى حسب عقلياتهم يبدّلون قتاعاتهم واختياراتهم والاندية التي يحبونها أكثر من مرة، بحثاً عن التميز والتفاخر، فمن قال لك إن هناك أطفالاً من آباء هلاليين يشجعون النصر؟ وعلى ماذا يشجعونه إذا كان عمر أكبرهم عشرة سنين، لم ير فيها فريقه المزعوم يحقق أية بطولة رسمية كبيرة؟ [email protected]