تتسارع الخطى وتبذل الجهود ليل نهار وعلى الصعد كافة من العديد من الجهات، الرسمية وغير الرسمية بخلاف الهيئات والمؤسسات والمعاهد والجامعات الحكومية والأهلية، لعمل وتنفيذ الدراسات والبرامج التطويرية والتي من شأنها تقديم أرقى وأفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام لتيسير هذا النسك العظيم وتسهيله على ضيوف الرحمن. المشاريع التي تخص الأماكن المقدسة وشعيرة الحج والعمرة لا تتوقف، ابتداءً بمشروع توسعة الحرمين الشريفين ومروراً بمشروع توسعة جسر الجمرات, وليس انتهاء بالمشاريع الضخمة والعملاقة التي تشهدها مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة يوماً بعد آخر0 وبرزت في الآونة الأخيرة العديد من الدراسات والإنجازات العلمية التي تسهم في دفع عجلة التطوير لخدمة الحجيج والمعتمرين، وأجاز مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أخيراً،"اللباس الواقي للمحرم"، وهو الاختراع الذي أبهر صناع القرار بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ما جعلهم يبادرون لمنحه براءة الاختراع. ويحسب هذا الاختراع لمدير الإدارة العامة للخدمات الصحية في الحج والعمرة الدكتور طه الخطيب برداء، وهو عبارة عن"سروال طويل يغطي الجزء السفلي من البطن إلى أسفل الفخذين غير مخيط، ويمكن ارتداؤه تحت الإحرام لمنع احتكاك الفخذين والأعضاء التناسلية والمنطقة المحيطة بها في حال استخدام مواد طبية واقية من الأمراض. وبعد هذه الإجازة الشرعية لهذا الاختراع، برزت على السطح أنظمة التعرف على الحجاج من خلال"الرقاقات الذكية"، وهو ما استطاعت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عبر فريق عملها المنبثق من مركز الحاسبات والاتصالات قسم الهندسة الكهربائية، من الوصول إلى نظام جديد ومميز يهدف إلى تأمين المعلومات الكافية عن الحاج ووسيلة نقله ومقر إقامته وجميع تحركاته داخل المشاعر المقدسة. ويعتمد هذا النظام على شريحة إلكترونية، توضع ضمن ساعة يد عادية يلبسها الحاج ويتم من خلال هذه الشريحة تخزين جميع المعلومات الخاصة بالحاج كجواز سفره ورخصة حجه وعنوان إقامته وأرقام هواتفه الخاصة به. وأكدت التجارب على هذا النظام مدى الفائدة التي يوفرها للحاج من كونها تغنيه عن حمل أي وثائق مهمة، قد تكون عرضة للفقد أو الضياع خاصة وهو بلباس الإحرام، كذلك من فوائد هذا النظام، أنه يكسر حاجز اللغة لدى الحاج ويساعده على التعريف بنفسه إلكترونياً من دون الحاجة إلى عامل اللغة، كما أنه يحل مشكلة بقاء الجثث خلال موسم الحج لفترات طويلة من دون التعرف على أصحابها. ومن المشاريع الضخمة التي دخلت حيز التنفيذ أخيراً، ما تقوم به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام من دراسات وأبحاث جادة حول إمكان إنشاء جسر معلق حول الكعبة المشرفة بارتفاع تسعة أمتار يكون مخصصاً للطائفين، ويتم بواسطة العربات المعلقة المتحركة، وهو مشروع يمكّن كبار السن وذوي الإعاقات من الطواف آلياً من دون مساعدة أحد. هذا إلى جانب الموافقة السامية التي صدرت أخيراً، بشأن إقرار الدراسات المعنية بإنشاء قطار متحرك بين المشاعر المقدسة، يساعد على تفكيك الكتل البشرية الهائلة والتي تجتمع في زمن ومكان واحد ويؤمن نجاح الخطط الموسمية لحركة السير والنقل لهذه الشعيرة الكبرى.