تشكل الإنترنت مصدراً غنياً من مصادر المعلومات لدى شريحة معينة من المجتمع المسلم. وبما أن الانترنت وسيلة إعلامية فقد كان الحرص على استغلاله وإثرائه هماً لعدد من الجهات الحكومية والخيرية والأهلية. ونستعرض هنا أبرز المواقع التي تناولت الحج كمادة رئيسة أو فرعية لتخدم قراءها من الحجاج وغيرهم. المواقع الحكومية - غياب شبه تام ! لا تزال معظم الدوائر الحكومية المتعلقة بالحج مباشرة غائبة عن الإنترنت أو حاضرة بما يشبه الغائب، وبجولة سريعة، فلجنة الحج العليا أعلى دائرة حكومية خاصة بالحج لا موقع لها على الإنترنت مطلقاً! وفي الوقت نفسه، فإنك حين تطلب موقع وزارة الحج www.haj.org.sa فلن تحصل على أكثر من رسالة ( لا يمكن العثور على الصفحة)! وكذلك موقع لجنة توزيع المطبوعات على الحجاج والمعتمرين www.lajna.net وحين تذهب إلى موقع ( لجنة توزيع المطبوعات الدينية على الحجاج والمعتمرين ) المنشور في موقع باب العمرة فستجد أن هذا الموقع للبيع!!! وحين تبحث عن موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد www.islam.org.sa فستظهر لك عبارة ( تحت الإنشاء ) Under Construction ..! ووزارة الحج قد فرّقت مواقعها، فموقع الإدارة العامة لحجاج الداخل فيه بعض المعلومات، وهناك بوابة العمرة، ولكن لا يوجد موقع يضم كل ما يخص وزارة الحج! وموقع الإدارة العامة لحجاج الداخل والمسمى بحسب عنوان الصفحة ( حملة حجاج الداخل ) ليس فيه سوى بعض المعلومات عن شركات الحج برقم التصريح والاسم التجاري واسم المدير والمدينة والأرقام الهاتفية، ثم هناك شركات (المخاع)! وقد حاولنا معرفة معنى ( المخاع ) عن طريق الموقع فلم نستطع، وبعد البحث والتنقيب وجدنا معنى هذه الكلمة في موقع (باب العمرة) وهذه الكلمة (المخاع) تعني (موفر خدمة اليكترونى للعمرة). ولكن أن تجد التنظيمات الخاصة بشركات الحج والعمرة، أو أن تبحث عن طريقة محاسبة شركة الحج أثناء الموسم، أو كيفية تقويم الشركات، فلن تستفيد من هذا الموقع كثيراً! وهناك بعض المواقع الحكومية التي يمكن أن تعرض والتي فيها مادة تحتاج للتكميل والإضافة. منها موقع (باب العمرة www.babalumra.com.sa ) مع التنبيه على أنه خاص بالعمرة وليس الحج! وهو موقع مفيد إنشئ بالتعاون بين وزارة الحج وشركة (العالمية) لخدمة المعتمرين وفيه معلومات مفيدة ورائعة للمعتمرين بدءاً من نظام التأشيرات وإلى صفة الحج والعمرة مروراً بتاريخ الحرمين وشركات الحج العميلة للوزارة والمعلومات السياحية كالفنادق والمطاعم والمستشفيات والصيدليات والمصارف والخطوط الجوية والمؤسسات الحكومية على أنه يحوي بعض الملحوظات الفنية والبرمجية. لكن لا يوجد هناك بوابة للحج! وكثيراً ما يحتاج القارئ لمعرفة ما لشركات الحج والعمرة، وما عليها، وما هي حقوق الحاج وما هي واجباته، فلا يجدها على الإنترنت! ويجدر بالذكر أن كثيراً من المواقع لم تحدث منذ فترة طويلة، موقع لجنة الحج بالمدينة مثلاً الخطة التشغيلية للجنة التنسيق والمتابعة المعروضة أثناء زيارتنا الموقع هي خطة عام 1422ه! المواقع الأهلية - أفلام تعليمية وتحديث مستمر يتربع على عرش المواقع الأهلية او الخيرية موقع (الحج والعمرة) www.tohajj.com وهو مرجع وافٍ لكل ما يتعلق بالحج والعمرة نفذته شركة حرف المعروفة بالحلول البرمجية العربية والإسلامية. وفيه شرح كامل لصفة الحج والعمرة مختصرة ومفصلة، إضافة إلى مراجع من التراث الإسلامي لمن اراد الاستزادة، كما أن فيه دليلاً للحاج بالمرافق والخدمات التي يحتاجها في مكة والمدينة، مع عرض لمراحل توسعة الحرمين، ودليل للأخطاء الشائعة. وألبوم للصور وتسجيلات صوتية ومرئية لفيلم عن مناسك الحج. ويظهر الموقع بثمان لغات: العربية والانجليزية والفرنسية والأردية والإندونيسية والمالاوية والتركية والألمانية. ومن أبرز خدمات الموقع إيضاح مصور لمناسك الحج والعمرة بوسيلتين: عرض حركي رسومي (فلاش) مدعم بالصور والرسوم التوضيحية والخرائط التفصيلية ويمكن التفاعل معه باختيار بعض الأيقونات. وهناك عرض فيديوي مرئي يشرح مناسك الحج والعمرة. الموقع الآخر هو www.islamweb.com وهو وقف لمحسن قطري، وقد خصص الموقع، المعروف بشموليته وتحديثه المستمر، ملفاً لحج هذا العام 1425 تناول فيه الحديث عن خير أيام السنة، عشر ذي الحجة، وما الأعمال التي يستحب القيام بها فيه، ثم مدرسة الحج وكيف حج هؤلاء، ومعالم تاريخية وأحكام العيد والأضحية وفتاوى الحج والعمرة وتسجيلات متعلقة بهذا الركن العظيم في الإسلام. ومن أبرز الخدمات الفيلم التعليمي لمناسك الحج، حيث قام الموقع بصنع فيلم فلاشي ميسر ودقيق المعلومة يعرض فيه الحج بالصوت والصورة والنص وقد رسم شخصية تؤدي المناسك مع التعليق عليها صوتاً، وعرض النص على الركن الأيسر من الفيلم، ولو أنه وضعت أزرار للتحكم بتقديم النسك وإعادته والقفز إلى النسك المطلوب لكان أفضل فإنه يتوجب حالياً على المشاهد أن يتابع فقرات الفيلم الأربع عشرة كاملة ليصل إلى ما يريد. ولو كان في آخر الفيلم. كما أنه يلحظ في توزيع زوايا الموقع في العمود الرئيس أن ثمة اضطراباً في الترتيب فالمهم يقدم على الأهم، والأول يأتي بعد الثالث وهكذا. وهناك أيضاً (صفة الحج بالصور) وهي مطبوعة قامت بنشرها دار الجواب بالرياض وراجعها فضيلة الشيخ د. عبدالله بن جبرين وفيها صفة الحج بالصور مدعمة بالدليل والتوضيح، وقامت بعض المواقع بنشر هذه المطبوعة بعد مسحها بالماسح الضوئي، ومن هذه المواقع موقع صيد الفوائد www.saaid.net وموقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف الكويتية. موقع دار الإسلام بعشر لغات ومن المواقع التي تناولت الحج موقع (دار الإسلام) الذي يطوره ويموله المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالربوة ويخدم عشر لغات هي الانجليزية والفرنسية والصينية والتركية والإندونيسية والأردية والروسية والفلبينية التجالوج إضافة إلى العربية، وقد أبرز الموقع فتوى لفضيلة الشيخ أ.د إبراهيم الصبيحي حول الإحرام بالإزار المخيط الذي انتشر بين بعض الناس، وبين فيها أنه لا يجوز الإحرام فيه. كما أن من المواقع ما فتح ملفات خاصة بالحج مثل موقع (المسلم www.almoslim.net) بعنوان (الحج أشهر معلومات) تناول فيه أحكام الحج وأحكام العشر وأحكام العيد وفيه مقالات وصوتيات وفتاوى حول هذه الأقسام. كما أفرد موقع (الإسلام اليوم) ملفاً خاصاً عن الحج، بعنوان (وأذن في الناس بالحج). ومن المواقع المفيدة اللطيفة، موقع دليل الحاج والمعتمر www.dalil-alhaj.com وهو نشر إليكتروني لكتاب ألفه المهندس عبد الوهاب بكري بوادقجي، بطريقة ميسرة وموضحة ومدعمة بالصور والمخططات التوضيحية. اخيراً فإن تمويل المشاريع المتعلقة بالحج هو من باب الإحسان والبر، ومن يقرأ الأحاديث القدسية والنبوية في أن عمل البر سبب لمحبة الرب للعبد أوالمجتمع أوالدولة والبلد ووضع القبول له في الأرض وبين الناس، من يقرأها يطالب بزيادة التمويل والبذل المادي والمعنوي وإنهاض المشروعات التي تخدم حجاج بيت الله وضيوف الرحمن، وفي جانب المواقع الإليكترونية، يتبين ضعف جهد الدوائر الحكومية التي عليها عماد المشروعات الضخمة والفاعلة، فإن المشروعات الأهلية والخيرية لا تستطيع العمل وحدها، سيما وأن خدمة الحجاج مظهر عام وجهد كبير تشترك فيه ( كل) الدوائر الحكومية بما تبذله من جهد ووقت ومال ومشاركة في هذا الموسم العظيم، ولذا فإن إنشاء مواقع إليكترونية فاعلة وخدمية متقدمة بات ضرورة للحجاج والمعتمرين من الداخل أو من الخارج. ونأمل ألا يأتي الموسم القادم (موسم الصيف) إلا وهذه المواقع قد أنشئت وطورت بما يناسب الجهود التي تبذلها هذه الجهات خارج سحابة الإنترنت على أرض الواقع.