لم يكن الاتحاد يحتاج إلى تسهيلات وتخبطات باكيتا حتى يكسب النهائي الكبير ويحظى بشرف استلام الذهب، فكل شيء في العميد تلك الليلة يقول أنا الأحق بالكأس، قدم نجومه دروساً في الروح، في الهدوء، في التنظيم، في عدم اليأس، في الاخلاص والعطاء بلا حدود. وعلى رغم ان مدربه لم يوفق في بعض المباريات السابقة الا انه في هذا اللقاء قدم عصارة الخبرة، واستغل اخطاء باكيتا الفادحة، وتعامل مع المباراة باحترافية عالية. لفت نظري من خلال المتابعة جوانب فنية كثيرة اهمها: } الاختيار الموفق للعناصر وللمنهجية التي لعب بها ديمتري والانضباط الذي كان عليه اللاعبون. } الاستفادة من خبرة حمزة ادريس في الوقت المناسب، للضغط على قلبي الدفاع الهلالي وتشتيت انتباههم عن كيتا، الذي استغل ذلك بتحركاته المزعجة. } الحالة البدنية الفورمة التي كان عليها لاعبو الاتحاد، إذ بدأوا المباراة وانهوها بنفس العطاء والجهود. } الدور الهجومي والدفاعي المتوازن الذي كان عليه الصقري والمولد، ودورهما في تحقيق الفوز. } القيادة الفنية والنفسية الحماسية التي كان عليها محمد نور، وتقبل اللاعبين جميعاً لهذا الدور بكل محبة وتقدير. } تميز لاعبي الاتحاد بالمبادرة العالية والعمل بكل جدية على السيطرة على الكرة وعدم اعطاء لاعبي الهلال الفرصة لبناء الهجمات وصناعة اللعب. } التوازن الدفاعي والهجومي الذي كان عليه فريق الاتحاد، فالجميع يدافع والجميع يهاجم بتوازن واضح، ويظهر ذلك في الجانب الهجومي، إذ شاهدنا المساندة الحقيقية والكثافة العددية قرب المرمى الهلالي، لذا سجل المدافعون الاهداف. } العمل الاداري المنظم والتهيئة النفسية والمعنوية الجيدة والحضور المبكر للرياض قبل وقت كاف، وهو ما ظهر جلياً على نفسيات وعطاء اللاعبين، والهدوء الذي كانوا عليه مع حضور الروح العالية لديهم. } في الجانب الآخر ظهر باكيتا على حقيقته فلم يحسن اختيار العناصر ولا المنهجية وقتل باسلوبه امكانات وقدرات لاعبي الهلال. } ربما كان الخطأ في البداية في اختيار مكان المعسكر وتوقيته، فالفريق صاحب الارض والجمهور يفترض ان يتميز بالراحة والاستعداد، ويترك الضيف هو من يتحمل مشاق السفر والتنقل، ولكن حصل العكس والاتحاد هو من انتظر الهلال في الرياض. } قوة الهلال في التناغم والتفاهم يبن عزيز والغامدي وهو ما أفسده باكيتا بأسلوبه. حتى وأنت تدافع يجب أن تكون لديك الأدوات التي تساعدك في تنفيذ الهجمات المرتدة، وهو الذي لم يفعله باكيتا إذ لم يختر العناصر التي تساعده في تطبيق ما يريد. وعند التقدم بهدف وتضطر للدفاع لقوة الفريق المقابل واندفاعه المستميت كان باكيتا يحتاج إلى لاعبي وسط وهجوم يجيدون تنفيذ الهجمات المرتدة والمحافظة على الكرة حتى وصول لاعبي الهلال من حالة الدفاع وهو ما يجيده باقتدار الجابر والتمياط بخبرتهما وهو ما لم يفعله. } شخصياً أحمل باكيتا نسبة 90 في المئة من الخسارة، لعدم قراءته الجيدة للمباراة وعدم توظيف لاعبيه بحسب امكاناتهم الفنية. } كان لدى الجابر والتمياط الكثير من الخبرة لتقديمها لناديهم وجماهيرهم ولديهم التحدي والاصرار ولكن باكيتا بغبائه لم يستفد من ذلك. على كل حال الاتحاد استحق وبكل جدارة الكأس الغالية، نبارك لجماهيره وادارته ولاعبيه ومحبيه انجازهم الكبير. عبدالعزيز الخالد [email protected]