تقدم لنا المباريات التي تلعب بنظام الذهاب والإياب دروساً في كيفية التعامل معها، لأن مباريات الذهاب لها استراتيجية خاصة عندما تلعب خارج أرضك، إذ يجب أن تلعب بالواقعية ويكون الخيار الأول هو البحث عن التعادل، وذلك باختيار المنهجية التي تناسب قدرات اللاعبين، وبطريقة دفاعية تعمل فيها على تضييق المساحات وعدم فتح اللعب واستدراج الفريق المنافس ومحاولة خطف هدف بالكرات المرتدة، وإذا نجحت في ذلك خير وبركة، وإلا يجب عليك على الأقل ألا تخسر، وهذا سيساعدك على التعامل مع المباراة الثانية بشكل أفضل. الاتحاد على رغم أنه الأفضل فنياً لعب بهذه الواقعية ولم يندفع ولم يبالغ في الهجوم حتى وهو يتأخر بهدف، لأنه يعرف أن أمامه مباراة الرد على ملعبه وأمام جماهيره، وبالتالي كان ذلك هو التعرف الأمثل والاستراتيجية التي ساعدته على التأهل إلى النهائي. عكس الهلال تماماً الذي قابل فريقاً في مستواه بل ربما كان أفضل من حيث الانضباط التكتيكي، ومع هذا تعامل الهلال مع مباراة الذهاب بارتجالية ومن دون استراتيجية، لذلك اندفع الفريق بكامله للهجوم وترك المساحات الواسعة في ملعبه، بحثاً عن حسم التأهل من المباراة الأولى. فالهلال تحصل على أكثر من سبع ركنيات وأكثر من فرصة للتسجيل في أقل من 20 دقيقة في بدية المباراة، وهذا لا شك خطأ وتهور يتنافي مع الاستراتيجية التي نتحدث عنها. وعندما أراد التعديل في مباراة العودة لم يستطع، لأنه لعب تحت الضغط، ولأنه قابل فريقاً يحسن التعامل مع مباريات الذهاب والإياب. عندما تقدم الهلال بهدف كان من الواجب عليه تهدئة اللعب وعدم الاندفاع، خصوصاً في آخر خمس دقائق من الشوط الأول، وكان بالإمكان التسجيل في الشوط الثاني، فالفارق هدف واحد فقط، لكن التهور والارتجالية والاندفاع المبالغ فيه، علاوة على أن باكيتا لم يكن موفقاً وهو يخرج الخثران والقحطاني ويتأخر كثيراً في إدخال الجابر لاعب الخبرة المؤثر نفسياً وفنياً تسبب في خروج الهلال من البطولة، فخروج الخثران عطل الشلهوب الذي قام بالأدوار الدفاعية التي لا يجيدها فتعطل هجومياً. على كل حال هذا بالتأكيد لا يقلل من الفوز الأهلاوي المستحق، الذي أبدع لاعبوه ومدربه وإدارته في وضع الاستراتيجية المناسبة لمباريات الذهاب والعودة، وفرضوا الواقعية ولعبوا بروح عالية وقتالية لا مثيل لها. قبل أن أختم يجب أن نشكر المثالية العالية والروح الرياضية الطيبة التي كان عليها الجميع في لقاء الأهلي والهلال وهو ما نطالب به دائماً، حيث التنافس الشريف.