في آخر أيام الاختبارات أمس تغنت الطالبات على أنغام الذكريات، مودعات أيام الدراسة ومدونات كلمات على جدران المدرسة. فبعد انتهاء اختبار مقرر الحديث عمت أجواء من الفرح لسهولته وسلاسته إذ لم يستغرق نصف الوقت المحدد. وخرجت الطالبات متناسيات ما دُوّن في جميع أوراق الإجابة. وفي خضم الأجواء المرحة التي لم تشف غليل الطالبة إيمان النعيم من الفرع الأدبي بدأت بإشعال المفرقعات ولم تكتف بذلك مرة أو اثنتين، بل استمرت بتفريغ حقيبتها من المفرقعات وأدوات الزينة التي كانت سبباً لجمهرة الكوادر الإدارية والتعليمية وصفوف الطالبات من المراحل الأخرى ليبدأن بالتصفيق والتشجيع للطالبة. وتقول النعيم:"وضعت خطة للاحتفال في آخر أيام الاختبارات فأحضرت المفرقعات والمزيل الذي استخدمناه للكتابة على الزي المدرسي وبدا شكل المرايل غريباً ولافتاً ومثيراً للضحك وكل منا عاهدت الأخرى على أن تبقي الكلمات للذكرى"! وفي الثانوية السادسة في القطيف، خرجت الطالبات إلى فناء المدرسة التي أمطرت عليهن رذاذ اصطناعياً من خلال أنابيب رفيعة تم تركيبها من أعلى سطح المدرسة، وتقول احدى طالبات المدرسة:"جلسنا تحت الماء وكنا في غمرة سعادتنا إلا أن دموعنا فاقت الاستمطار، حزناً على آخر أيام الدراسة"، وحول أسئلة مادة الحديث تقول:"لم أواجه صعوبة أبداً، وجميع الأسئلة كانت مباشرة ولم يزعجنا أثناء الاختبار إلا الفراق". وتنوعت مظاهر الاحتفال في اليوم الأخير للاختبارات فمنها ما أثار غضب مشرفات القاعات. وتعلق المرشدة التربوية نورة العامري على أعمال الطالبات في آخر يوم:"كأن النتائج صدرت واتسمت بالايجابية العالية، فالطالبات تصرفن وكأن الخطط معدة مسبقاً فكان للمفرقعات صدى واضحاً، كما أنهن لم يستجبن للحارسات، وهو ما اضطرنا إلى التدخل خصوصاً عندما بدأن في رش الماء البارد والمزيل والثلج الأبيض وغيرها". وتقول ناهد حسين:"بعد اجتياز الاختبار بسهولة خرجنا من القاعة أنا وزميلاتي، وقمنا بعمل جولة أخيرة على المدرسة التي قضينا بها أجمل سنوات عمرنا وتوقفنا في الأماكن التي كنا نجلس فيها، فلكل شلة مكان معين للجلوس فيه، إلى أن وصلنا إلى غرفة المعلمات، وتوجهنا إلى معلماتنا وودعناهن وقمنا بتوزيع الحلويات التي اتفقنا على شرائها". وتقول فاطمة نزار:"بعض الطالبات احتفل بنهاية الاختبار في المدرسة بتوزيع الحلويات والكيك والورود على المعلمات، لأن كلاً منا سيفتقد الآخر، ولا نعلم هل ستجمعنا الأيام ونلتقي أم لا؟ وهل سنكون كما كنا صديقات في جامعة واحدة وقسم واحد أم ستفرقنا النِّسَب والأقسام الجامعية، لذا قررت أنا وزميلاتي الاجتماع والاحتفال في منزلي والذهاب للتسجيل الجامعي معاً أيضاً". وتقول حميدة عليوات:"قررت أنا وزميلاتي أخذ ورقة أسئلة الاختبار الأخير وجمع تواقيع المعلمات عليها والاحتفاظ بها كتذكار من هذه المرحلة، وكانت كل معلمة نذهب إليها للتوقيع توصينا بالجد والاجتهاد وان المرحلة المقبلة أهم وأصعب مما فات، فشعرنا بافتقاد للمدرسة والمعلمات قبل أن نخرج منها، إذ على رغم وجود الفرحة على وجوه جميع الطالبات إلى أن الدموع كانت أوضح من ذلك". وتقول هند عبد رب النبي:"قررت في اتصال مسبق بيني وبين زميلاتي أن يكون آخر يوم اختبار احتفالاً بنهاية هذه المرحلة وبداية مرحلة جديدة، واخترنا أن تكون الأقلام هي هدايانا لمعلمات صفوفنا اللاتي يخرجن للمرة الأولى عن التقليد المتبع ويدخلن معنا في حوار عن عالمنا وحياتنا المستقبلية التي نجهلها وتشغل تفكيرنا في الوقت الحاضر". وأشارت منى محمد إلى أنه"من الجميل أن تُنهي الطالبة مرحلة دراسية وتبدأ بأخرى جديدة ومختلفة، ولكن الصعوبة في ترك المدرسة والمعلمات والصديقات اللاتي اعتدنا عليهن لثلاث سنوات، فكان آخر يوم أشبه بحفلة وداع بيننا وبين زميلاتنا ومعلماتنا، ووزعنا الحلويات على بعضنا البعض وعلى المعلمات والإداريات في المدرسة". وفي الرياض، لم تختلف الحال كثيراً، إذ ابتهجت الطالبات بآخر اختبار، ولم تسعهن الفرحة عند آخر دقيقة أعلن فيها طي صفحة العناء الختامية بعد أسبوعين من القلق والضغط النفسي المتواصل خلال الاختبارات. تقول نورة البرغش من الفرع العلمي:"كان اختبار مادة الحديث سهلاً ليس به أي صعوبة تذكر، حتى الدروس التي لم أذاكرها لم تأت، من حسن حظي، وعلى رغم أن يوم الأربعاء أمس يعتبر آخر يوم إلا أن مشاعر الفرح والحزن تضاربت لدي، فرحة انتهاء الاختبارات، والحزن على توديع صديقاتي". وتصف رؤى عبيدالله وحنان العمري من الفرع الأدبي وضع البنات أثناء تأدية الاختبار:"كن عجلات جداً ينتظرن"لحظة الإفراج"والانتشار في فناء المدرسة للعب ونشر أهازيج التخرج مقدماً". وتقول حنان:"لم أكن أحمل همّ اختبار المادة الحديث أو مواد الدين عموماً، لأني كنت متفائلة جداً"، وتضيف:"من المعروف أن لآخر يوم طابعاً خاصاً".