واجهت أسر، صعوبات «كبيرة» في فض علاقة أبنائهم مع أجهزة الحاسب الآلي، خلال فترة اختبارات منتصف العام الدراسي، التي بدأت السبت الماضي. فيما ساق الأبناء حججاً مختلفة للتمسك بهذه الأجهزة، ما بين «المذاكرة المباشرة مع مدرس المادة»، و«تنزيل ملخصات»، وكذلك «التواصل مع الزملاء من طريق برامج المحادثة المختلفة». فيما أقرَّ طلبة، أن بعض زملائهم «يهربون من المذاكرة إلى الحواسيب، لغرض اللعب والدردشة، وآخرين لعمل «البراشيم» الصغيرة». فيما نجحت بعض المدارس الحكومية والأهلية في المنطقة الشرقية، في كسر «حاجز الخوف» من الاختبارات من طريق إقامة الاحتفالات الصباحية، وتقديم الحلوى والنصائح البعيدة عن الأساليب التقليدية. ويذكر عبدالله الفردان، أنه لم يكن يعرف «حرص أحد أبنائي على التواجد أمام شاشة الكمبيوتر في أوقات معينة كل يوم، وطلبت منه عدم استخدام الحاسب أثناء فترة الاختبارات. وتبين أن سر اهتمامه وعصيانه لأوامري، يعود إلى رعايته لمزرعة افتراضية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ما تتطلب منه صب الماء الافتراضي، وتقديم الحشائش والبرسيم الافتراضي لحيواناته في هذه المزرعة». وإذا كان الفردان انزعج في بداية الأمر. فإنه تراجع عن توبيخه، «لعلمي أن هذا الأمر سينعكس على اهتماماته المستقبلية، وحبه للطبيعة. كما أن مستواه طيلة فترة الدراسة مميز. فقدمت له بعض النصائح المباشرة. وأتمنى أن تنعكس على أدائه في الاختبارات». وفي المقابل، اكتشفت خديجة عبدالله، استخداماً مختلفاً من ابنها للحاسب الآلي، إذ اكتشفت أنه «يقوم بطباعة أوراق صغيرة، لا يكاد محتواها يُرى بالعين المجردة، ولم أكن اعرف سر ذلك، إلا بعد أن اخبرني والده أن هذه تسمى «براشيم»، ويستخدمها في الاختبار، وهو ما دفع والده إلى توبيخه». إلي ذلك، ساهمت التقنيات الجديدة وبرامج الحوار الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، في تواصل الطلاب مع مدرسيهم أثناء فترة الاختبارات. ويعمد مدرسون إلى وضع أسئلة المراجعة في إحدى المجموعات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم الشرح المباشر لأي استفسار طيلة فترة الاختبارات. وهو ما أدى إلى فهم معاكس لبعض أولياء الأمور، الذين لم يدركوا أهمية التواصل بين الطلاب والمدرسين أثناء هذه الفترة. «الاختبار الإيجابي» بدأت مدارس حكومية وأهلية في المنطقة الشرقية، في تطبيق فكرة «الاختبار الايجابي»، وذلك لمساعدة الطلاب على أداء الاختبارات بيسر وسهولة، بعيداً عن حالات التوتر والخوف والقلق التي تصاحب الطلاب أثناء فترة الاختبارات. ونجحت مدرسة الساحل المتوسطة في جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، في تطبيق هذه الفكرة، التي تعتمد على «تغيير الصورة النمطية السائدة المرتبطة مع بداية اختبارات كل فصل دراسي، والمتمثلة في القلق والتوتر والارتباك لدى الطالب، وتغييرها إلى حال ايجابية، من شأنها التأثير على نفسية الطالب السلبية، وبالتالي تحسين أدائه في الاختبار، وذلك من خلال أدوات تربوية عدة». ويوضح المعلم مالك السيهاتي، أنه تم «استقبال الطلاب في مدخل المدرسة، في جو احتفالي، من خلال رش العطر في أروقة المدرسة والفصول، وتعليق لوحات إرشادية تحفز الطالب، وتدعوه إلى الارتياح والطمأنينة والاستقرار والهدوء، ثم اصطف جميع الطلاب في فناء المدرسة، إذ كان في استقبالهم مدير المدرسة مجيد العبيدي، بالابتسامة والتشجيع والتحفيز من خلال كلمة موجزة». وأضاف السيهاتي، إن «المعلمين وضعوا بطاقات مكتوب عليها رسالة عقلية، تشير إلى إيجابية الاختبار، وأنه سهل وواضح وبسيط، وبدأوا في توزيع الحلويات على جميع الطلاب، ثم ألقى المرشد الطلابي حسن آل سالم، مجموعة إرشادات تربوية تتعلق في الاختبارات، ثم دخل الطلاب إلى اللجان، ليجدوا الماء في انتظارهم على طاولاتهم، ليعزز هدوءهم واسترخائهم». يُشار إلى أن المدرسة تم اختيارها من ضمن «المدارس المُعززة للصحة» هذا العام. والبرنامج من إعداد المعلمين مالك السيهاتي، ومحمد اليوسف، وأحمد البراهيم.