برامج مغرية وفي هذا العام تبدو "العودة إلى المدارس" مختلفة عن السنوات السابقة، وفي نمط جديد أعلنت محلات بيع المرايل الجاهزة عن برامج منوعة مرافقة للعودة للمدارس، تشتمل على مفاجآت وسحوبات وعروض مغرية، بالإضافة إلى ما رافق الحملة من خطط وبرامج ومنشورات دعائية للترويج عن آخر "الموديلات" من أنواع وأشكال وألوان المرايل، التي أخذت هذا الموسم أشكالاً جميلة وملونة ومغرية، تضمنت عددا من التصاميم والأشكال. وكانت الأزياء المدرسية في السابق، خاصة أزياء الطالبات (المريول) لا تخرج عن تصميمات محددة، أما في الوقت الحالي فأصبح من المألوف أن تتفنن الطالبات في ابتكار الموديلات، التي تتناسب بقدر الإمكان مع رسمية الزي المدرسي، فتبحث الأمهات في محال الأقمشة عن نوعيات معينة من القماش، تتحمل تكرار اللبس والغسيل، وتكون ناعمة، ومناسبة لتقلب الأجواء، وغير ذلك من الصفات المختلفة. ولكن هناك بعض المدارس التي انتبهت لتغيير وتمادي الطالبات المبالغ فيه أحيانا لرسمية المريول المدرسي، فقامت بتوزيع أوراق تحمل رسماً يوضح الزي المطلوب الالتزام به في المدرسة. استغلال المدارس الأهلية وترى الطالبة مريم عيسى، التي تدرس في إحدى المدارس الخاصة، ليلة المريول سعيدة.. تقول: عندما التحقت بالمدرسة الأهلية، التي تبيع المرايل على الطالبات، صدمت جداً برداءة القماش المستخدم في خياطة الملابس المدرسية، فقمت بشراء قماش آخر بنفس اللون، وفصلت ملابس جديدة. وأعتقد أن المدارس الأهلية تسترخص الأقمشة التي تستخدمها لخياطة الملابس، وتعمد إلى اختيار القماش بناء على عامل السعر، دون اهتمام بعامل الجودة، ومثل هذه النوعية من الأقمشة لا تتناسب مع الطالبات، ولا مع عامل الزمن، وكثرة الغسيل وتغير الأجواء. وعن بقية أخواتها تضيف: أسرتي تتأهب كلها لخياطة الملابس المدرسية الجديدة، والجو العائلي في المنزل ليلة إحضار الملابس يكون مفعماً بالسرور، خاصة إن كانت هناك طالبة تنتقل من المرحلة الابتدائية للمرحلة المتوسطة، فهي تسعد جدا بهذا الانتقال، وتهتم بتجربة ثوبها الجديد مرات ومرات. لماذا المخالفات؟ عن استعدادها للمدرسة تتحدث عبير خالد بفرح وتقول: بالأمس أحضرت زي المدرسة من الخياط، وجربته أيضاً، وكان مناسباً ليّ، وبنفس الموديل الذي اختارته إدارة المدرسة. ولأن القماش غير محدد النوع فإني أهتم جداً باختيار نوعية القماش، وأختار الجيد منه. وأستغرب من الموديلات التي تبتكرها الطالبات، حيث تتعمد بعضهن اختيار درجات مختلفة من لون المريول، وهناك أيضا من تفضل موديلات مختلفة للزي المدرسي، وتصبح المسألة عرض أزياء مختلفة في الموديل وموحدة في اللون!! ولا تقتصر مسألة اختيار وخياطة الزي المدرسي على الطالبات، فالأمهات يشاركن في اختيار ملابس البنات، وفي بعض الحالات لا يستشرن بناتهن في ذلك، إذ تقوم الأم بكل ما يتعلق بعملية اختيار وتصميم مريول المدرسة. قلق وترقب عبدالله حسين السروج كان يشتري المرايل لأبنائه الثلاثة، يقول: أنظر إلى أول الأيام الدراسية بقلق وترقب، لأن أول استعدادات العام تبدأ بالزي الدراسي، فإن السروج يهتم باختيار هذا الزي، جيداً لبناته، ولا يضيره أبدا أن يبحث، وينقب في المحال التجارية عن أجود أنواع الأقمشة لخياطتها لبناته، ويقول: أنا لا اشتري إلا الأقمشة الجيدة، واحرص على أن تكون ملابسهن مريحة لهن، وتتحمل الحركة الكثيرة والاستهلاك اليومي، وأيضا احرص على أن تكون هذه الملابس مطابقة للمواصفات التي حددتها المدرسة، لكي لا أضطر لخياطة ملابس غيرها، أو أعرض بناتي لموقف لا يرضيني مع إدارة المدرسة. وأنا أحيانا أحرص على شراء المرايل الجاهزة من أجل الهروب عن ضوضاء مشاغل الخياطة وملاحقتهم بين التعديل والرفض من بناتي، وربما كانت محلات بيع المرايل الجاهزة تبيع بأسعار رخيصة ومناسبة، وجيدة في نفس الوقت. مزاج الإدارية وتقول حرم السروج: هناك بعض الإداريات في المدارس يحاولن التقاط الصغائر على الطالبات، فهن يعتبرن الزي المدرسي مخالفا، ويتفنن في إظهار الملابس المخالفة، فمرة يعتبرن الأزرار الأمامية مخالفة، ومرة يكتشفن أن الجوارب مخالفة لقوانين المدرسة، التي تتغير كل عام، مما يمثل هماً يؤرقنا، خاصة مع عدم وجود شيء رسمي محدد في أغلب المدارس بخصوص الزي المدرسي. الموسم يبدأ قبل شهر ولمحلات الخياطة والتفصيل وبيع المرايل الجاهزة دور لا يغفل في موضوع الملابس المدرسية، فمثل هذه المحال التجارية هي أكثر الجهات التي تستفيد من موسم العودة للمدارس. يقول نايف إبراهيم العمير (أحد الباعة في محلات بيع المرايل الجاهزة): نقوم بخياطة ملابس المدارس وعرضها قبل بدء الدراسة بشهر ونصف الشهر، ويزداد عنده الطلب قبل بدء الدراسة بأسبوعين. ويؤكد على ذلك قائلاً: رغم أن الازدحام ازداد عن السنوات الماضية بشكل كبير وملحوظ، والسبب يرجع إلى هروب الكثير من محلات الخياطة لارتفاع الأسعار، وربما تفاوت جودة الخياطة، والطلب مازال على استقبال الطالبات، والعرض في تزايد، حتى بعد بدء الدراسة، ومازلت استقبل الزبائن. البنات يخترن وذكر محمد خالد لطيف أحمد (خياط وبائع في أحد محلات المرايل): الكثير من الطالبات يخترن الموديل وحدهن، فأغلب البنات اللاتي يبلغن 13 إلى 18سنة يخترن طريقة موديل المريول وحدهن، وهناك الكثيرات اللاتي يتعمدن أن يكون المريول ذا تصميم مختلف وعصري مثل قصة الكسرات والجيوب المخفية. بينما يذكر حسين علي التوتي (أحد باعة المرايل الجاهزة) ان الكثير من البنات يأتين برفقة أمهاتهن، وهناك أمهات يأتين لشراء المريول مصطحبات مقاسات البنات معهن، كما أن هناك الكثير من الأمهات يخترن الموديل، أو يحضرن أوراقاً تحمل الموديل أحيانا تتعارض مع رغبة البنات، وتهتم العائلات أيضاً بنوعية القماش، فهناك أنواع غالية من القماش ترد للمحل أحيانا لخياطة المرايل، لكن الأغلبية يحضرن أقمشة متوسطة السعر، لكن ذات نوعية جيدة لخياطة ملابس البنات. المرايل المدرسية أزمة تتجدد كل عام