بعد اقل من 72 ساعة من نشر هذا الموضوع، ستكون أم سامي وأطفالها السبعة خارج منزلهم المستأجر مملوك لشركة"سابك"، بعد ان تخلفت عن السداد بسبب تدهور حال أسرتها المادية، مطرودة حائرة لا تجد أي منزل يؤويها. أم سامي أرملة سعودية، توفي زوجها بعد أن عمل لمدة تزيد على 18 عاماً في شركة"سابك"في الجبيل، تصحو صباحاً لترفع يديها إلى الله تسأله الستر للإناث اللواتي معها، والعافية والبقاء في منزلها بعد تزايد مطالبات الشركة لها بالمغادرة، وعودة ابنها الكبير من وراء قضبان السجن. أفراد هذه العائلة التي تعيش حال من البكاء الجماعي بسبب ما وصلت إليه من إحباطات اجتماعية، بعد أن وقف المجتمع متفرجاً إزاء قضيتهم، ينظرون بحسرة إلى الشارع الذي يتوقعون أن يكون بيتهم المقبل، بعد أن تلاشى أمل بقائهم في البيت الذي كان وما زال الثوب الذي يسترهم. تقول الابنة الكبرى لأم سامي تحتفظ"الحياة"باسمها بناء على طلبها، وتعمل في وظيفة في إحدى الشركات المشغلة لمستشفى في الرياض:"لا أجد ما أعبّر به، اشعر بأنني اختنق، رجعت إلى الجبيل مسرعة بعد أن علمت بأن الشركة أعطت أسرتي المهلة الأخيرة". وتضيف محاولة كبح جماح بكائها:"تخيل أسكن في الرياض وحيدة لأعمل وأعطي راتبي البسيط لعائلتي، استقل النقل الجماعي وحيدة من الرياض إلى الجبيل، أخي الكبير مسجون، ووضعنا في تدهور". تتوقف قليلاً لتكمل حديثها بحشرجة:"أقسم أنني أفكر في الجلوس على طريق المارة للتسول"، مؤكدة أنها أجهدت نفسياً وجسدياً من استمرار الوضع، على رغم كتابة الخطابات والبرقيات من دون فائدة. ولا تأمل عائلة أم سامي بأكثر من التنازل عن المبلغ المتبقي من أقساط المنزل، أو تسديده عبر احد المحسنين، ووصلت حالها إلى طريق مسدود بعد أن وجهت الجهة المسؤولة عن الإسكان في شركة"سابك"إنذاراً أخيراً بقطع الكهرباء والماء عن المنزل. وتستطرد الابنة الكبرى:"منذ علمت بهذا الخبر رجعت سريعاً إلى عائلتي في الجبيل للبحث عن حل. ولكن للأسف لا يوجد حل، ألم يفكر من اتخذ هذا القرار في إخواني الأطفال وحالهم، وكيف سيقضون بقية أيام الاختبارات؟". الابنة الكبرى طلبت التوقف عن الحديث، فهي بين سكين عملها الذي تخشى أن تفصل منه بسبب تغيبها للسفر إلى أهلها، وعيون أشقائها الذين ينتظرون منها أن تروي عطش فقرهم بريالاتها التي ترسلها مع نهاية كل شهر.