كالنسيم في حياته، بحركته الهامسة وأدبه الجم ولفظه المهذب المبين، ترجّل الفارس الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، رحمه الله رحمةً واسعة، برحيله نفتقد رجلاً من جيل الرواد... كما نفتقد فيه الخبرة السياسية الثرية، بالتزامه الوطني العربي والإسلامي الأصيل... نفتقد فيه العقل العربي الراجح، والمفكر، والخبير الإداري الحاذق، والقلم الجريء. فقد حبا الله الوالد الشيخ عبدالعزيز التويجري، رحمه الله، بنعم كثيرة أفاض بها عليه، وهي نعم يختص بها قلة من عباده.. وكان والدنا الشيخ واحدًا من هذه القلة، فكان مرجعنا الأصيل عند البحث عن الرأي الصائب واللفظ المبين والحكمة الغائبة. أما التويجري المثقف والمفكر والإداري.. الذي يتمتع باحترام الجميع وتقديرهم بتواضعه وأدبه الجم ولفظه المهذب وأسلوبه الرشيق، الذي لا تنقصه الصراحة والدقة والشجاعة، كان رحمه الله واسع المعرفة والأصدقاء بما لا يتعارض أو يتناقض مع قيمة أو مبدأ علمي أو أخلاقي، وكان سجلاً طويلاً من الإخلاص والتفاني في العمل الدؤوب...، فلم يتوقف يومًا عن التواصل مع محبيه وتلامذته، وظل محافظًا دومًا على أريحيته مع الجميع. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربّ العالمين. المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة