يرعى نائب خادم الحرمين الشريفين الأير سلطان بن عبدالعزيز مساء اليوم المباراة الختامية من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي ستجمع الهلال والاتحاد على استاد الملك فهد الدولي بالرياض. وستزحف الجماهير الرياضية السعودية بعامة وجماهير الهلال والاتحاد بخاصة صوب الاستاد لمتابعة اللقاء الذي يتطلع من خلاله الفريقان لتحقيق اللقب الغالي وقطف ثمار جهد موسم رياضي كامل، خصوصاً أنهما فشلا في تحقيق أي بطولة هذا العام. استعد الطرفان بشكل كبير وبحسب الطريقة التي تناسب الجهاز الفني، إلا أن السرية كانت السمة البارزة في كلا المعسكرين، فالاتحاد أقام معسكراً قصيراً في جدة بعد أن تأهل عبر بوابة الوحدة، فيما فضل الهلاليون إقامة معسكر خارجي في مدينة العين الإماراتية، كون الفريق تأهل باكراً للنهائي بصفته صاحب المركز الأول في الترتيب العام، وكلا الطرفين يملك الخبرة الكافية في مثل هذه المباريات الحاسمة والمصيرية، إضافة إلى وجود كوكبة من النجوم تزين خطوط الفريقين، ولن تقتصر الإثارة والندية على أحداث الميدان وما تحمله في طياتها من فنون اللعب وهز الشباك، فهناك تحد آخر بين جماهير الفريقين في المدرجات لمؤازرة اللاعبين وشحذ هممهم، ودائماً ما تتميز لقاءات الهلال والاتحاد بالحضور الكبير، عطفاً على التنافس بينهما في السنوات الأخيرة، ومباراة اليوم تختلف تماماً، فهي نهائي والفائز سيعانق الذهب الغالي، لذا من المنتظر أن تمتلئ جنبات استاد الملك فهد الدولي باكراً، وان تحرم بعض الجماهير من متابعة اللقاء من خلال المدرجات لعدم وجود المقاعد الشاغرة في الملعب، ورصدت الإدارتان مكافآت ضخمة للاعبين من أجل تحفيزهم ورفع معنوياتهم. وعلى الصعيد الفني يحمل المدربان مسؤولية انتقاء التشكيل المناسب والتعامل بواقعية مع أحداث اللقاء وإجراء التغييرات الفاعلة، والمدرب الهلالي البرازيلي باكيتا لم يواجه اختباراً حقيقياً منذ عودته لتدريب الفريق مرة أخرى، ومباراة اليوم ستكشف قدرته على تكرار نجاحه مع"الأزرق"، وهو مدرب ذكي ويجيد القراءة الجيدة لمعطيات المباراة، وغالباً ما يحرص في الشوط الأول على استنزاف المخزون اللياقي لخصمه من خلال تكثيف منطقة الوسط والاكتفاء بمهاجم واحد للاستفادة من الهجمات الخاطفة، قبل أن يرمي بكل أوراقه الرابحة في الشوط الثاني لتضييق الخناق على دفاعات خصمه وزيادة عدد المهاجمين، والإيعاز للاعبي الوسط بالمساندة الهجومية، وان كان هذا الأسلوب بات مكشوفاً للخصوم، إلا أن باكيتا يصر على ذلك دائماً وأبداً، ويتسلح المدرب البرازيلي بحيوية خط وسطه بوجود عمر الغامدي وخالد عزيز وطارق التايب، ومحمد الشلهوب في حال اكتمال جاهزيته وتماثله للشفاء من الإصابة التي أقلقت الجهاز الفني طوال فترة الاستعداد، كون الشلهوب احد أهم مفاتيح الفوز الأزرق، ويصعب جداً إيجاد البديل المناسب، كما أن ياسر القحطاني يمثل قوة حقيقية في خط المقدمة، والجماهير الهلالية تعول عليه الشيء الكثير للوصول إلى الشباك والعودة إلى التألق، ولدى باكيتا عدد من الأوراق الرابحة التي يحتفظ بها إلى جانبه على دكة الاحتياط، للاستفادة منها في حسم المواجهة إذا تعذر ذلك في الشوط الأول، إذ يوجد نواف التمياط والمخضرم سامي الجابر ومحمد العنبر وفهد سرور. أما المدرب الاتحادي البلجيكي ديمتري فهي الفرصة الأخيرة له لتأكيد أحقيته بقيادة الفريق الاتحادي بعد أن اخفق في نهائيين أمام الغريم التقليدي الأهلي، وكان محل انتقاد محبي"العميد"، كونه لم يحسن الاستفادة من إمكانات اللاعبين، وهو يخشى الشق الهجومي، ويعتمد في غالب الأحيان على إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، وهو مطالب اليوم بتغيير أسلوبه الفني والوصول إلى كأس البطولة، ولديه عناصر جيدة تمكنه من ذلك في ظل وجود لاعب بقامة محمد نور في منطقة الوسط، والى جانبه سعود كريري صاحب اللياقة البدنية العالية، والبرازيلي فاغنر، والمخضرم إبراهيم سويد، إضافة إلى التألق الدائم للمهاجم الغيني الحسن كيتا، الذي سيكون ضيفاً ثقيلاً على دفاعات الهلال، بل وسيحرم الدفاع الأزرق من من الراحة طوال دقائق المباراة، فهو سريع ويصعب إيقافه دائماً بالطرق المشروعة إلا انه يفتقد مهارة التهديف، ويضيع عدداً كبيراً من الفرص السهلة، كما أن الدفاع الاتحادي صلب وليس من السهولة إيجاد ثغرات بين خطوطه ولن يؤثر غياب احمد الدوخي في حيويته، كون البديل حمد العيسى يفوقه في نواحٍ عدة، أهمها ضبط الأعصاب والتسديد من مسافات بعيدة.