بعد أربعة أيام فقط من فقد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، فجع المجتمع السعودي مجدداً بوفاة أمير الرياضة والشعر الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز، عن عمر يناهز ال80 عاماً. والأمير الراحل هو أحد رموز الشعر العربي، ورائد من رواد الحركة الرياضية السعودية وداعم رئيس للنادي الأهلي في جدة، خلافاً لمسيرته الإدارية والسياسية عبر مناصب وزارية عدة شغلها في مقتبل حياته. "يقول الناس إنك خنت عهدي"، هذه الجملة الغنائية انغرست في ذاكرة الفن العربي، بعد أن صدحت بها السيدة أم كلثوم في رائعتها"ثورة الشك"، التي وضع كلماتها الأمير الراحل، إلى جانب أغنية"من أجل عينيك"، فكان بذلك أول شاعر سعودي يدلف إلى موسوعة الموسيقى العربية من أوسع أبوابها بحنجرة أم كلثوم. يصنف الأمير عبدالله الفيصل من الأدباء السعوديين القلائل، الذي كان له حضور مختلف في أوساط ثقافية مختلفة، وحظي باهتمام أدبي واسع، وخضعت أعماله لدراسات نقدية كبيرة. له ديوانان شعريان"حديث القلب"و"وحي الحرمان"، ويؤكد المطلعون على تجربة الأمير الراحل أنه أحدث نقلة نوعية في الشعر المحلي، بعد أن أخرجه من عوالم الكلاسيكية إلى فضاء الرومانسية الغارقة. ونال الأمير الراحل، شهادات وأوسمة من جهات عالمية توقفت عند تجربته الشعرية المميزة، وكتب عنه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عندما كان عمدة باريس عام 1985، قائلاً"إن الروائع الأدبية مهما كان البلد الذي ينتمي إليه صاحبها تأتي مجرد نتيجة اتفاق بين الكاتب وعبقرية اللغة التي يستعملها بإضافة زخرف جديد عليها، ولعل هذا هو الذي وقع بالضبط بين المبدع وبين اللغة العربية الأدبية التي أصبحت الأداة والساعة من ملهمات الفن لشعركم". تجربة عبدالله الفيصل لم تنحصر في كتابة الشعر الفصيح، فقد كان له تجربة واسعة مع الشعر النبطي السعودي، وتغنى بكلماته أجيال من الفنانين، بدءاً بطلال مداح ومحمد عبده وانتهاء بالفنان الشاب عباس إبراهيم. فإن نسى السعوديون"ألا واشيب عيني يوم قالوا لي فمان الله"فبالتأكيد لن ينسوا عبدالله الفيصل.