ودعت الساحة الفنية الخليجية فجر أمس المطربة العراقية رباب التي وافتها المنية في أحد مشافي الشارقة، حيث تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ مطلع التسعينيات، وذلك إثر مرحلة مرضية ثانية أصيبت بها بعد فترة علاج طويلة «نزيف في المخ»، وارتفاع كبير في ضغط الدم، وووري جثمانها الثرى بعد صلاة العصر في مسجد الصحابة في الشارقة، بحضور القنصل العراقي في دبي وعدد من زملائها الفنانين، منهم الملحن فايز السعيد الذي سبق أن جمعه بها أوبريت عن فلسطين ضمن 25 فنانا، منهم ماجد المهندس وراشد الماجد وأصيل من ألحان السعيد وكلمات أحمد المري، كما حضر الدفن الشاعر الإماراتي أنور المشيري والفنان جواد العلي والفنان السعودي ضياء جميل. وأفاد «عكاظ» المخرج العراقي حيدر كريم «أنه كان من أمنيات الراحلة التمكن من تصوير أغنية الأطلال لأم كلثوم، بعد أن غنتها خلال فترة مرضها الأخيرة، وقد تمكنا من تصوير الأغنية الأسبوع الماضي، لصالح قناة سجايا». وعلق عبر «عكاظ» المهنا المتواجد في القاهرة حاليا على الخبر المؤلم، قائلا: «الراحلة فنانة كبيرة، ففي أواسط السبعينيات كانت واحدة من أبرز أعضاء كورال الإذاعة الكويتية إلى أن تنبه زميلنا الراحل خالد الزايد لإمكاناتها الكبيرة وقدمها في مطلع الثمانينيات». وصنعت الراحلة نجومية مبكرة، ودخلت المنافسة في الغناء الخليجي عندما صدحت للمرة الأولى بصوتها في الكويت عام 1981 لتقدم أول ألبوماتها من ألحان الكويتي الراحل خالد الزايد، الذي شمل أغنيتي شهرتها وانطلاقها «اجرح»، والأغنية الاجتماعية الدرامية «جيت أبارك.. محبوبك الليلة عريس»، وتواصل تميز رباب في الكويت تحديدا حيث كانت تقيم، إلى أن حلت كارثة اجتياح صدام حسين للكويت التي أقضت مضاجع الجميع، وكانت رباب والشقيقات: هدى وسحر وليلى حسين عبد الناصر درويش وغيرهم ضحايا ذلك الوضع. الفنانة رباب وليدة عبقرية الملحن الزايد وشاعر الأغنية الكويتي عبداللطيف البناي الذي كتب لها أهم أغنياتها وأشهرها، منها: «أرجوك يا من خنت حبي، متعنين، هذاك أول، اجرح، يوم الخميس، كيدي أعظم، لا لحبك، والحب الأول»، كما للملحن الكويتي يوسف المهنا تجربة لم تكتمل مع الراحلة في مشروع أغنية من إنتاج بوزيد فون وأشعار مبارك الحديبي. وللراحلة رباب تعاونات فنية سعودية مشتركة معها يشار إليها بقوة، حيث شاركت فنان العرب محمد عبده في العديد من الحفلات والمهرجانات، كما شدت بصوتها مشاركة مع الموسيقار الدكتور عبد الرب إدريس ألبوما غنائيا من ألحانه وكلمات الشاعر الراحل الناصر «خالد بن محفوظ»، وشدت بأشعار الأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل وألحان سامي إحسان بإحدى أشهر أغنياتها «قديم أوراقي»، كما قدمت أغنيات عديدة من ألحان الراحل طلال مداح.