"أكاد أشك في نفسي لأني... أشك فيك وأنت مني"كلمات يقطر منها وصف دقيق لما يخالج نفس متشككة،"أجبني إذ سألتك هل صحيح... حديث الناس خنت؟ ألم تخن"مساءلة عن خيانة محكية بألم على لسان الشاعر الذي يتمنى ألاّ تكون فعلية. كانت تلك أبيات شعرية نسجها الشاعر الأمير عبدالله الفيصل وردّدتها شفاه عربيّة في أرجاء القطر العربي بعد سماعهم لصوت أم كلثوم يغرّد بكلماتها. افتتن"محروم"وهو الاسم الذي بدأ به نشر نتاجه الشعري بالقراءة، وعكف على التثقيف الذاتي الإضافي، كما احتضن الشعر بمختلف أنواعه، بما فيه الشعر النبطي الذي انعكس عليه من خلال تأثره بوالده الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي برز في الشعر النبطي، كذلك ليعلن عبدالله الفيصل أن الشعر هوالأقرب إلى نفسه في الوقت الذي قرأ فيه ضوافي الأدب والتاريخ والسياسة. هذا يظهر تتالي ثلاثة أجيال في الاهتمام بالشعر ابتداءً بالملك فيصل، مروراً بابنه عبدالله الفيصل، ثم ابنه محمد العبدالله الفيصل، فبذرة الأدب والاهتمام بها قد تتوارث عبر الأجيال في الأسر التي تظهر التفاتها لنهل هذا الأدب الوجداني. ويأتي ليتولّى الالتفات إلى إبداع الشعر فيشاركه نسجه ابنه الشاعر محمد العبدالله الفيصل الذي جسّد اهتمامه الشعري بأبيات في الشعر الغنائي الوجداني والنبطي، الأمير كما شرع في كتابة قصائد وطنية انصهرت في نفوس العديد من القرّاء. كتلك القصيدة الوطنية: يا راية العز، ومن الأبيات الغنائية قصيدة"مقادير... يا قلب العنا"، ومن أبرز الدواوين ديواني رسائل المحبة لعام 1398ه وإلى همس القلوب 1399ه، إضافة إلى مجموعته الكاملة. ولأن ترك الأمير عبدالله الفيصل بصمته على حنجرة أم كلثوم من خلال رائعته"ثورة الشك"وطرق الآذان الشعبية في السعودية من خلال أغنية"يا ريم وادي ثقيف"التي غناها على الصعيد المحلي الفنان الراحل عبدالله محمد وغيره العديد من الفنانين السعوديين، كما غنتها عربياً الفنانة اللبنانية نجاح سلام، كانت بصمات ابنه الأمير محمد مدونة على حناجر فنانين كثر أشهرهم على الإطلاق الفنان طلال مداح الذي شكل معه ثنائياً، لم ينهه إلا وفاة قيثارة الشرق، واعتزال الأمير الشاعر كتابة الشعر أبداً.